صرح أمس وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، بأنه اجتمع مع وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، على هامش مشاركتهما في قمة ”فرنسا - إفريقيا”، بمدينة نيس الفرنسية، التي عقدت يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، واصفا المباحثات التي جرت بين الوزيرين بأنها اتسمت ”بالدفء” وأفاد الوزير المصري، في تصريحات إعلامية لموقع الحزب الوطني الديمقراطي، وهو الحزب الحاكم في مصر، بأنه تم خلال اللقاء مناقشة كيفية استعادة حيوية العلاقات مرة أخرى بين البلدين، مشيرا إلى أن الزمن القريب كفيل بالتقدم في هذا المجال، وقال ”إن شعبي الجزائر ومصر في حاجة لبعضهما البعض، وفي حاجة إلى هذا القدر من التنسيق والعمل المشترك لنصرة القضايا العربية”. وأضاف أحمد أبو الغيط، في ذات السياق، ووفق ما جاء في بيان لسفارة مصر بالجزائر، تسلمت ”الفجر” نسخة منه، ”لا يجب أن ننسى أن الجيش الجزائري حارب على الأراضي المصرية، ولا يجب أن ينسى الإخوة في الجزائر أن مصر كانت السند الأساسي لمساعدة جيش التحرير الجزائري للانتصار على الاستعمار الفرنسي”، مشيرا إلى أن الصلات والأخوة اللتين تجمع البلدين والشعبين ”لا يجب أن تهدر بسبب مباراة كرة قدم”. وقال المسؤول المصري ”إن ما نسعى إليه في الوقت الحالي، هو أن نؤمّن مباريات كرة قدم، حتى لا نرى خلالها هذه العصبية التي كانت موجودة في السابق”، معربا عن أمله في أن تستضيف الفرق المصرية والجزائرية، وكذلك مشجعو البلدين بعضهم البعض، باعتبارهم أهلا وشعبين شقيقين. وردا على سؤال حول ما إذا كان لقاؤه مع الوزير، مراد مدلسي، قد تطرق إلى تنسيق العمل قبل مباراة فريقي الأهلى والإسماعيلى مع فريق شبيبة القبائل في إطار لقاءات رابطة الأبطال الإفريقية، قال أبو الغيط ”سوف نسعى لمزيد من التنسيق لتفادي أي تطورات سلبية”، ملمحا في السياق ذاته إلى سعي بلاده لإقامة مباراة ودية لكرة القدم، تجمع الفريق المصري مع نظيره الجزائري، كخطوة للمصالحة، بعد الأزمة التي نشبت بين البلدين، خلال شهر نوفمبر الماضي، بعد حادثة الاعتداء على حافلة المنتخب الوطني لدى وصوله إلى القاهرة لإجراء آخر مقابلة في إطار التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم2010. وكان الرئيسان الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، والمصري حسني مبارك، قد التقيا لأول مرة منذ تلك الحادثة خلال القمة الفرنسية الإفريقية الأخيرة، بنيس الفرنسية، وعرف لقاء الرجلين في الجلسة الافتتاحية للقمة عناقا طويلا، وسط أجواء إيجابية، فسرها العديد من المتتبعين لمستجدات العلاقات بين البلدين على أنها مؤشر لعودة المياه إلى مجاريها، بعد توتر دام شهورا عدة.