رجح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إمكانية عقد ما أسماه بلقاء قمة للمصالحة بين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونظيره المصري حسني مبارك وذلك على هامش القمة العربية المنتظرة بطرابلس في مارس القادم، مجدد خطاب التهدئة الذي تتبناه القاهرة منذ فترة لإعادة الدفء للعلاقات المتأزمة بين البلدين منذ نوفمبر الماضي. عادت القاهرة للترويج لمساعي عقد قمة بين الرئيس بوتفليقة ومبارك في ليبيا لحل الخلافات بين البلدين وما شهدته من تدهور منذ 12 نوفمبر الماضي، حيث أكد وزير الخارجية المصري في حوار لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أمس الجمعة، أن »القمة العربية القادمة فرصة ستكون فرصة لعقد لقاءات قمم للمصالحة وتنقية الخلافات بين القادة الرعب«، وجاء رد أبو الغيط على سؤال يتعلق بخلافات القاهرة مع ثلاث عواصم عربية من ضمنها الجزائر، وجاء تلميح رئيس الدبلوماسية المصرية للقاء قمة محتملة جزائرية – مصرية على هامش القمة العربية بطرابلس بعد حوالي شهرين من الآن بعد أسابيع من إطلاق أمين عام الجامعة العربية المصري عمرو موسى لتصريحات صحفية مشابهة تعكس رغبة القاهرة في استغلال فرصة القمة العربية لتنقية الأجواء مع الجزائر الملتزمة منذ بداية الأزمة بين البلدين بالاحتفاظ بحقها في الرد على اتهامات الطبقة السياسية والمثقفة المصرية وتصريحاتهم العدائية، حيث سبق وأن قال عمرو موسى أواخر ديسمبر الماضي » أن الأزمة بين الجزائر ومصر أهدرت الكثير من مساعي المصالحة العربية -العربية منذ نشوبها وأن اتصالات مازالت مستمرة بين الجامعة العربية وأعلى السلطات في الجزائروالقاهرة لحل الخلافات بين البلدين«، كما أضاف قائلا »تحدثت مع الأخ القائد الليبي معمر القذافي للتدخل، وهناك وسائل أخرى واتصالات مستمرة«. ومع أن الخلافات بين البلدين بدأت تهدأ مقارنة مع الأشهر الماضية، حرص وزير الخارجية المصري على تجديد التأكيد على نية القاهرة في معالجة كل ما يمكنه أن يشوب العلاقات بين بلدين، حيث أكد أن العلاقات بين الجزائر ومصر »اتسمت دائما بالإيجابية وعكرتها مباراة كرة قدم وأداء من الإعلام ما كان يجب أن يكون«, معربا عن اعتقاده أنه لا يوجد شيء جوهري يعوق تطور العلاقات بين البلدين.وتصب تصريحات وزير الخارجية المصري الجديدة في نفس سياق خطاب التهدئة الذي ترويجه القاهرة منذ فترة، وتحرص على تمرير رسائل من خلاله إلى الجزائر تؤكد فيها نيتها في إعادة الدفء للعلاقات المتأزمة بين البلدين. كما أكد وزير الخارجية المصري استعداد بلاده لتحقيق الانسجام والتوافق العربيين بين جميع العواصم العربية خاصة الجزائر وقطر وسوريا، مشيرا إلى أهمية انطلاق الوفاق العربي من قاعدة الحفاظ على الأمن القومي العربي.