يكون الجزائريون بداية من يوم غد في موعد مع دخول اجتماعي جديد، والبداية بعودة أكثر من 8 مليون تلميذ لمقاعد الدراسة وقرابة المليون طالب إلى مدرجات الجامعات، مع ما يقابله من عودة الديناميكية لكل الإدارات والمؤسسات، حيث يتزامن هذا الحراك الاجتماعي، مع نشاط سياسي حافل، أبرزه عقد الدورة العادية للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني المقررة يوم 18 سبتمبر الجاري. وقبل هذا كان الموعد يوم الأربعاء الماضي مع افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية للغرفتين السفلى والعليا، والتي جاءت في خضم وضع اقتصادي صعب في ظل استمرار تراجع أسعار النفط وتدني قيمة الدينار إلى مستويات غير مسبوقة، وما تخلله من إجراءات حكومية استعجاليه لتجاوز هذه الظروف الاستثنائية والصعبة، حيث اجتمع الوزير الأول الأسبوع الماضي مع ولاة الجمهورية وتم وضع العديد من الإجراءات للتقليل من وطأة الأزمة الاقتصادية. وتراهن الحكومة وكل مؤسسات الدولة وفعاليات المجتمع المدني بالإضافة إلى الطبقة السياسية في مقدمتها الأفلان على دخول اجتماعي عادي وناجح، سيما في ظل الظروف التي تعيشها البلاد، والتي تستعدي »تعزيز الجبهة الداخلية« حيث شدد كل من رئيس كمجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة خلال افتتاح الدورة البرلمانية الأربعاء الماضي على ضرورة تغليب الحوار من أجل الحفاظ على المكاسب المحققة. وفي ذات السياق نبه ولد خليفة إلى ضرورة توخي الحذر تجاه ما اسماها »أخطار الإضعاف من الداخل«، في الوقت ذاته دعا بن صالح الطبقة السياسية والمجتمع المدني إلى » توحيد الصف والكلمة لصيانة المكاسب المحققة وقطع الطريق أمام أعداء الجزائر المتربصين باستقرارها«. وبدوره دعا رئيس مجلس الأمة الطبقة السياسية والمجتمع المدني إلى توحيد الصف والكلمة لصيانة المكاسب المحققة وقطع الطريق أمام أعداء الجزائر المتربصين باستقرارها، وأضاف أن كل الجزائريين بكل أطيافهم مدعون لتشكيل جبهة داخلية واحدة والتصدي لمواجهة الإرهاب الذي لا يزال بين الحين والأخر يقوم بعمليات جبانة ضد المواطنين . وكان حزب جبهة التحرير الوطني أول الداعين لتعزيز الجبهة الداخلية، حيث أعلن الأمين العام عمار سعداني في هذا المقام عن مبادرة لتأسيس جبهة وطنية لدعم برنامج رئيس الجمهورية، وهو المسعى الذي يبقى مفتوحا أمام كل الغيورين على البلاد، خاصة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها، حيث من المقرر أن تكون هذه المبادرة ضمن جدول أعمال الدورة العادية للجنة المركزية المقررة يوم 18 سبتمبر الجاري. وفي سياق الحديث عن الدورة العادية للجنة المركزية، من المرتقب أن هذه المحطة السياسية بداية النشاط الفعلي للأفلان خلال الدخول الاجتماعي، حيث تعد أول دورة منذ عقد المؤتمر العاشر والتي من المقرر أن تتضمن العديد من المحاور الهامة في جدول أعمالها وفق ما تضمنته الدعوات التي وجهها الأمين العام عمار سعداني لأعضاء اللجنة المركزية. يذكر أن جدول أعمال الدورة العادية للجنة المركزية يتضمن المناقشة والمصادقة على مشروع النظام الداخلي للحزب، وكذا المناقشة والمصادقة على النظام الداخلي للجنة المركزية، فيما سيتم عرض مبادرة الأمين العام للأفلان عمار سعداني المتعلقة بتأسيس الجبهة الوطنية لمساندة برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وهي المبادرة التي تأتي في سياق الدعوات التي أطلقها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أكثر من مناسبة لتعزيز الجبهة الداخلية في ظل ما تواجهه البلاد من تحديات وتهديدات، هذا وستكون تشكيلة المكتب السياسي من بين أهم المحاور التي سيتم عرضها على دورة اللجنة المركزية وذلك من أجل تزكية المكتب السياسي الجديد لمدة 5 سنوات المقبلة، فضلا عن المصادقة على أعضاء اللجان الدائمة وكذا عرض موضوع التحالف مع الأحزاب.