، هذا الشعار، برمزيته الدالة، تبناه كل مواطن ومواطنة، تقديرا وعرفانا للجيش الوطني الشعبي، الذي يوطد كل يوم مكانته السامية في قلوب الجزائريين. "أنا جندي جزائري"، شعار يتجاوز لحظة العاطفة ورد الفعل على الجريمة الإرهابية النكراء إلى موقف وطني يمليه واجب الاعتراف لجيشنا الذي مافتئ يقدم الشواهد البليغة على وفائه بالعهد والتزامه بقدسية المحافظة على سيادة الجزائر واستقلالها الوطني ووحدتها الشعبية والترابية. لم تكن صرخة هذا المواطن أو ذاك وهي تهتف "أنا جندي جزائري"، تعبيرا عن لحظة تأثر عابرة، يفرضها الإحساس بالحزن على استشهاد تسعة عسكريين، بل هي ترجمة صادقة لما يكنه كل مواطن ومواطنة من تقدير خاص للجيش الوطني الشعبي، الذي يتصدى أبناؤه للجماعات الإرهابية الإجرامية، وبفضل تضحيات خيرة كفاءاته وإطاراته وجنوده، استعادت بلادنا السلم والأمان والاستقرار والطمأنينة. إن لكل محنة دروسا ينبغي الاستفادة منها وأخذ العبر من نتائجها المؤلمة، ولعل الدرس الأول الذي يجب أن نعيه جيدا من الاعتداء الإرهابي، هو أن تلك المحنة العصيبة قد مست كل العائلات الجزائرية، بحيث كانت على قلب واحد حزنا وألما، إيمانا واقتناعا بأن الذين استشهدوا هم أبناؤنا وفلذات أكبادنا، حراس الوطن وحماته والمدافعون عن أمنه وأمانه. إن الهبة التضامنية التي عبر من خلالها المواطنون، بجميع فئاتهم وعبر كافة جهات البلاد، عن حزنهم وتآزرهم وتعاطفهم مع عائلات الشهداء هي، علامة واضحة وناصعة عن المكانة المرموقة التي يحتلها الجيش الوطني الشعبي في قلوب الجزائريين، حيث يحظى أفراده باحترامهم وتقديرهم، مما يؤكد بأن جيشنا- وهو القوي بوطنيته وعقيدته وكفاءته- يتوفر على دعم الشعب كله وأنه معزز بوحدته التي لم تهتز في أصعب الظروف. "أنا جندي جزائري"، لم تظهر فقط تضامن الجزائريين مع عائلات الشهداء، بل أكدت مجددا الموقف الحقيقي من الإرهاب والتطرف، ولا يختلف اثنان أن الجزائر تجتاز مرحلة فاصلة، نتيجة لإرادات متصادمة، تميزها أجواء سياسية مشحونة، مما يفرض على الجميع إحساسا كافيا بالخطر، خاصة وأن ما يسعى إليه الإرهاب هو زعزعة ثقة الجزائريين في قدرة الجيش والأجهزة الأمنية على حماية البلاد وشعبها. "أنا جندي جزائري.."، رسالة وفاء لجيشنا الوطني وتجسيد للروح الوطنية التي تجلت في أروع صورها، حيث تؤكد وقوف الشعب خلف جيشه، كما أنها تحمل آيات العرفان لكل ضابط ولكل جندي، لكل هؤلاء الذين يقدمون التضحيات الجليلة وقرابين الدم الطاهر في سبيل الوطن المفدى. "أنا جندي جزائري"، شعار بليغ في المعنى والدلالة، هتفت به قلوب كل الجزائريين، ردا على القتلة المجرمين الذين يتوعدون الجزائر وشعبها بالحرب والقتل والتخريب، "أنا جندي جزائري" رسالة إلى الجميع، يجب الالتزام بها من أجل المصلحة العليا للجزائر، وهي تؤكد بأن تماسك الجبهة الداخلية وتعزيز الجدار الوطني يبقى أفضل وسيلة لإحباط مخطط التخريب والقتل، وهو الدعم الذي تحتاجه قوى الجيش والأمن في معركتها المستمرة ضد الإرهاب. إن مشاعر التعاطف مع عائلات شهداء الواجب الوطني من ضباط وجنود الجيش الوطني الشعبي، أكبر دليل على وحدة الشعب والتفافه حول جيشه العتيد، حامي الجزائر وحصنها المنيع، القوة الرادعة والضامنة والحامية لوحدة الوطن وسيادته. "أنا جندي جزائري"، تحية إكبار وعرفان لقواتنا المسلحة، وها هي أرواح شهداء الواجب الوطني، وهم الذين كانوا في مهمة عنوانها التضحية من أجل الجزائر، تؤكد علينا مجددا بواجب احترام الأمة لجيشها الباسل الذي يؤدي مهمته بروح وطنية عالية وشجاعة فائقة، من أجل الجزائر أولا وأخيرا.