حتى يتأكد من بقي في قلبه شيء تجاه مصر، أن مصر التي كنا نعرفها لم تعد هي نفسها، كان يجب أن يصرح وزير الخارجية المصري أبو الغيط بالقول أن القاهرة فكرت في إرسال 300 فرد من رجال الأمن المصري بالسلاح الأبيض إلى الخرطوم لمواجهة الجماهير الجزائرية. تلك الجماهير التي وصفها الإعلام المصري بالمتوحشة والعنيفة، مما يعني أن الحملة المصرية القذرة كانت موقفا رسميا وليس مبادرة أفراد أو أشخاص أو إعلاميين. ثلاثة آلاف شرطي من القوات الخاصة بالسكاكين " لقتل " الجماهير الجزائرية في الخرطوم .. فكيف لا نعتبر تلك الدعوة التي أطلقت على المباشر في الفضائيات المصرية لقتل الجزائريين أينما وجدوا في القاهرة، موقفا رسميا ؟ لكن لماذا لم تزج القاهرة بقواتها الخاصة في الخرطوم ؟ أبو الغيط يقول إن القاهرة كانت متخوفة من ردة فعل الخرطوم .. هذا فقط .. ليس خوفا من سقوط أبرياء مدنيين جزائريين بسكاكين الأمن المصري .. هذه هي مصر التي تتساءل رسميا وإعلاميا وشعبيا : لماذا يكرهنا العرب ؟ كيف لا يكره الجزائريون النظام الذي فكر في إرسال »قتلته« لقتلهم دفاعا عن »كرامة« وهمية ؟ مصر التي لم يطالبها أحد بإرسال جندي واحد للدفاع عن غزة، بل فقط فتح معبر رفح .. فجاء الرد بغلقه بإحكام، وأكثر من هذا راحت تقيم جدار فولاذيا لحصار سكان غزة إلى درجة الموت .. لحماية إسرائيل من حركة المقاومة الإسلامية حماس المتخندقة في غزة .. فكرت في إرسال ثلاثة آلاف »مقاتل« لقتل الجزائريين في الخرطوم .. إنه الإنهيار الكبير الذي يفوق تفجير برجي التجارة العالمي في الولاياتالمتحدة عام 2001. وزير الخارجية المصري السابق، أحمد ماهر عندما حاصرته الصحافة بسبب موقف مصر من الصراع العربي الصهيوني قال بالحرف : »أعطونا 60 مليار دولار نحارب إسرائيل« .. أي أنه حول الجيش المصر ي إلى جيش مرتزق .. وقد تساءل حينها أحد الأصدقاء : »لو منحته إسرائيل 61 مليار دولار، هل يحارب سوريا« .. ؟ فكيف نتعجب نحن الجزائريون إذا سمعنا أبو الغيط يقول أن مصر أم الدنيا فكرت في إرسال من يقتل الجزائريين في الخرطوم ..؟