لم يتوان الجزائريون في إعلان دعمهم للجيش الوطني الشعبي، والوقوف بجانبه إثر العملية الإجرامية التي طالت شهداء الواجب على أيدي الإرهاب الغادر، وأعلنوا الحداد على مواقع التواصل الاجتماعي »الفايسبوك «، رافعين شعار »أنا جندي جزائري شهيد يوم العيد« تحديا لمكافحة الإرهاب ودحره. نزل خبر قتل تسعة جنود وجرح اثنان آخران مساء يوم الجمعة الماضي بولاية عين الدفلى اثر تعرضهم لإطلاق نار من طرف مجموعة إرهابية، كالصاعقة على رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر صور بعض الضحايا المفترضين مع تهاطل آلاف التعليقات تعبر عن تأييد ووقوف الشعب الجزائري والجبهة الاجتماعية ككل صفا واحدا مع أفراد الجيش . وغذى الموقع الأزرق الذي أعلن فيه الجزائريون الحداد ترحما على ضحايا أفراد الواجب، موجة من التضامن والاستنكار والمشاعر، حيث نشر رواد الفايسبوك صورا لجنود قتلوا مرفوقة برسائل الدعم والمواساة التي غمرت الفايسبوك والتويتر، رافعين على صفحاتهم صورة تعريف سوداء كتب عليها بالأبيض »أنا جندي جزائري شهيد يوم العيد« مع شعار الجيش الجزائري، تحديا لمكافحة الإرهاب ودحره، ومنددين بآلاف التعليقات بالعمل الهمجي والجبان من قبل الإرهابيين لاسيما وأن العملية هي الأعنف التي يتعرض لها الجيش الجزائري منذ أكثر من عام. ودعا الفايسبوكيون على صفحاتهم ة الفيسبوك لتبادل تلك الصور وشعار » أنا جندي جزائري «حتى يتسنى للعالم كله أن يتذكر هؤلاء »الجنود الشجعان«، منوهين بمجهوداتهم الجبارة من أجل الحفاظ على استقرار وأمن الجزائر، وقال أحد رواد الموقع معلقا عن تأخر بعض الدول العربية في إعلان تضامنهم مع الجزائر » لا أحد ينسى هؤلاء الجنود الشجعان نحن بحاجة إلى العالم كله ليتذكر «، وأضاف معلق آخر »أين مئات الأشخاص الذين كتبوا أنا شارلي، أنا تونس، حان الوقت لرفع شعار أنا جندي جزائري«، كما قال آخرون » شكرا للجيش الجزايري، وربي يرحم الضحايا«. كما عج الفايسبوك بتعليق ترحما على شهداء أفراد الواجب الوطني وكتبت سلمى منال » قائلين » يا رب ارحم الشهداء الذين ماتوا ضحية الإرهاب ثاني أيام عيد الفطر المبارك في سبيل الوطن والهم ذويهم الصبر والسلوان إلى متى الإرهاب في الجزائر ..رحمهم الله وأسكنهم فسيح جنانه«، كما قال عجاج بلقاسم » تقبلهم الله مع الشهداء الأبرار ألف رحمة ورحمة في يوم العيد فرحتهم يوم أفطروا وفرحتهم بإذن الله يوم لقاء ربهم«. ونشر بدوره اللاعب الدولي الجزائري السابق عنتر يحي عبر صفحته في موقع التواصل الإجتماعي قائلا »نحن متّحدون ولا أحد بإمكانه تقسيم الجزائر والتفرقة بين أبنائها«، وأدرج صورة لأفراد الجيش الوطني الشعبي، كنوع من الإعتراف بالتضحيات الجليلة التي يقدّمونها للوطن في هذا الظرف العصيب. وقد تعرضت يوم الجمعة الفارط على الساعة السابعة مساء مفرزة للجيش الوطني الشعبي لإطلاق نار من طرف مجموعة إرهابية، حيث استشهد تسعة (09) عسكريين وجرح اثنان آخران، وفور وقوع هذه الجريمة تم تطويق المنطقة ومباشرة عملية تمشيط واسعة ومطاردة هؤلاء المجرمين واكتشاف مخابئهم وتدميرهم، وتأتي مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تأتي بعد الضربات الموجعة التي تلقتها الجماعات الإرهابية والخسائر الفادحة التي تكبدتها في الأشهر الأخيرة والتي لن تزيد أفراد الجيش الوطني الشعبي إلا عزيمة وإصرارا لمطاردة فلول هؤلاء المجرمين والقضاء عليهم. نور الدين السد: "الإرهاب لن يفلح في هزم إرادة الشعب الجزائري" أكد الدكتور نور الدين السد مستشار بالمجلس الشعبي الوطني، أن الإرهاب لن يفلح في هزم إرادة الشعب الجزائري، اثر الحادث الإرهابي الذي وقع بمنطقة عين الدفلي والذي أسفر عن استشهاد 9 جنود وجرح اثنين آخرين، قائلا أن هناك أطراف خارجية تسعى لعدم استقرار المنطقة وتحاول أن تزج بالجزائر في هذه الحرب. نفى الدكتور نور الدين السد مستشار بالمجلس الشعبي الوطني خلال مداخلة هاتفية ببرنامج »غرفة الأخبار« على فضائية »سي بي سي اكسترا«، الاتهامات التي يوجهها البعض للجزائر بأنها غير داعمة للدول العربية التي تواجه الإرهاب بداخلها، قائلا إن الإرهاب لن يفلح في هزم إرادة الشعب الجزائري، نافيا وأوضح نور الدين السد أن مثل هذه الأعمال الخسيسة تمارس العداء ضد الشعب الجزائري، مؤكدا أنه سيتم التغلب على الإرهاب ليس في الجزائر فقط بل في جميع الأقطار العربية، وأشار إلى أن ثقافة الإرهاب غريبة عن المجتمع العربي والإسلامي، وأن هناك أطراف خارجية تسعى لعدم استقرار المنطقة وتحاول أن تزج بالجزائر في هذه الحرب. ومن جانبه قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، الدكتور إسماعيل دبش، إن الإرهاب لن يجد له مكانًا في الجزائر، مثلما حدث في بعض البلدان العربية مثل ليبيا وغيرها، مؤكدا على قدرة الجيش الجزائري على احتواء الأزمة، وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «مباشر من العاصمة» المذاع عبر فضائية «أون تي في»، أمس، أن الجزائر لها تجربة مريرة مع الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي، ما سيدفعها لعدم التصعيد واحتواء الأزمة سريعا. وأوضح المحلل السياسي أن الهجمة الإرهابية على أحد المعسكرات العسكرية في منطقة عين الدفلى، والتي راح ضحيتها 9 من الجنود الجزائريين، كانت غير متوقعة ولن تتكرر مثل هذه الهجمات مرة أخرى، وأكد على أن الإرهاب أصبح ظاهرة عامة في الوطن العربي والعالم أجمع، نافيا وجود ارتباط أي دولة بهذه الهجمة، بسبب وقوع الهجوم في وسط الجزائر وليس بالقرب من أي منطقة حدودية مع أي دولة. وكان قد أعلن بيان لوزارة الدفاع الوطني عن قتل تسعة جنود وجرح اثنان آخران مساء يوم الجمعة الماضي بولاية عين الدفلى اثر تعرضهم لإطلاق نار من طرف مجموعة إرهابية، وأوضح البيان انه على إثر عملية بحث وتمشيط بمنطقة جبل اللوح بسوق العطاف بولاية عين الدفلى بإقليم الناحية العسكرية الأولى تعرضت يوم 17 جويلية 2015 على الساعة السابعة مساء مفرزة للجيش الوطني الشعبي لإطلاق نار من طرف مجموعة إرهابية، حيث استشهد تسعة عسكريين وجرح اثنان آخران، وفور وقوع هذه الجريمة تم تطويق المنطقة ومباشرة عملية تمشيط واسعة ومطاردة هؤلاء المجرمين واكتشاف مخابئهم وتدميرهم يضيف البيان. عبد العزيز مجاهد: "الإرهاب يهدد كيان الدولة ومؤسساتها والمجتمع بكامله" أكد اللواء المتقاعد بالجيش الوطني الشعبي عبد العزيز مجاهد الجزائر مستهدفة من طرف الجماعات الإرهابية نتيجة استقلال قرارها وسيادتها، داعيا إلى تجنيد قوات الجيش والمجتمع لمواجهة خطر الإرهاب، حيث أشار إلى أن التهديد الإرهابي لا يزال قائما ويجب تعزيز وتقوية الجبهة الداخلية باعتبار آفة الإرهاب تهدد كيان الدولة ومؤسساتها والمجتمع. أوضح اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد ل»صوت الأحرار« أن التهديد الإرهابي لا يزال يشكل خطرا على الجزائر، مشيرا على أن العملية الإرهابية التي استهدفت دورية لأفراد الجيش الوطني الشعبي بعين الدفلى هي استعراض للقوة والتأكيد على أن الجماعات الإرهابية لا تزال تشكل تهديدا على أمن واستقرار الجزائر، مشيرا إلى مكافحة الإرهاب تتطلب أجيالا والاعتماد على استراتيجية الصبر باعتبار أن القرن ال21 أصبح فيه الإرهاب أداة ووسيلة في السياسات الدولة وأداة في أيادي القوى المستفيدة من هذه الظاهرة. وأكد اللواء مجاهد أن الإرهاب هو عدو الجميع وليس للجيش الوطني الشعبي، مشيرا إلى أن الجيش، مؤسسات الدولة والمجتمع مستهدف من طرف الإرهاب الذي لا يفرق بين هؤلاء، معتبرا أنه من الضروري على الدولة وعلى المجتمع أن تنظم نفسها وتنسق فيما بينها وأن تحضر إمكانياتها للانتقال من مرحلة رد الفعل إلى الفعل. وأشار اللواء المتقاعد أن تعزيز الجبهة الداخلية أمر ضروري في الوقت الراهن من خلال توعية المجتمع بخطورة الإرهاب والتحضير لمواجهته وذلك بالتحسيس بكيفية وظروف نشأة الإرهاب ومن هو المستفيد منه، مؤكدا أنه على كل فرد في المجتمع أن يدرك واجباته ومسؤولياته للدفاع عن أمن واستقرار الجزائر ومجابهة الخطر الإرهابي، مضيفا أن الجزائر دولة وشعبا ضد الإرهاب »وعلينا العمل جميعا لمحاربته إلى الأبد«. وفي رده عن سؤال حول ما إذا كانت العملية الإرهابية التي خلفت 11 شهيدا من أفراد الجيش الوطني الشعبي ردا على تصريحات قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، أوضح اللواء مجاهد الإرهاب يقود حربا نفسية وإعلامية ويستغل أي فرصة تتاح له، مشددا على أن الجزائر طالما تنعم باستقلالية قرارها السياسي وسيادتها فإنها مستهدفة من عدة أطراف تحاول الضغط عليها وابتزازتها بمختلف الطرق والوسائل. ودعا اللواء المتقاعد إلى تجنيد قواتنا وطاقتنا والتنسيق بين الجيش الوطني الشعبي ومؤسسات الدولة والمجامع للحفاظ على أمن واستقرار الجزائر، مطالبا بتسليح المواطن فكريا وعقائديا ليكون على دراية تامة بخطورة الظاهرة وانعكاساتها السلبية على الدولة والمجتمع، محذرا من أن الجزائر مستهدفة من عدة أطراف تهدد مصالحهم.