هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بشن عملية عسكرية قاسية على قطاع غزة، ورأى أن هذه العملية أصبحت أكثر احتمالا وترجيحا من احتمال الوصول لتهدئة مع حماس. وقال فور عودته من زيارة إلى الولاياتالمتحدة استغرقت ثلاثة أيام "في هذه اللحظة، البندول يقترب بشكل أكبر من القيام بعمل عسكري في غزة، أكثر من أي شيء آخر". ورغم ذلك أكد أولمرت أن حكومته تدرس كل إمكانية للتوصل إلى هدوء تام يحقق السلام لسكان جنوب إسرائيل، بدون الدخول في نزاع عنيف مع ما أسماها ب"منظمات إرهابية" في غزة، غير أنه شدد على أن إسرائيل ستشن عمليات "أكثر عنفا وقسوة" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، في إشارة إلى جهود الوساطة التي تقوم بها مصر للوصول إلى اتفاق تهدئة بين كل من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وكان أولمرت قد أطلق تصريحات مشابهة قبل توجهه إلى الولاياتالمتحدة، حيث التقى الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس. وبدوره لوح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بشن عملية عسكرية "وشيكة جدا في غزة"، وقال إنها قد تسبق اتفاق الهدنة. وحسب صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية فإن جيش الاحتلال أنهى استعداداته لشن هجوم واسع النطاق على القطاع، لكنها أكدت أنه لا ينوي احتلاله مجددا. وتزايدت التصريحات الإسرائيلية عن عملية عسكرية وشيكة بالقطاع، بعد أن قتل إسرائيلي وجرح ثلاثة آخرون في قصف صاروخي لكتائب عز الدين القسام، أول أمس الخميس على بلدة جنوب إسرائيل. وفي الميدان واصلت قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة أمس، متسببة في استشهاد ناشط من حماس، وإصابة عشرة آخرين بعمليتين مختلفتين. وقال شهود عيان إن عددا من الآليات العسكرية تساندها مروحية، توغلت فجر أمس في عمق الأراضي الفلسطينية في محيط معبر نحال عوز المخصص لإمدادات الوقود والغاز شرق مدينة غزة. وكان عشرة فلسطينيين قد أصيبوا بجروح في قصف إسرائيلي استهدف فجر أمس مقرا أمنيا للحكومة المقالة شمال قطاع غزة، وأفادت مصادر في القطاع بوجود رضيع بين الجرحى. وأعلنت حماس في بيان خاص أن نشطاءها أطلقوا صورايخ "آر. بي. جي" على جيش الاحتلال مما أدى إلى إصابة جندي. وأقرت المتحدثة باسم الجيش بالحادثة، وقالت إن الجندي أصيب في إطلاق نار استهدف وحدة من سلاح للهندسة كانت تقوم بأشغال على طول الحدود بواسطة جرافات.