ذكرت صحيفة »فاينانشيال تايمز« البريطانية، أمس، أن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المنشأة الغازية بتقنتورين منتصف جانفي من العام الماضي كشف إمكانية تعرض الجزائر للفوضى العارمة، وأوضحت أن الجزائر أظهرت رغبة وإصرارا متناميا لاستخدام النهج الدبلوماسي، إلى جانب الطائرات الحربية والأسلحة والدبابات ، من أجل مكافحة الإرهاب والتصدي للمخاطر المتزايدة التي تهدد حدودها. أبرزت الصحيفة في تقريرها المحادثات الأخيرة التي أجريت هذا الخريف بالجزائر لإقناع الأطراف المتحاربة في دولة مالي بالتوصل إلى سلام دائم، وأوضحت أن »تفاقم المشاكل السياسية وصعود نجم الجماعات الجهادية بجانب التدخلات العسكرية الغربية في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل كانت جميعها عوامل ساعدت على تحويل حدود الجزائر، التي كانت تتمتع يوما ما بالهدوء والاستقرار، إلى ولايات فاشلة توفر أرضا خصبة للإرهاب، مما شكل تهديدا خطيرا لهذا البلد الغني بالنفط«. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن جماعة يطلق عليها اسم »جند الخلافة« في الجزائر أعلنت مبايعتها لما يسمى تنظيم »داعش« الإرهابي، وقالت إن »الهجوم الذي شنه متشددون العام الماضي ضد إحدى منشآت النفط بالقرب من الحدود مع ليبيا كشف إمكانية تعرض الجزائر للفوضى العارمة التي اجتاحت دول شمال أفريقيا والساحل منذ ثروات الربيع العربي عام 2011«، في إشارة منها إلى الاعتداء الإرهابي الذي استهدف تقنتورين منتصف جانفي 2013. وكشفت الصحيفة البريطانية أن الجزائر عززت من انتشار جنودها على طول حدودها الصحراوية ، وشنت غارات جوية ضد مواقع المتشددين المشتبه بهم وقامت بدوريات مشتركة مع جارتها تونس لحماية الحدود، كما أرسلت بعض جنودها إلى روسيا للتدريب على طرق مكافحة الإرهاب، فضلا عن أنها أبرمت اتفاقية مع شركة رينميتال الألمانية لبناء مصنع حربي بقيمة 28 مليون يورو.