تناولت الصحف الأمريكية حادثة إطلاق النار في القاعدة العسكرية بولاية تكساس بالنقد والتحليل، وتساءل بعضها عن الدوافع وراء إقدام الضابط الأمريكي والطبيب النفسي نضال مالك حسن على إطلاق النار على زملائه، مما أسفر عن مقتل 13 شخصا وإصابة 38 بجروح. فقد ذكرت صحيفة »واشنطن بوست« أن تحقيقات بدأت لمعرفة الدوافع وراء إقدام نضال مالك حسن (39 عاما) بإطلاق النار على زملائه في قاعدة فورت هود بولاية تكساس الخميس الماضي. ويبحث المحققون عن الدوافع المحتملة وراء الحادثة، فيما إذا كانت بسبب التوتر والحالة النفسية للطبيب الأمريكي في ظل القرار بإرساله إلى أفغانستان، أم أن وراءها دوافع سياسية إسلامية؟ وتثار أسئلة في التحقيق بشأن إذا ما كانت قد أغفلت بعض التحذيرات الممكنة السابقة، ونسبت الصحيفة لمسؤولين اتحاديين القول إنهم رصدوا قبل حوالي ستة أشهر رسائل إلكترونية يزعمون أنها تعود لنضال، وتشير إلى تعاطفه مع ما سموه »الانتحاريين« ومع مأساة المدنيين العراقيين والأفغان الذين يتعرضون للقتل جراء الحروب الأمريكية. واحتجزت السلطات الأمريكية جهاز الكمبيوتر الخاص بنضال للتأكد منه، في ظل أقوال نسبت لبعض أصدقائه بكونه كان يثير نقاشات بشأن الحروب الأمريكية على العراق وأفغانستان، وأنه ينسب إليه القول إن»الحرب الأميركية على الإرهاب« ما هي إلا »حرب على المسلمين«. ونسبت »واشنطن بوست« إلى مسؤولين عسكريين أن نضال أطلق ما يزيد على مائة طلقة، قبل أن تتمكن ضابطة الشرطة العسكرية كيمبرلي مانلي (35 عاما) من إصابته برصاصات في صدره إثر تبادلها النيران معه، ما أسفر عن إصابتها في نواح متعددة من جسدها. وتساءلت مجلة »تايم« من جانبها عما إذا كان الطبيب النفسي نضال قد قام بفعلته تحت أثر ما سمته »الصدمة الثانوية«؟ في إشارة إلى تأثره بمعاناة الجنود العائدين من الحرب الذين كان يتولى أمر معالجتهم. ونسبت تايم إلى نائبة رئيس الخدمات النفسية لشؤون المحاربين الدكتور أنطوانيت زيس القول »إن كل من يتعامل مع المرضى الذي يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة ويستمع إلى قصصهم لا بد أن يتأثر بها كثيرا«. وأضافت المجلة أن عوامل أخرى ربما لعبت دورا في حادثة نضال، مشيرة إلى تعرضه لتمييز أثناء خدمته العسكرية بدعوى أنه مسلم ورع، وأنه طالما عارض الحرب على العراق وأفغانستان، إضافة إلى تسلمه أوامر عسكرية للاستعداد للانتشار في أفغانستان. أما مجلة نيوزويك فأشارت أن حادثة إطلاق النار في تكساس ربما تعد مؤشرا على انهيار الجيش الأمريكي، وحذرت مما هو قادم، وأضافت أن حالة من عدم الرضا تسود أجواء القواعد العسكرية في شتى أنحاء البلاد، في ظل تزايد فترتي حربين أمريكيتين قاسيتين. ويشار إلى أن فورت هود تعد الكبرى بين 97 قاعدة على الأراضي الأميركية، وهي بالغة التحصين، وبها نقاط تفتيش على جميع مداخلها، وأن نضال يرقد في العناية المركزة في أحد المستشفيات الأميركية.