مثل، الخميس الماضي، الموقوفون في أحداث الشغب الأخيرة بوهران والتي استمرت أربعة أيّام مخلّفة خسائر معتبرة، حيث أمر قاضي التحقيق بمحكمة الجنح بالصديقية بإيداع 82 شخصا الحبس الاحتياطي بتهمة التجمهر غير المصرّح به، تحطيم أملاك عمومية وأملاك خاصّة والعصيان، بينما استفاد نحو 100 شخص من إجراءات الإفراج المؤقّت والوضع تحت الرقابة القضائية، كما أفرج عن القصّر وسلّموا إلى أهاليهم، كما تواصل توقيف من رصدتهم كاميرات المراقبة. هدوء نسبي عرفته وهران، نهاية الأسبوع، بعدما طالها شبح التخريب منذ الاثنين الماضي، حيث عرفت مختلف الشوارع والأحياء استقرارا باستثناء بعض الأحداث المتفرّقة على مستوى كلّ من شطيبو وحاسي بونيف، إذ قام مجموعة من الشباب بإضرام النّار بمقّر البريد بشطيبو وبلغت الخسائر حوالي 160 مليون سنتيم، محاولين تمديد عمر أحداث الشغب على الرغم من التحكّم فيها، ممّا استدعى تدخّل مصالح مكافحة الشغب، والدرك لتفرقة المتظاهرين. كما حدثت مناوشات كذلك بحاسي بونيف، إلاّ أنّها لم تكن بالحجم الذي عرفته المدينة في الأيّام الأولى، وحسب ما أشارت إليه مصادر حسنة الإطّلاع فإنّ عدد الضحايا بلغ ما بين الأربعاء إلى الخميس، حوالي 60 ضحيّة من جرحى ومصابين نقلوا على مصلحة الاستعجالات. وقد تواصلت سلسلة التعزيزات الأمنية إلى غاية هذا الأسبوع كإجراءات احتياطية مخافة تكرّر مثل هذه الأحداث، بينما قامت مصالح الأمن بتوقيف كلّ المشبوهين الذين لهم سوابق عدلية، واشتبه في مشاركتهم في هذه الأحداث، كما تمّ الاستعانة بما سجّلته كاميرات المراقبة المنصّبة بالشوارع الرئيسية، ليتّم التعرّف على عدد من المشاغبين وإلقاء القبض عليهم. كما عرفت نهاية الأسبوع الأسود الذي عرفته وهران، تقديم المتسبّبين في الخراب العامّ، أمام قاضي التحقيق بمحكمة الجنح بالصديقية، حيث تمّ إيداع 82 شخصا، الحبس الاحتياطي بتهمة التجمهر غير المصرّح به، وتحطيم أملاك الدولة والأملاك الخاصّة، فيما استفاد 105 شخصا من الإفراج المؤقّت والوضع تحت الرقابة القضائية. كما أفرج عن جميع القصّر وتمّ تسليمهم إلى أهاليهم، في جلسات استماع، استمرت منذ الصباح إلى حدود التاسعة ليلا، وأشارت مصادر مطّلعة إلى احتمال تكييف التهمة بالنسبة لحوالي 20 شخصا إلى جناية الحرق العمدي وتخريب أملاك عمومية، ليمثلوا أمام محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، الأسبوع المقبل. للإشارة فإنّ خسائر معتبرة خلّفتها هذه الأحداث، حيث تعرّضت مؤسّسات عمومية وخاصّة للتخريب والحرق، كما أصيب أكثر من 250 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم 140 شرطيا، وكانت الشرارة التي أشعلت فتيل الغضب، السقوط التاريخي لفريق مولودية وهران في مباراة ذاق فيها طعم الهزيمة أمام أولمبي الشلف. أعمال التخريب التي نفّذها ملّثمون مدجّجين بالأسلحة البيضاء، كانت بغرض السرقة والسطو على الممتلكات أكثر منها، ردّة فعل مناصرين لفريق رياضي، حيث استهدفت هذه الأعمال، وكالات البنوك والمحلاّت التجارية التي نهبت عن آخرها.