في ردة فعل مباشرة على التماطل واللاّمبالاة التي انتهجتها إدارة الشريك الفرنسي تجاه مصير المفحمة المتواجدة بوحدة التكويك، شنّ ما يفوق ستة آلاف عامل ب 23 وحدة بمركب أرسلور ميتال بعنابة إضرابا عاما إلى أجل غير مسمى، في حين ستنظم مسيرة كبيرة على مسافة خمسة كيلومتر، وذلك غدا الخميس كمهلة منحت للإدارة للرد على ما هو مطروح، تنطلق من المديرية العامة داخل المركب إلى غاية مقر مجموعة سيدار المتواجدة بحي الشعيبة بسيدي عمار. الستة آلاف عامل الناشطين بمركب أرسلور ميتال بالحجار، تجمعوا أمام المديرية العامة داخل، حيث قدم الأمين العام للنقابة خطابا نقابيا حث فيه العمال على مواصلة الإضراب الى حين رضوخ الإدارة لإعادة ترميم المفحمة وكذا صيانة باقي التجهيزات، الذي قدرته الخبرة الروسية في اجتماع سابق بغلاف مالي ب 3 مليون دولار في زمن قياسي لا يتعدى الستة أشهر، هذه الأخيرة لقيت موافقة الأمين العام للمركزية النقابية سيدي السعيد، في حين وضعت على طاولة الوزير للتدارس، إلا أن الشريك الفرنسي لم يكتف بهذا الطرح، بل عمد إلى تغيير الخبرة الروسية بخبرة بولونية خلصت في تقريرها إلى تهديم المفحمة كلية وإنجاز أخرى مكانها بغلاف مالي يفوق ال 200 مليون دولار أمريكي، الشيء الذي رفضه العمال، خاصة وأن الشريك الفرنسي عمد مؤخرا إلى استيراد مادة الفحم من فرنسا بواسطة السفن لتدارك النقص الذي خلفته المفحمة جراء توقيفها، كما أن المفحمة بنيت سنة 1972 على يد الراحل هواري بومدين بتقنيات روسية عالية، مؤكدين، بأن العطب لم يكن ليتطور لولا تماطل الإدارة والتهاون في عمليات الصيانة والترميم. هذا وقد اجتمع عمال وحدة التكويك العاطلون عن العمل منذ قرابة الستة أشهر بمدير المؤسسة الفرنسي لوغويك فانست لإيجاد حل فوري للأزمة، إلا أن هذا الأخير طالب بمنحه مدة تشاور أخرى لا تقل عن الشهرين لإبداء رأيه والذي أكد أنه قد يكون سلبيا بدرجة كبرى، والذي يرمي إلى تهديم المفحمة نهائيا، الشيء الذي حفز العمال للاجتماع بنقابة أرسلور ميتال والدخول في إضراب عام غير محدود، داعين إلى شل كل الوحدات ال 23 المتواجدة بالمركب مع توفير أدنى الخدمات والحرص واليقظة لكل ما يدور داخل كواليس المركب، إلى إشعار آخر. وفي السياق ذاته فقد منح العمال الستة آلاف المضربون مهلة يومين للشريك الفرنسي للرد على اللائحة المقحمة وإن لم يكن ذلك والتزمت الإدارة بما هو عليه الآن فإن العمال سينظمون مسيرة سلمية عمالية على طول خمسة كيلومتر انطلاقا من المديرية العامة داخل المركب وصولا إلى مجموعة سيدار بحي الشعيبة ببلدية سيدي عمار منددين بكل الخروقات واللامبالاة التي تنتهجها إدارة المركب إزاء المركب وكذا العمال.