جدد الفلسطينيون تمسكهم بضرورة وقف كامل لأعمال الاستيطان في الضفة الغربية كشرط لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل وذلك في ما يبدو ردا على الإدارة الأميركية التي دعت لاستئناف محادث السلام بين الجانبين دون شروط مسبقة. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن استئناف مفاوضات السلام يتطلب وقفا كاملا للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية. كما طالب عريقات إسرائيل بالالتزام بما ما ورد من بنود في خطة خارطة الطريق التي تنص على وقف إسرائيل للاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك التطور الطبيعي. وقال عريقات إن المفاوضات يجب أن تستأنف من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر/كانون الأول 2008. وقد جاء تصريحات عريقات تعليقا على وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي قالت أول أمس الجمعة إن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ينبغي أن تُستأنف في أقرب وقت ممكن، ودون شروط مسبقة. وعقب استقبالها نظيريها الأردني ناصر جودة والمصري أحمد أبو الغيط كلاً على حدة، قالت كلينتون إن واشنطن ستكثف جهودها بهذا الشأن، مضيفة أن الأمر يمكن أن يستغرق عاما كاملا »حتى نتمكن من الوصول إلى هدف يهم المنطقة والعالم كله«. وفي الوقت نفسه، أكدت الوزيرة مع نظيرها الأردني أهمية أن تجرى المفاوضات وفق مواعيد زمنية محددة، كما أكدا أن من شأن البدء بتسوية مسألتيْ وضع القدس وحدود الدولة الفلسطينية المنشودة, تبديدَ قلق الجانب الفلسطيني حول الاستيطان. وطلبت كلينتون من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يتخلى عن مطلبه بالتجميد الكامل للبناء بالمستوطنات شرطا لاستئناف المفاوضات التي كانت توقفت بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة ولم تستأنف بسبب إصرار السلطة الفلسطينية على أن تفرض إسرائيل أولا تجميدا كاملا على بناء المستوطنات بالضفة الغربيةوالقدس. وكررت الوزيرة الأمريكية التعبير عن قلق بلادها بشأن البناء الإسرائيلي في القدسالشرقية، لكنها اعتبرت أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذا الأمر هي العودة إلى المفاوضات. وكانت كلينتون عقدت الاثنين الماضي اجتماعا مع نظيرها القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، كما أنها تخطط لعقد سلسلة أخرى من هذه اللقاءات من أجل ترتيب لقاء بين الفلسطينيين والإسرائيليين على طاولة واحدة للمفاوضات. كما سيتوجه المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل هذا الأسبوع إلى أوروبا لإجراء مشاورات مع ممثلي الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا بهذا الخصوص، قبل أن يتوجه لاحقا إلى كل من إسرائيل والضفة الغربية الفلسطينية. ومن جهة أخرى، نقل عن مسؤول عربي كبير طلب عدم نشر اسمه، أن الذهاب في محادثات جديدة إلى قضية الحدود مباشرة يمثل وسيلة للالتفاف حول النزاع بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستجمد أولا أي بناء للمستوطنات. وقالت تل أبيب في نوفمبر الماضي إنها ستحد من بناء المستوطنات عشرة أشهر من أجل استئناف المفاوضات، لكنها استبعدت مناطق الضفة التي ضمتها إلى بلدية القدس بعد حرب 1967، وكذلك مشروعات البناء الجارية بالفعل وهو أمر لا يصل حد التجميد الكامل الذي يطالب به الفلسطينيون.