يتواصل مسلسل التهميش والنسيان بمشتة أولاد دراجي التي تبعد عن بلدية عزيل عبد القادر بباتنة بحوالي 25 كلم، وتضم أربع ابتدائيات أهمها ابتدائية الشهيد عيسى سليمان التي تتسع لأكثر من 600 تلميذ، وابتدائية أولاد دراجي الجديدة وتتسع لأكثر من 300 تلميذ، يعملان بنظام الدوامين. كل التسميات تنطبق على هذه المؤسسات، سوى تسمية مؤسسة تربوية، كونها لا تتوفر على أدنى الشروط الملائمة والمحفزة على التعلم، حيث لا ساحة تليق بالاستراحة ولا فضاءات الممارسة الرياضية داخل المؤسسة إلى جانب نقص معتبر في التجهيزات المدرسية والوسائل التي يحتاجها التلميذ. ويعرف قطاع التعليم والتربية بالمنطقة وضعا مأساويا ألقى بظلاله على ظروف تمدرس التلاميذ، وبالرغم من علم المسؤولين بحالة المدرسة فإنهم لم يحركوا ساكنا، حتى يتسنى للتلاميذ أن يتابعوا دراستهم في أحسن الظروف. فسوء الأحوال لا يخفى على أحد، ومع ذلك لا بوادر في الأفق القريب تشير إلى تغيير الأوضاع أو التفافة تعيد الإعتبار لهذه المدارس المنسية. فبالإضافة إلى الحالة غير المرضية للمؤسسات التربوية، طفا مشكل جديد على السطح، ألا وهو غياب المعلمين عن التدريس لأسباب غير منطقية، تتلخص معظمها في كون مديرة التربية لم تستكمل عملية تعيين المناصب الشاغرة، مما خلق جوا من الاستياء والتذمر لدى أولياء التلاميذ للامبالاة الجهات الوصية وعدم الاستجابة لطلبهم القاضي بتوفير المعلمين، معربين عن تخوفهم حيال انقضاء الفصل اليوم من السنة الدراسية دون دراسة. ففي حديث للسيد محمد. ب محامي وولي أحد التلاميذ، قال إن هذه الوضعية تعيد إلى أذهان أولياء التلاميذ ما حدث السنة الماضية، حيث تأخر التحاق الأساتذة مع نهاية شهر ديسمبر، ما يعني ضياع الثلاثي الأول بدون أي تحصيل دراسي، مضيفا في ذات السياق أنه لا توجد هيئة خاصة تقوم بالدفاع عن حقوق التلاميذ، على غرار جمعية أولياء التلاميذ، حيث قوبلت كل الطلبات التي قدمت من طرف الأولياء بالرفض من طرف إدارة المدارس، مؤكدا أن المشكل الأساسي يتعلق بالبنية التحتية للمؤسسة التربوية، وفي ذات السياق شدد آخرون على حق التلاميذ في الحصول على تعليم جيد وفي ظروف مريحة، إذ ليس هناك من يقبل أن يمر أكثر من أسبوعين على الدخول المدرسي وابنه لم يدرس بعدا، مشيرا إلى أن مثل هذه العراقيل هي التي تتسبب في تدني معدلات النجاح وتراجع المستوى لدى التلاميذ.