كشف أمس وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أنه تدارس مع نظيره الجزائري مراد مدلسى على هامش مشاركتهما في قمة فرنسا - أفريقيا بمدينة نيس الفرنسية كيفية إعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها عقب التوتر الذي شابها منذ تعرض حافلة المنتخب الوطني إلى اعتداء في القاهرة نوفمبر الماضي وتسبب في إصابة أربعة أعضاء من طاقم الخضر. وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن أبو الغيط قد صرح أنه اجتمع مع مدلسى على هامش مشاركتهما فى قمة فرنسا - أفريقيا بمدينة نيس الفرنسية التي عقدت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، مشيرا أن هذه المباحثات قد اتسمت ''بالدفء''، على حد وصفه. وقال الوزير المصري إنه تم خلال اللقاء مناقشة كيفية استعادة حيوية العلاقات مرة أخرى بين البلدين، معتبرا أن الزمن القريب كفيل بالتقدم فى هذا المجال، وموضحا ''أن شعبي مصر والجزائر في حاجة لبعضهما البعض، وفي حاجة إلى هذا القدر من التنسيق والعمل المشترك لنصرة القضايا العربية''. وزاد أبو الغيط بالقول ''لا يجب أن ننسى أن الجيش الجزائري حارب على الأرض المصرية، ولا يجب أن ينسى الإخوة في الجزائر أن مصر كانت السند الأساسي لمساعدة جيش التحرير الجزائري للانتصار على الاستعمار الفرنسي''، مشيرا إلى أن هذه الصلات وهذه الأخوة لا يجب أن تهدر بسبب مباراة كرة قدم. وأردف قائلا ''إن ما نسعى إليه في الوقت الحالي هو أن نؤمن مباريات كرة قدم لا نرى خلالها هذه العصبية التي كانت موجودة في السابق''، متمنيا أن تستضيف الفرق المصرية والجزائرية وكذلك مشجعي البلدين بعضهم البعض باعتبارهم أهل وشعوب شقيقة. وردا على سؤال حول ما إذا كان لقاؤه مع مدلسي قد تطرق إلى تنسيق العمل قبل مباراة فريقي الأهلي والإسماعيلى المصريين مع فريق شبيبة القبائل في رابطة الأبطال الأفريقية، قال أبو الغيط ''سوف نسعى لمزيد من التنسيق لتفادى أية تطورات سلبية''. وأعطت وسائل الإعلام المصرية حيزا كبيرا من الاهتمام لتصريحات أبو الغيط شبيه بذلك الذي منحته لتعليقها على العناق الذي جرى بين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونظيره محمد حسني مبارك خلال لقائهما في الجلسة الافتتاحية للقمة الفرنسية الإفريقية الأخيرة. ويجدر التذكير أن العلاقات بين البلدين قد ساءت بعد تعرض حافلة المنتخب الجزائري إلى الاعتداء في القاهرة وتسببت في إصابة ثلاثة لاعبين هم رفيق حليش وخالد لموشية ورفيق صايفي، إضافة إلى عضو من الطاقم الطبي، وهو الاعتداء الذي أتبع بحملة إعلامية مصرية ضد كل ما هو جزائري بعد عدم تمكن المنتخب المصري من التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا عقب هزيمته في مباراته الفاصلة على يدي الخضر.