فتح الجزائريون عيونهم الدهشى منذ أعوام على أشياء لم يألفوها في دينهم أو مذهبهم على الأقل قدمت من المشرق وأنصارها يسمون السلفية ويتعصبون لمدرسة الحديث وينفرون كثيرا من مدرسة الفقه.. وزاد هؤلاء بأن جعلوا محدثا بارزا مثل ناصر الدين الألباني رحمه الله عالما لا يقف أمامه أحد ولا يبارزه أحد وأنزلوا ما يقول منزلة فاقت كل توقع، وغيرت جهوده في دراسة الحديث وغربلته وإضعاف بعضه في كثير من طريقة العبادات والفروع بفعل الأخطاء والشوائب الزائدة بصفتها بدعة، بالمطلق، وتخطئة من يصر عليها وأنه متعصب لمذهب وليس للسنة النبوية. تحلحلت أشياء كثيرة وتخلخلت معتقدات البسطاء وعباداتهم التي لا يقدرون فيها على اجتهاد إلا أن يتبعوا مذهبا على دين آبائهم، غير أنهم ارتبكوا وانزعجوا لما هز طريقتهم وعبادتهم خاصة في الصلاة وراحوا ينظرون إلى شباب يتشبه ويدعي بأنه سلفي ومن أنصار السنة و كأنهم هم من أنصار نبي آخر ودين غير الإسلام.. اكتشفوا جلسة الاستراحة وصلاة المسبوق والسترة ورفع الأيدي بعد كل تكبيرة ودعاء ما قبل الفاتحة وما يجب في سجود السهو والزكاة التي لا تجب نقدا وغيرها من المسائل التي لم يألفوها من الأئمة والفقهاء في شمال إفريقيا أو من علماء الجزائر المستقلين أو التابعين لوزارة الشؤون الدينية.. تزعزع كل شيء إلى درجة الارتباك وزاد الطين بلّة هذا المجال المغلق في مختلف الوسائط الإعلامية للنقاش والرأي وإنارة الرأي العام.. واختلطت المسائل الجدية بمسائل تثير القرف حقا، وتحولت كثير من المساجد إلى فوضى ومراتع للنوم وقلة النظافة ورنّات الهاتف وما إلى ذلك..وزادت المسائل إلى ظواهر سلوكية عجيبة أبطالها أناس لا يعرفون من الدين إلاّ الادعاء، ومن لك على سبيل المقال ما حدث في مسجد ابن باديس بالعاصمة أثناء صلاة العصر، وبينما كان المصلون في الركعة الثانية رنّ هاتف أحدهم بقوة فردّ بكل برود : أنا راني في الصلاة عاود لي من بعد.. وأعاد هاتفه إلى جيبه وأكمل الصلاة.. ! انتهت الصلاة وراح الناس يلتفتون إلى مصدر هذا العبث ولكن عبثا.. ! روح الصلاة حضور القلب، فمن يوقف هذا الزبد.. !