شهدت ولايات الجنوب الجزائري خلال اليومين الماضيين إنزالا أفلانيا بقيادة أعضاء المكتب السياسي الذي كلفهم الأمين العام عمار سعداني بالاستماع لانشغالاتهم وتشخيص الأسباب التي أدت إلى خروج المواطنين إلى الشارع والاحتجاج، حيث قام قياديو الحزب بخرجات ميدانية إلى العديد من الولايات وفتحوا الحوار مع المواطنين الذي طرحوا مشاكلهم اليومية وواقعهم المرير وكذا واقع وأفاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة، وقد اعتبرت قيادة الأفلان مطالب المواطنين مشروعة خاصة وأنها انحصرت في ملف استغلال الغاز الصخري وتفعيل الإنتاج في القطاعات الصناعية والفلاحية وتجسيد المشاريع التنموية، إضافة إلى السكن والشغل، رافضين في نفس الوقت للفوارق الجهوية ومركزية القرارات الاقتصادية والاجتماعية، وقد وعد وفد الأفلان بتقديم تقرير مفصل حول مختلف المشاكل التي يعاني منها أبناء الجنوب ونقلها إلى الجهات العليا. الأفلان ينقل انشغالات مواطني الجنوب لرئيس الجمهورية رفع مواطنو ورقلة، حاسي مسعود وتقرت انشغالاتهم إلى رئيس الجمهورية خلال اللقاء الذي أشرف عليه أعضاء المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني السعيد بدعيدة، رشيد عساس ويمينة مفتالي، حيث فتحت قيادة الأفلان الحوار مع مواطني ولاية ورقلة حول واقع وأفاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمشاكل اليومية التي يعانون منها، وقد اطلعت قيادة الحزب على مختلف المشاكل معترفة بالنقائص الموجودة نتيجة افتقار الفعالية في التجسيد الميداني للبرامج التنموية، كما وعدت قيادة الأفلان بتبليغ انشغالات المواطنين إلى الجهات العليا داعية في نفس الوقت إلى التفريق بين المطالب الاجتماعية المشروعة والتوظيف السياسي لهموم وانشغالات المواطنين بالمنطقة. التقى أمس أعضاء من المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني الذي قام بزيارة ميدانية إلى مدن ورقلة، تقرت وحاسي مسعود بتكليف من الأمين العام عمار سعداني بأعضاء مكتب محافظة ورقلة أمناء وأعضاء مكاتب القسمات، المنتخبون على مختلف مستوياتهم والمناضلين المنطوين تحت لواء حزب جبهة التحرير الوطني والمواطنين، حيث أكد رشيد عساس أن وفد الأفلان عمد إلى فتح الحوار مع المواطنين بغية الاستماع إلى كافة الانشغالات والمشاكل التي يعاني منها أبناء الجنوب، مشيرا إلى أن مدينة حاسي مسعود لديها مشاكل خاصة. وأوضح عساس أن المواطنين عبروا عن انشغالاتهم بكل مسؤولية ووعي سياسي، معتبرا أن أهم مشكل تعاني منه حاسي مسعود يتعلق بالسكن باعتبار أن المدينة مصنفة كمنطقة ذات أخطار كبرى الأمر الذي أدى إلى تجميد كل مشاريع البناء ما تولد عنه مشكل السكن، مضيفا أن الانشغال يؤرق سكان حاسي مسعود وكذا نقص التشغيل وارتفاع نسبة البطالة مع غياب المرافق الرياضية والترفيهية بالرغم من الإمكانيات المادية التي تحوز عليها البلدية إلا أنها لم تتمكن من توظيفها لفائدة المواطنين. وشدد عساس على أهمية الحوار البناء والمسؤول والاقتراب من المواطنين، حيث أكد المواطنون أن استغلال الغاز الصخري في حال ثبوت أنه غير ضار بالبيئة فإنه مورد جيد ويثمنونه، واستطردوا قائلين »يمكننا المطالبة باستخراجه حتى من منازلنا«، معتبرا أن مطالب سكان الجنوب مشروعة ومعقولة وأن الحلول ليست مستحلية وإنما تتطلب توحيد الجهود والفعالية في تجسيد البرامج التنموية التي تعود بالفائدة على أبناء المنطقة، مؤكدا ضرورة اتخاذ القرارات الصائبة وخلق فضاء مناسب يعيش فيه السكان دون التأخير في معالجة قضاياهم، مذكرا الموارد التي خصصت لتنمية الجنوب والتي لم تر النور ضمن البرامج القطاعية أو صندوق تنمية الجنوب. ومن جهته، أكد محمد العيد تلالي أمين محافظة ورقلة أن مبادرة القيادة السياسية بالنزول إلى القاعدة تهدف إلى الاحتكاك المباشر بالمناضلين والمواطنين بمدينة ورقلة وملامسة انشغالات وهموم سكان مناطق الجنوب، مشيرا إلى ضرورة مواجهة هذه التحديات واستدراك هذه الفوارق وتفويت الفرصة على المتربصين بأمن الوطن واستقراره والذين لطالما حاولوا الاستثمار في مشاكل شباب المنطقة وتوظيفها لخدمة أجندات سياسية تستهدف المكتسبات المحققة. وتطرق أعضاء المكتب السياسي في مداخلاتهم إلى الحديث عن الأهمية التي توليها الدولة للمنطقة باعتبارها الركيزة الأساسية التي يستند عليها الاقتصاد الوطني في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للوطن، بما تختزنه من موارد طاقوية متنوعة وبما تتميز به من مقومات وإمكانيات في شتى القطاعات الإنتاجية والخدماتية والسياحية، كما أشاد الأعضاء بالتضحيات الجسام لأهل الجزائر جميعا من أجل بقاء الجزائر وحدة واحدة وعدم التهاون أو التسامح مع كل من يحاول المساس بالوحدة الترابية أو التعرض للرموز الوطنية، كما دعوا إلى ضرورة التفريق بين المطالب الاجتماعية المشروعة والتوظيف السياسي لهموم وانشغالات المواطنين بالمنطقة وذلك بالرغم من النقائص الموجودة والتأخر في مستويات التنمية الاقتصادية والبشرية بسبب فشل البرامج الموجهة آنذاك لتنمية الولايات الجنوبية وافتقارها للفعالية والتجسيد الميداني، كما أكدوا على وجود إرادة سياسية جادة للسلطات العليا للعمل بصرامة من أجل توفير كل الاحتياجات وتدارك النقائص والقضاء التدريجي على الفوارق في التنمية بمختلف أبعادها، وأن الأمر يتطلب فقط المزيد من التعقل والصبر والحكمة والثقة. وأشاد وفد الأفلان بالحس الوطني العالي لدى شباب المنطقة وسكانها، مؤكدين ضرورة الالتفاف جميعا حول القضايا الوطنية المشتركة والوقوف وقفة واحدة من أجل بناء الوطن والدفاع عنه ضد كل من تسول له نفسه المساس بمكتسبات الوطن وانجازات أبنائه وبناته، وعدم الانسياق وراء الدعوات المحرضة والمغرضة التي تهدف إلى المساس بالوحدة الترابية للجزائر ورموز سيادتها واستقلالها، وأن التغير لا يكون إلا بالحكمة والبناء وليس بالهدم والفوضى وشاهدا على ذلك مصير الشعوب التي دفعها إلى مجرد شعارات جوفاء، تعبر عن نوايا للتحطيم والتخريب والتفريق. وخلال النقاش والحوار الذي فتحته قيادة الحزب مع المواطنين والمناضلين بورقلة، أكد المواطنون ضرورة فتح نقاش شامل ومفتوح على الجميع حول ملف استغلال الغاز الصخري في مناطق الجنوب والدعوة إلى تنويع الاقتصاد الوطني، عن طريق تفعيل الإنتاج في القطاعات الصناعية والفلاحية والاستثمار في الطاقات المتجددة الصديقة للبيئة كالطاقة الشمسية والهوائية باعتبار الجنوب الجزائر من أحسن المواقع العالمية لإنتاج هذا النوع من الطاقة بفضل ارتفاع معدلات الحرارة ومستويات السطوع الأعلى عالميا، معربين عن رفضهم التام للفوارق الجهوية ومركزية القرارات الاقتصادية والاجتماعية، مشيرين في نفس الوقت إلى غياب التخطيط والرقابة الأمر الذي أدى إلى تبديد المال العام، ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وغياب الشفافية في ملف التشغيل بالرغم من أن عروض العمل تفوق الطلب في المنطقة، إضافة إلى فقدان الثقة بين المنتخبين والمواطنين والأعيان والمديرين التنفيذيين بشكل تام، بسبب غلق قنوات الحوار وعدم الاستماع المباشر لانشغالات المواطنين وهيمنة منطق المال السياسي وشراء الذمم.