يعطي، اليوم، أبوبكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية إشارة انطلاق السنة الدراسية الجديدة (2009 2010)، والتي تتميز أساسا بإلتحاق أزيد من 8 ملايين تلميذ بالمقاعد الدراسية يؤطرهم ما لا يقل عن 370 ألف معلم، ولأن وباء ''أنفلونزا الخنازير'' ألقى بظلاله، وصل إلى حدّ إتخاذ بعض الدول قرار تأخير الدخول المدرسي، فإن الوزارة الوصيّة إرتأت برمجة أول درس حول هذا المرض لتوعية التلاميذ. يلتحق اليوم 8 ملايين تلميذ بمقاعد الدراسة بعد عطلة طويلة نوعا ما مقارنة بالعطل الصيفية المقبلة، لاسيما وأن وزارة التربية الوطنية قرّرت تطبيق القانون الذي ينصّ على أن السنة الدراسية تمتد إلى غاية الرابع جويلية بعدما كانت تنتهي الدروس في شهر ماي. وتحسبا لذلك، كان الوزير الوصيّ قد أعلن بأنه وابتداء من السنة الدراسية الجديدة، سيتم برمجة الإمتحانات بالنسبة للمدارس الإبتدائية والمتوسطات نهاية جوان. وعلى غرار الأعوام السابقة، رصدت الدولة مبلغا ماليا قدره 9 ملايير دج لفائدة أطفال العائلات المعوزة، تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية، وقد إرتفعت إلى حدود 3 آلاف دج لكل طفل بعدما كانت تقدر ب2000 دج التي بادر بها رئيس الجمهورية لتشجيع الأولياء على تسجيل أبنائهم والحد من نسبة التسرّب المدرسي. ولعل ما يخفف العبء عن أولياء التلاميذ، إعلان الوزير بن بوزيد عن تخفيض أسعار الكتب بنسبة 10 بالمائة ما يترتب عنه تقليص في نفقات التمدرس، وتصل نسبة التغطية للمؤسسات التربوية إلى 100 بالمائة بطبع الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية ما لا يقل عن 60 مليون كتاب رصد لها مبلغا ماليا يضاهي 5,6 مليار دج، مع العلم أن نسبة التغطية قدرت ب 55 بالمائة قبل 10 أعوام، بطبع 26 مليون كتاب. ولضمان تأطير العدد الهائل للتلاميذ، لاسيما وأن الوزارة ستتسلم عددا معتبرا من الهياكل المدرسية الجديدة في مختلف الأطوار، منها 450 مدرسة إبتدائية و400 متوسطة و37 ثانوية، سيتعزز القطاع بفتح 10 آلاف منصب إداري إلى مسابقة توظيف الأساتذة المقررة في غضون الشهر الداخل. غير أن المشكل الذي واجه الأولياء رغم حرص الوزارة على توفير كل الظروف، يتعلق بالمآزر، لاسيما بعدما حددت الوزارة اللون الوردي للبنات والأزرق للأولاد في الطورين الإبتدائي والمتوسط، فيما حدد اللون الأبيض لتلاميذ الطور الثانوي، ذلك أن الأولياء لم يجدوا في الأسواق الألوان المحددة التي كثر عليها الطلب. وبعدما سجلت الوصاية المشكل الذي ترتب عن قرارها فضل الوزير بن بوزيد أن يطمئن الأولياء بتصريحه بأن تصميم المئزر وتدرّج الألوان بين الفاتح والغامق لا يطرح مشكلا، ويأتي هذا التصريح ردا على الانشغالات المرفوعة من قبل الأولياء. وإذا كانت التحضيرات المادية جاهزة، فإن المشكل الذي لم تجد له الوصاية حلا بعد، يتمثل في التكيّف مع عطلة نهاية الأسبوع الجديدة رغم مناقشة المسألة مع الشريك الإجتماعي، لاسيما بعدما لم يتم الإتفاق على أحد الحلول المقترحة من قبل الوزارة لتعويض الساعات الأربع ليوم الخميس، كون الجمعة أصبح يوم عطلة، ليستفيد بذلك التلاميذ في مختلف الأطوار من عطلة نهاية أسبوع كاملة. وذهبت نقابات إلى طرح مشكل يتجاوز الساعات الأربع للخميس، ويتعلق الأمر بالمدارس التي تعتمد نظام الدوامين والتي تدرّس طيلة 6 أيام في الصباح والمساء، وبعدما أصبحت أيام الدراسة لا تتجاوز 5 أيام، فإن المشكل مطروح بالنسبة لليوم السادس، أي السبت، ورغم أن الوزير الوصي، أكد بأن نسبة المدارس التي تعتمد هذا النظام لا تتجاوز 4 بالمائة، إلا أن المشكل يبقى مطروحا. للإشارة، فإن الوزارة الوصيّة، تمكنت من الحفاظ على الاستقرار المحقق بفضل سياسة الحوار التي إنتهجتها مع الشريك الإجتماعي في الأعوام الأخيرة والذي حال دون وقوع حركات إحتجاجية تؤثر على السنة الدراسية وتحصيل التلاميذ.