دعا الإعلامي عبد الله قطاف إلى فصل الرياضة عن الدين والسياسة في الوطن العربي حتى لا يتكرر السيناريو الذي وقع بين مصر والجزائر بعد المباراة التي جمعت الفريقين الوطنيين يوم 14 نوفمبر بملعب القاهرة، حيث قامت وسائل الإعلام المصرية باستعمال كرة القدم كطعم لبلوغ أهداف سياسية. أوضح الأستاذ عبد الله قطاف خلال مشاركته في »ضيف التحرير« أن الإعلام فقد مصداقيته بعد مباراة كرة القدم التي جمعت الفريق المصري بنظيره الجزائري وذلك اثر الحملة الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها الجزائر حكومة وشعبا زادت في المشاحنات بين الطرفيين، وذكر المتحدث أن وسائل الإعلام عمدت إلى استعمال الكرة كطعم للترويج لها، حيث تعلق إعلام البلدين بالنصر وكأن الأمر يتعلق بها وليس بفريقها الوطني ولا يدعو للمنافسة مع احتمال النصر أو الهزيمة حيث تحولت الأجواء الإعلامية قبل وبعد المباراة إلى مشاحنات وتلاعب بمقومات البلدين زاد في ذلك التصريحات النارية التي أطلقتها السلطة المصرية ،وحسب الأستاذ قطاف فان ذلك يرجع إلى غياب مشروع سياسي واضح في البلدين والذي كان عاملا أساسيا في العملية، بالإضافة إلى غياب ما أسماه ب» صوت العقل«من الجانب المصري الذي أظهر عداء كبيرا اتجاه الجزائر وشعبها وزاد من حدة المشاحنة والحقد إلى حد ضرب تاريخ ومقومات البلد ورموزه . ويرى » ضيف التحرير« أن هناك عوامل أخرى ساعدت في نشر الفتنة مثل السياسة و الدين إذ أصبح اللاعبون فوق الميدان يدعون الله الفوز على الطرف الثاني، متسائلا »كيف يحدث ذلك رغم أن الله رب الفريقين ودينهم واحد وهو الإسلام؟«، ودعا في نفس الوقت المسؤولين الرياضيين في الوطن العربي أن يفرقوا بين الرياضة والدين والسياسة حتى لا تختلط الأمور و تكون النتائج وخيمة مثل ما حدث في مباراة كرة القدم التي جمعت مصر بالجزائر سواء بالقاهرة أو بأم درمان بالسودان، مذكرا أن للإشاعة دورا كبيرا في المشاحنة وهو ما حدث بعد مباراة 14 نوفمبر بالقاهرة حيث ذكرت بعض وسائل الإعلام عن وجود قتلى في وسط المناصرين الجزائريين وهي القطرة التي أفاضت الكأس، كما زادت في حدة المشاحنات ما قامت به الفضائيات المصرية التي أصبحت تعطي الكلمة إلى كل من هب ودب ليفرغ غضبه وحقده اتجاه الجزائريين بدل من أن تعطيها لأناس أكفاء مختصين وخبراء وتتجنب بذلك الكارثة التي قد تعصف بعلاقات البلدين. وأشار المتحدث في هذا السياق إلى أن أصحاب هذه القنوات الفضائية في مصر هم من رجال الأعمال ومن الطبقة السياسية التي تسيطر على السلطة ،الأمر الذي زاد وساعد في انتشار الحملة الشرسة المقصودة ضد الجزائر، حيث ذكر قطاف أنه لا داعي للبحث عن موقف السلطة في مصر من هذه القنوات وما تروج له لأنها تعود إلى الجهات الرسمية سواء كانت قنوات عامة أو خاصة وبذلك يقول -الأستاذ قطاف – يكون الإعلام المصري قد حقق نتائج مرجوة وحول الغضب الشعبي من السلطة في مصر باتجاه الجزائر حتى لا يتسنى للشعب محاسبة مسؤوليه في مصر . من جهة ثانية فسر عبد الله قطاف سلوك الشعب المصري اتجاه الجزائر على أساس أنه نابع من عقدة الشعور بالتفوق حيث يعتبر هؤلاء أنفسهم على أنهم شعب عظيم في الوطن العربي وفي كل أنحاء المعمورة ولا صوت يعلو فوق أصواتهم إذ أنهم لازالوا يؤمنون بأن مصر أم الدنيا، موضحا أن هذا لم يعد ينفع حاليا لأن مصر أم المصريين وحدهم فقط وان لكل بلد عربي أمه ومقوماته وتاريخه العريق يتباهى به . وختم » ضيف التحرير« حديثه بالدعوة إلى لم الشمل ونسيان الماضي وما جرى بين الشعبين وذلك بإنشاء قناة فضائية مشتركة بين البلدين تحدد فيها مصلحة كلا البلدين ، كما دعا إلى انجاز قطار للسكة الحديدية يربط القاهرةبالجزائر حتى يجمع شمل الشعبين و يعمل على التئام الجراح .