أكد الدكتور جمال ولد عباس عضو اللجنة المركزية بحزب جبهة التحرير الوطني أهمية المبادرة التي أعلن عنها الأمين العام عمار سعداني والرامية لتأسيس جبهة وطنية للدفاع عن برنامج رئيس الجمهورية والتي قال بشأنها أنها تأتي في سياق الدعوات التي أطلقها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أكثر من مناسبة لتعزيز الجبهة الداخلية في ظل ما تواجهه البلاد من تحديات وتهديدات، ولفت الوزير الأسبق إلى أهمية دورة اللجنة المركزية المقرر عقدها يوم 18 سبتمبر الجاري بالنظر إلى أجندتها الثقيلة، خاصة وأنها أول دورة بعد المؤتمر العاشر وكذا بالنظر إلى تزامنها مع الدخول الاجتماعي والحراك الذي تعيشه البلاد. أبرز الدكتور جال ولد عباس في اتصال مع »صوت الأحرار« أهم المحاور التي سترتكز عليها الدورة العادية للجنة المركزية التي سيتم عقدها يوم 18 من الشهر الجاري، حيث من المقرر أن تتم المصادقة على النظام الداخلي للجنة المركزية والإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي، فيما سيكشف الأمين العام عن برنامج الأفلان الذي سيكون خارطة طريق للحزب لمدة 5 سنوات، حيث من المنتظر- حسب ولد عباس- أن يجتمع الأمين العام مع أعضاء اللجنة المركزية وأمناء المحافظات للتطرق لمختلف القضايا النظامية والسياسية.
وفي رده على ما تردد بشأن غياب الأمين العام عن الساحة السياسية مؤخرا أوضح عضو اللجنة المركزية ورئيس لجنة الترشيحات في المؤتمر العاشر أن عمار سعداني لم يغب مطلقا عن الحزب، وانه على اطلاع دائم على ما يجري سواء داخل الحزب أو في الساحة السياسية، مشيرا إلى انه أخذ قسطا من الراحة كغيره من الناس وشرع في مزاولة مهامه بشكل عادي، خاصة وانه قد أجهد كثيرا خلال السنتين الأخيرتين يضيف ولد عباس الذي أكد بأن الأمين الهام بذل مجهودات كبيرة منذ توليه الأمانة العامة في أوت 2013 والى غاية انعقاد المؤتمر العاشر وهو ما لم يقم به أي أمين عام سابق، وهو ما تجلى من خلال النجاح الباهر الذي عرفه المؤتمر الأخير سواء تنظيميا أو سياسيا. واستطرد الدكتور ولد عباس قائلا »لا تتعجلوا سيكون الأمين العام في الموعد يوم 18 سبتمبر وسيشرف على أول دورة للجنة المركزية بعد انعقاد المؤتمر العاشر«، حيث من المنتظر أن يلقي عمار سعداني خطابا يكشف فيه الخطوط العريضة لبرنامج الحزب، كما سيعطي توجيهاته وتعليماته خاصة فيما يتعلق بمبادرة »الجبهة الوطنية للدفاع عن برنامج رئيس الجمهورية«، وهي المبادرة التي تشمل كل القوى السياسية والمجتمع المدني وكل الغيورين على الوطن، حيث تأتي في سياق الدعوات التي أطلقها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أكثر من مناسبة لتعزيز الجبهة الداخلية في ظل ما تواجهه البلاد من تحديات وتهديدات. وفي ذات السياق قال عضو اللجنة المركزية إن الحزب يلعب دورا أساسيا في الساحة السياسية، مشيرا إلى أنه »فخور بانتمائه لهذا الحزب الذي يناضل في صفوفه منذ أول نوفمبر 1954 والى يومنا هذا« وذلك من منطلق إيمانه بمبادئ الأفلان وبالدولة الجزائرية، ملفتا إلى أن الأفلان الذي يعد ضمير وتاريخ الجزائر كان الحزب الوحيد في إفريقيا والعالم العربي الذي يتواجد في قلوب كل الجزائريين. وفي تشريحه للوضع الاقتصادي الراهن قلّل الوزير الأسبق للصحة والتضامن الوطني التهويل الذي »تنفخ فيه بعض الأبواق«، مؤكدا أن الوضع اليوم لا يشبه ما عاشته الجزائر في سنة 1986، حيث أوضح بأن الرئيس بوتفليقة في أول عهدة انتخابية له كان سعر البرميل ب 10 دولار وقد شهد ارتفاعا بعدها مما سمح للجزائر من تسديد ديونها وتحقيق العديد من الانجازات في شتى المجالات بفضل صندوق ضبط الإيرادات، مشيرا إلى أن الجزائر تبني ميزانيتها على سعر مرجعي للنفط في حدود 37 دولارا، الذي يبقى دون السعر الحالي الذي تجاوز أمس ال 50 دولارا يضيف ولد عباس. وبعد أن حذر الدكتور ولد عباس من دعاة »تخويف الجزائريين« الذين يسعون لترويج أزمة اقتصادية وشيكة، أكد أن الجزائر بخير ولا شيء يدعو للقلق، وعلى من يقولون العكس أن ينظروا إلى الانجازات، في شتى المجالات، مثمنا في الوقت نفسه قرار إلغاء المادة 87 مكرر التي قال بشأنها أنها مكسب كبير لقرابة مليوني عامل. وحول ذلك أكد ولد عباس موقف حزب جبهة التحرير الوطني الداعم للحكومة والتي تسهر على تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية الذي هو »رئيس الحزب«، ملفتا إلى أن الأفلان يملك اليوم الأغلبية في حكومة الوزير الأول عبد المالك سلال، بالنظر إلى أن 14 وزيرا هم أعضاء باللجنة المركزية التي قال عن تركيبتها بأنها ثرية وتتكون من كل الفعاليات »إطارات، شباب، نساء...«. وهو ما سيعطي ديناميكية أكبر للحزب لتكريس ريادته في الساحة السياسية.
وفي الختام وجه عضو اللجنة المركزية دعوة لكل المناضلين ومحبي الأفلان إلى وحدة الصف والمحافظة على الأفلان، مع اجتناب ما من شأنه زعزعة استقرار الحزب، والاستعداد إلى المحطات القادمة في مقدمتها انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، مشيدا بقرار الأمين العام استحداث محافظات جديدة مكنت من تقريب القيادة من القاعدة، ومشيرا أيضا إلى أنه رغم أن الأمين العام قد واجه هجومات شرسة وافتراءات كاذبة منذ 2013، إلا أنه قابلها بحكمة وبقلب مفتوح.