ردت السلطات التونسية بالرفض على طلب تقدمت به واشنطن مؤخرا لإقامة قاعدة عسكرية في تونس، واعتبرته مساس بسيادة البلد فضلا على أنه يثير حفيظة بعض دول المنطقة وعلى رأسها الجزائر، وهذا برغم انضمامها لمنظمة الحلف الأطلسي برتبة حليف أساسي الذي يتيح لها الحصول على مساعدات في مجال محاربة الإرهاب، فيما كشف تنظيم الدولة »داعش« عن الإستراتيجية التي يعتمدها للانتشار تحت عنوان »سمكة الصحراء«. رفضت السلطات التونسية طلبا تقدمت به الإدارة الأمريكية لإقامة قاعدة عسكرية على التراب التونسي، وكشف الموقع الإخباري التونسي »أرابسك« نقلا عن مصادر من وزارة الخارجية التونسية، أن واشنطن تقدمت من السلطات التونسية من خلال سفيرها في تونس »جاكوب والس«، رغبة في تمكينها من قامة قاعدة عسكرية على الأراضي التونسية بعنوان اتفاقية أمنية بين البلدين تسمى باتفاقية »وضع القوات الأمريكية« مثلما معمول به في اليابان و كوريا الجنوبية، بحيث يتم التفاهم على صيغة قانونية تتيح للقوات الأمريكية الحصول على وضع خاص على التراب التونسي يمكنها من انجاز عدد من المهام في إطار الحرب على الإرهاب. وبررت المصادر موقف السلطات التونسية بمسالتين هامتين، الأولى ترتبط بالسيادة الوطنية، والثانية بمواقف بعض دول الجوار، خاصة الجزائر التي أعلنت في أكثر من مناسبة معارضتها بشكل قاطع أي تواجد عسكري أجنبي في منطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا فضلا عن منطقة الساحل جنوب الصحراء. لكن ومن جانب أخر توصل الجانبان التونسي والأمريكي إلى تفاهمات تقضي بمنح تونس صفة الحليف الأساسي غير العضو في الحلف الأطلسي وهو ما أعلن عنه رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي ، أول أمس الأحد في حوار مع قناة »أوروبا 1 «، علما أن هذه الصفة تمنحها الولاياتالمتحدة لعدد من الدول التي ترتبط بعلاقات إستراتيجية مع القوات العسكرية الأمريكية ، لكنها لا تنتمي إلى منظمة الحلف الأطلسي، كما ستمنح هذه المرتبة تونس عددا من الحقوق المتعلقة بالدفاع والتعاون في المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية، وتمكنها من مضاعفة قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة وأن تونس التي لا تملك تجربة طويلة في هذا المجال تواجه منذ فترة هجمات إرهابية خاصة بجبل الشعانبي بمحافظة القصرين المتاخمة للحدود مع الجزائر، وشهد البلد الأربعاء الفارط عملية إرهابية استهدفت متحف »باردو« في المربع الأمني بالعاصمة التونسية، خلف مقتل 23 شخصا من بينهم 20 أجنبيا من جنسيات مختلفة، تبناها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام »داعش«، فيما أشارت نتائج التحقيقات مؤخرا إلى أن العنصرين التونسيين اللذان نفذا اعتداء متحف »باردو« لهما علاقة ب »كتيبة عقبة بن نافع« التابعة للفرع المغربي للقاعدة ويقودها الجزائري لقمان أبو صخر . ومن جانب أخر كشف تنظيم »داعش« النقاب عن إستراتيجية جديدة يتبعها في توسعه بسورياوالعراق وما يسميها ب »الولايات« التابعة ل»دولة الخلافة« التي أعلنها التنظيم الإرهابي صيف العام الماضي، وهي »السمكة في الصحراء«، واستعرض تنظيم أبو بكر البغدادي وفي تقرير أصدره وتداوله أنصار له على مواقع التواصل الاجتماعي، آخر العمليات العسكرية التي نفذها عناصره في مختلف المناطق التي ينشط فيها في كل من سورياوالعراق ودول أخرى في المنطقة، إضافة إلى استعراض أسماء »الولايات« ال24 التي يعتمدها في تلك المناطق، وبحسب وكالة الأنباء » الأناضول«، إن تقرير »داعش« استعرض أسماء ولاياته مذيلاً الصورة بعبارة »السمكة في الصحراء« وهي المرة الأولى التي يكشف التنظيم عن هذا الإستراتيجية، وتعني هذه الإستراتيجية الانسحاب من المكان الذي يضيق عليه ويتعرض فيه لضربات موجع، ليظهر فجأة في مكان أخر لم يكن أحد يتوقعه، فمنذ تأسيسه يتخذ التنظيم من عبارة »باقية وتتمدد« شعارا لرؤيته ل»دولة الخلافة«، وأعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في تسجيل صوتي له في نوفمبر الماضي عن توسعه إلى دول أخرى مثل السعودية واليمن وليبيا ومصر والجزائر، ومن بين »الولايات ال24« التي استعرض التنظيم أسماءها 16 في سورياوالعراق، في حين أن العدد المتبقي كان يحمل أسماء اليمن، الجزائر، سيناء (مصر)، برقة وفزان وطرابلس (ليبيا)، بلاد الحرمين (السعودية)، خراسان (مناطق غرب العراق من ضمنها إيران).