انتقد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ممجدي الاستعمار الذين يسعون إلى تبييض تاريخ فرنسا الاستعماري وإضفاء بعض المصداقية عليه، في وقت نجد فيه أن الوجه الحقيقي للاستعمار لا يخرج عن دائرة القهر والاضطهاد وغيرها من الجرائم التي جردت الجزائريين من كل الحقوق، ومن هذا المنطلق جدد بلخادم دعوته إلى فرنسا التي ورثت حسبه ماضي استعماري لتقديم الاعتذار وتعويض الشعب الجزائري عن تلك الجرائم التي دامت لأكثر من قرن. أكد عبد العزيز بلخادم خلال إشرافه على انطلاق سلسلة الاجتماعات المتعلقة بالهيئات الوطنية للحزب التي ستعكف على مناقشة النصوص التمهيدية في إطار التحضير للمؤتمر التاسع للحزب أن النداء الموجه للشعب الجزائري ليلة أول نوفمبر ضم أهم مبادئ ووسائل ثورة القرن الماضي وسطر الأهداف المتمثلة في الحرية والاستقلال وإرساء قواعد بناء الدولة الجزائرية، وذلك بعد التخلص من نظام الاحتلال الذي يحاول بعض المنتسبين عبثا أن يضفوا عليه بعض المصداقية وينسبون له بعض المحاسن التي هيهات أن يتمتع بها على حد تعبيره. بلخادم قال إن شعبا بأكمله اضطهد وجرد من كل ما يملك وحرم من التعليم وتعرض لأبشع أنواع الظلم والتنكيل، ليجرد من لغته ودينه وإنسانيته وذلك هو الوجه الحقيقي للاحتلال الذي عرفته الجزائر، الذي فتح المجال لبناء منشآت وجهت أساسا لنهب ثروات هذه الأرض. واستطرد الأمين العام للأفلان موضحا أن استحضار مثل هذه الأحداث يؤكد أن موضوع الخلاف ما كان وما هو سوى نظام الاحتلال الذي داس لأكثر من قرن القيم الإنسانية الأساسية، مما يستوجب من الذين ورثوه الاعتذار لشعبنا وتعويضه، وقال إن شعبنا انتصر بفضل إيمانه وحبه للوطن عزمه وقدرته على التعبئة ومقاومة كل المصاعب بعد تقديمه تضحيات جسام وحرصه على الذهاب بعيدا في كفاحه المسلح. ولم يغفل الأمين العام في حديثه عن قداسة الثورة الجزائرية دور القيادة التي خططت لنجاحها، حيث أكد أن الفضل يعود إلى هذه النخبة التي كانت لها رؤية سديدة لقادتها أجادت التخطيط، واستطاعت في تلك الظروف الصعبة أن تتجاوز كل الاختلافات وتضع نصب الأعين هدف استراتجيي وحيد يتمثل في الاستقلال الكامل للجزائر، وفي الختام اغتنم عبد العزيز بلخادم مناسبة الذكرى ال 55 لاندلاع الثورة التحريرية للتذكير بمآثر الشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر.