* هذه تفاصيل استراتيجية داعش للتوسع في 8 دول عربية كشف تنظيم الدولة عن استراتيجية عسكرية جديدة، يتّبعها في توسعه بسورياوالعراق و(الولايات) التابعة ل (دولة الخلافة) التي أعلنها التنظيم صيف العام الماضي، وهي (السمكة في الصحراء)، والتي تهدف الى التوسع (الداعشي) عبر 8 دول عربية. استعرض التنظيم في تقرير خاص، تداوله أنصار له على مواقع التواصل الاجتماعي، آخر العمليات العسكرية التي نفذها عناصره في مختلف المناطق التي ينشط فيها في كل من سورياوالعراق ودول أخرى في المنطقة، إضافة إلى استعراض أسماء الولايات ال24 التي يعتمدها في تلك المناطق. وفي صورة موحدة ضمن التقرير الموسع، استعرض التنظيم أسماء ولاياته مذيلاً الصورة بعبارة (السمكة في الصحراء). وهي المرة الأولى التي يكشف فيها التنظيم عن هذا الشعار أو الاستراتيجية. ومنذ تأسيسه يتخذ التنظيم من عبارة (باقية وتتمدد) شعارًا لرؤيته ل(دولة الخلافة) التي أعلن عن إقامتها نهاية جوان الماضي على المناطق التي سيطر عليها في كل من سورياوالعراق، قبل أن يعلن زعيمه أبو بكر البغدادي في تسجيل صوتي له في نوفمبر الماضي عن توسعه إلى دول أخرى مثل السعودية واليمن وليبيا ومصر والجزائر. ومن بين الولايات ال 24 التي استعرض التنظيم أسماءها 16 في سورياوالعراق، في حين أن العدد المتبقي كان يحمل أسماء: اليمن، والجزائر، وسيناء (مصر)، وبرقة وفزان وطرابلس (ليبيا)، وبلاد الحرمين (السعودية)، وخراسان (مناطق غرب العراق من ضمنها إيران). ويطلق تنظيم الدولة على المحافظات والمدن والبلدات الكبرى التي يسيطر عليها أو يتواجد فيها تسمية ولايات ، ويلجأ في بعض الأحيان لتغيير اسم تلك التقسيمات الإدارية، مثلما أطلق على محافظة دير الزور شرق سوريا (ولاية الخير) وعلى الحسكة (البركة)، في حين أنه يحافظ في أحيان أخرى على الأسماء الأصلية مثل (ولاية الرقة) السورية و ولاية نينوى العراقية. سمكة الرمال و(السمكة في الصحراء) هي إشارة لاستراتيجية عسكرية جديدة للتنظيم تتبع أسلوب حركة نوع من أنواع الزواحف اسمه (سمكة الرمال أو الصحراء)، أو كما يُسميها البعض ب(السحلية)، وهي تمتلك أربعة قوائم وتشبه إلى حد كبير (الورل)، إلا أنها أصغر حجما منه بكثير وتختبئ في الرمال عن طريق الغطس، شأنها شأن السمكة في البحر، وتعتمد في تنقلها على هذا الأسلوب بشكل عام. وخلال الفترة القريبة الماضية اتّبع تنظيم الدولة في تنفيذ أهدافه وضرب خصومه أسلوب سمكة الرمال ؛ فهو ينسحب من مكان يتعرض فيه لهجمات أو يلقى ضربات عنيفة، ليخرج في مكان آخر غير متوقع من قبل الخصم، كما أنه يستعمل هذا الأسلوب في الوصول إلى مناطق جديدة بعيدة عن المناطق التي يتواجد فيها. داعش في اليمن وتونس والجمعة الماضي، أعلن تنظيم الدولة عن تبنيه هجومًا مزودوجًا استهدف مسجدين يرتادهما أنصار جماعة (أنصار الله) (الحوثي) في العاصمة اليمنية صنعاء، وأسفر عن 147 قتيلاً ومئات الجرحى، وهو الهجوم الأول الذي يتنباه في اليمن. ويأتي هذا الهجوم بعد يومين من تبني التنظيم هجومًا هو الأول من نوعه له أيضًا في تونس، شنّه مسلحون الأربعاء الماضي، على متحف باردو المحاذي لمجلس النواب التونسي (البرلمان) بالعاصمة تونس، ما أسفر عن مقتل 23 شخصًا بينهم 20 سائحا أجنبيًا، وإصابة 47 آخرين بجروح، بحسب إحصائية رسمية. ويأتي هذان الهجومان في وقت يتلقى فيه التنظيم ضربات جوية بشكل يومي من قبل طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية تستهدف مواقعه في كل من سورياوالعراق، فيما يواجه قتالاً عنيفًا على الأرض من قوات حكومية ومليشيات معادية له في البلدان التي يتواجد فيها. هلاك 1800 داعشي أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الغارات التي بدأها التحالف الدولي ضد التنظيمات المتطرفة قبل ستة أشهر في سورية أسفرت عن مقتل نحو ألفي شخص (غالبيتهم الساحقة) من تنظيم داعش. وأوضح المرصد ، أن (عدد الذين تمكن المرصد من توثيق مقتلهم جراء ضربات التحالف العربي - الدولي على مناطق في سورية منذ فجر 23 من شهر سبتمبر 2014، وحتى فجر الامس ارتفع إلى 1953 على الأقل، كما أصيب مئات آخرون بجراح في الغارات والضربات ذاتها، غالبيتهم الساحقة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية). وأوضح أن من ضمن المجموع العام للخسائر البشرية 66 قتيلا مدنيا سوريا، بينهم عشرة أطفال وست سيدات، قتلوا جراء ضربات التحالف الصاروخية وغارات طائراته الحربية على مناطق نفطية ومباني وآليات في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة وحلب وإدلب. وقتل ما لا يقل عن 1796 من تنظيم داعش، غالبيتهم من جنسيات غير سورية جراء الضربات الصاروخية وغارات طائرات التحالف على تجمعات وتمركزات ومقار التنظيم. ولقي 90 على الأقل من مقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) حتفهم جراء الضربات. ورجح المرصد أن يكون العدد الحقيقي للخسائر البشرية في صفوف داعش والفصائل الإسلامية الأخرى هو أكبر من العدد الذي تمكن من توثيقه حتى الآن، وذلك بسبب التكتم الشديد من قبل داعش على خسائره البشرية، ولصعوبة وصول ناشطيه إلى مناطق تعرضت للقصف.