أكد أحمد كريم بلقاسم نجل المناضل كريم بلقاسم أمس على هامش الندوة التاريخية التي نظمتها جمعية الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد بمناسبة يوم النصر المصادف ل19 مارس حول " قراءة في إتفاقيات إيفيان وتكريما لموقعها المناضل كريم بلقاسم " أنه لم يستغرب رفض وزارة الثقافة ولجنة القراءة سيناريو حول والده الذي إغتيل في فراكفورت الألمانية عام 1970 وأضاف " سأستغرب لو تم قبوله " رغم إعترافه بانه من الضروري أن نكتب التاريخ الجزائري بكل تفاصيله للأجيال القادمة التي هي بحاجة لمعرفة كل رموزها بدون عقدة " وخلال اللقاء الذي كرمت فيه عائلة المناضل كريم بلقاسم ممثلة في زوجته الكريمة وإبنتاه وابنه بهدايا رمزية من طرف مدير عام يومية المجاهد ومحمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد . قدمت شهادا ت حية تناولت الشخصية الفذة والعبقرية الإستراتيجية للمناضل كريم بلقاسم وجوانب من نضاله وكفاحه السياسي والعسكري منذ الأٍربعينات من القرن الماضي خاصة في إطار الحركة الوطنية والمنظمة الخاصة والتحضير للثورة 1954 ثم مؤتمر الصومام 1956 والحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية 1958 . وأشار مدير عام الأرشيف الوطني الدكتور عبد المجيد شيخي في مداخلته القيمة التي تناولت بالتفاصيل جوانب وأجواء التوقيع على إتفاقيات إفيان أن هذه الاتفاقيات التي أعادت السيادة للجزائر بعد 132 سنة من الإحتلال الفرنسي أثارت الكثير من التساؤلات وأسالت الكثير من الحبر بسبب ما تضمنته وقال أن مهما كان العمل الإنساني يبقى عرضة للقراءات المتعددة وأضاف أن القراءات التي تناولت إتفاقيات إيفيان منذ 1962 إلى اليوم يغلب عليها الطابع الإنتقادي وليس النقدي "وكأننا من الأمم التي تتلذذ بجلد نفسها" ودعا إلى ضرورة فهم القرارات في سياقها الزمني والتاريخي والرجوع إلى الظروف المحلية والدولية التي تزامنت والمفاوضات لفهم المسار الحقيقي للمفاوضات التي حققت الأهم وهو إسترجاع الوحدة الترابية والسيادة على الأٍراضي الجزائرية وهو ما جاء في بيان 1 نوفمبر التاريخي وتناول الدكتور شيخي من خلال جملة من الملاحضات مسار وأبعاد وخبايا المفاوضات وأشار أن البعض يروج أن الوفد الجزائري المفاوض لم يكن في مستوى الوفد الفرنسي المكون من 3 وزراء وترسانة من رجال القانون موضحا أن فرنسا وقعت على الاتفاقيات وكيفت صفة الخارجين عن القانون وهم الجزائريون حسب قانون 1834 و1848 حيث وقعت تحت تسمية " تصريح حكومي " وذلك بعد التدرج الفرنسي في التسمية القانونية للطرف الآخر حيث أصبح للطرف الجزائري حضور قانوني وهو قمة الإنتصار للعبقرية الجزائرية في التفاوض وإنتصار آخر للثورة التي أرغمت فرنسا على تغيير عقليتها القانونية كما تبرز عبقرية الثورة وقادتها في إنشاء مؤسسات وهيئات تماشى مع الوضع الجديد بعد التوقيع على الإتفاقيات وبررالمحاضر الضمانات التي قدمه الطرف الجزائري لنضيره الفرنسي حينها إلأى الضغوط على المستوى الداخلي والخارجي وأضاف " هناك من يقول أننا تسرعنا وقدمنا الكثير من التنازلات لكن عليهم فهم السياق العام وضغوط المفاوضات وضرورة الوعي بما كان يحاك في دوائر القرار الفرنسي الذي كان قد رتب كل شيئ قبلها ليبقى متواجدا بالجزائر " وأكد شيخي أن المفاوضون الجزائريون لم يتهاونوا وحققوا هدفهم الأهم رغم أ،هم ليسسسوا خريجي المعاهد العسكرية والجامعات الديبلوماسية كما إكتشف طلبة مدرسة الشرطة الحاضرين خلال اللقاء إلأى جانب وجوه سياسية وتاريخية جوانب من نضال ووطنية كريم بلقاسم وحنكته الساسية ودهاءه العسكري وقد ولد المناضل كريم بلقاسم يوم 14 ديسمبر 1922 قرب ذراع الميزان وسط أسرة ميسورة الحال إنضم إلى مدرسة ساروي بالعاصمة ونال منها شهادة الدراسة عرف النضال مبكرا إذ إنخرط في صفوف حزب الشعب بعد 1945 ومنذ 1947 آمن بفكرة الثورة كخيار وحيد لذلك لجأ إلى السرية وتحصن بالجبال يكون الخلايا العسكرية لليوم الموعود.عند اندلاع الثورة كان أحد مفجريها وأحد قادة جبهة التحرير الوطني منذ النشأة إذ شارك في الإجتماعات التي سبقت أول نوفمبر 1954 (عضو مجموعة الستة)، وأصبح قائدا للمنطقة الثالثة "القبائل"،وقاد العمليات العسكرية الأولى ضد المراكز والقوات الفرنسية في منطقة القبائل ، وأشرف على هيكلة وتأطير المجاهدين بالمنطقة بمساعدة أعمر أوعمران ومحمدي السعيد .شارك في مؤتمر الصومام و صار عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ بعد مؤتمر الصومام. بعد تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية شغل منصب وزير القوات المسلحة في التشكيلة الأولى. وزير الشؤون الخارجية في الثانية، و وزير الداخلية في التشكيلة الثالثة.شارك في مفاوضات إيفيان وكان من بين الموقعين عليها. أغتيل بعد الإستقلال في أكتوبر 1970 بألمانيا.