كشف رئيس الدبلوماسية المصرية أحمد أبو الغيط عن لقاء جمعه بنظيره الجزائري مراد مدلسي على هامش قمة فرنسا- إفريقيا التي جرت بنيس، تم خلاله مناقشة السبل الكفيلة لاستعادة حيوية العلاقات بين البلدين وتجاوز أثار الأزمة التي عصفت بها على خلفية مباراة في كرة القدم بين فريقي البلدين، وتبنى وزير الخارجية المصري خطاب تصالحي ابرز من خلاله حاجة الشعبين المصري والجزائري لبعضهما البعض. التقى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بنظيره الجزائري مراد مدلسي على هامش اجتماع فرنسا- إفريقيا الذي احتضنته نيس الفرنسية يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع المنصرم، وكشف الوزير المصري لوسائل الإعلام بأن اللقاء قد جرى في جو طبعه الدفء، بحيث تم مناقشة كيفية استعادة حيوية العلاقات مرة آخري بين البلدين ، مشيرا إلى أن الزمن القريب كفيل بالتقدم في هذا المجال، وقال أبو غيط أن شعبي مصر والجزائر في حاجة لبعضهما البعض، وفي حاجة إلى هذا القدر من التنسيق والعمل المشترك لنصرة القضايا العربية. وواصل رئيس الدبلوماسية المصرية، في إطار خطاب المصالحة الذي يتغنى به المصريون هذه الأيام : »لا يجب أن ننسى أن الجيش الجزائري حارب على الأرض المصرية ، ولا يجب أن ينسى الأخوة في الجزائر أن مصر كانت السند الأساسي لمساعدة جيش التحرير الجزائري للانتصار على الاستعمار الفرنسي« ، مشيرا إلى أن هذه الصلات وهذه الأخوة لا يجب أن تهدر بسبب مباراة كرة قدم، مضيفا »أن ما نسعى إليه في الوقت الحالي هو أن نؤمن مباريات كرة قدم لا نرى خلالها هذه العصبية التي كانت موجودة في السابق« ، معربا عن أمله في أن تستضيف الفرق المصرية والجزائرية وكذلك مشجعي البلدين بعضهم البعض باعتبارهم أهل وشعوب شقيقة. وقال أبو الغيط ردا على سؤال حول ما إذا كان لقاؤه مع وزير الخارجية الجزائري قد تطرق إلى تنسيق العمل قبل مباراة فريقى الأهلى والإسماعيلى مع فريق شبيبة القبائل الجزائري في رابطة الأبطال الأفريقية : »سوف نسعى لمزيد من التنسيق لتفادى أي تطورات سلبية«. وتأتي تصريحات أبو الغيط مباشرة بعد اللقاء الذي جرى بين الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وحسني مبارك على هامش قمة فرنسا-إفريقيا، حيث كشفت وكالة الأنباء المصرية أن مبارك وبوتفليقة تعانقا عندما دخل الرئيس مبارك قاعة أكروبوليس التي انعقدت فيها القمة، بصحبة الرئيس الفرنسي ساركوزي، وتابعت تقول أنه » عندما التقى مبارك بوتفليقة الذي كان يجلس بين القادة في الصف الأول، تصافح الرئيسان بحرارة، وتعانقا في لقاء أخوي حميمي، يعكس عمق العلاقات القوية بينهما، وما يحمله كل منهما للآخر من تقدير ومحبة«، وأضافت الوكالة أن ساركوزي أعرب عن تقديره لهذا اللقاء، هذا في وقت لم يتسرب أي شيء عن مضمون ما جرى من حديث بين بوتفليقة ومبارك. لكن وبحسب مصادر متطابقة فإن المصالحة بين الجزائر ومصر شكلت محور المحادثات الجانبية بين بوتفليقة ومبارك والتي دامت حوالي عشر دقائق فقط، وتوقعت ذات المصادر أن يسعى الرئيسان في المستقبل القريب إلى تفعيل العلاقات بين البلدين، على أمل العودة بها إلى سابق عهدها. للإشارة تعرف العلاقات الجزائرية المصرية حالة من التشنج ومن الجمود على خلفية الاعتداء الذي تعرض له الفريق الجزائري لكرة القدم بالقاهرة، في إطار التصفيات المؤهلة لكاسي إفريقيا والعالم ، والحملة الشرسة التي قادها الإعلام المصري وخصوصا الفضائيات المصرية ضد كل ما يرمز للجزائر وتجرئها على شتم وإهانة رموز ومقدسات الجزائر وشهدائها الأبرار.