حقّق المنتخب الوطني الأهم في مباراته، أمسية أمس، أمام منتخب أنغولا وضمن تأهله إلى الدور ربع النهائي رغم اكتفاء أشبال رابح سعدان بالتعادل السلبي، وقد ظهر رفقاء كريم زياني بمستوى رائع خاصة في الشوط الأول وضيّعوا الكثير من الفرص السانحة للتسجيل بسبب التسرّع وسوء التركيز. ويدين الجزائريون كثيرا في هذا التأهل إلى المنتخب المالي الذي سحق منتخب مالاوي في مباراة أقيمت في نفس التوقيت، بثلاثية مقابل هدف واحد وهو ما كان يعني أن التعادل بأية نتيجة يكفي لل »الخضر« من أجل تجاوز الدور الأول بنجاح، وقد بدا ذلك واضحا من خلال اكتفاء الفريقين بالتعادل في الشوط الثاني بعد أن اقتصر اللعب على الكرات القصيرة التي تركزت غالبا في الدفاع ووسط الميدان طيلة النصف ساعة الأخيرة خاصة عندما علم اللاعبون بنتيجة المباراة الثانية. الشوط الأول كان مثيرا وقويا خاصة من جانب عناصر المنتخب الوطني الذين تحكموا في الكرة وسيطروا على كامل مجريات اللقاء رغم أن البداية كانت أنغولية في الدقيقة السابعة عندما ارتكب المدافع نذير بلحاج خطأ كاد يستغله مانوتشو لكنه مدافع »الخضر« عاد وأخرج الكرة إلى الركنية. وقد صال وجال عناصر منتخبنا وأدوا شوطا بطوليا ضيعوا فيه من الفرض ما لا يضيّع، وكانت أولى المحاولات الجزائرية جانب كريم زياني الذي أبدع في الدقيقة 16بمراوغة ثلاثة مدافعين بطريقة فنية رائعة ثم مرر الكرة إلى مطمور الذي أخرج كرته الدفاع الأنغولي بصعوبة، وكان رد فعل الأنغوليين بعد دقيقة واحدة عن طريق نامينا الذي كاد يخادع شاوشي بتسديدة قوية مرت ببضع سنتيمترات فوق العارضة. سيطرة الخضر كادت تترجم إلى هدف عن طريق المدافع مجيد بوقرة الذي اصطدمت كرته بالحارس كارلوس رغم أن »ماجيك« كان في وضعية مناسبة لهزّ الشباك بعد مخالفة محكمة من نذير بلحاج في الدقيقة 20، وبعد دقيقتين من ذلك عاد بلحاج وكاد يسجل بطريقة فنية رائعة عندما سدد كرة من وسط الميدان مستغلا خروج الحارس الأنغولي الذي استدرك الوضع وأنقذ مرماه من هدف في الدقيقة 22، وجاء الردّ مرة أخرى من المهاجم زيكالزنكا في الدقيقة 25 بتسديدة قوية وحكمة أخرجها شاوشي من الزاوية التسعين إلى الركنية. وعرفت الدقائق الخمس الأخيرة من هذه المرحلة ضغط طفيفا من الأنغوليين، حيث خرجوا إلى الهجوم وكادوا يترجمون سيطرتهم بهدف إثر خطأ فادح في المراقبة من بلحاج ولحسن الحظ أن فوزي شاوشي كان في الموعد عندما صدّ تسديدة جالما برجليه لتعود الكرة إلى المدافع العيفاوي الذي أكمل المهمة وأنقذ هو الآخر الموقف بإخراج الكرة من المنطقة. وتواصل ضغط المنتخب الوطني مع بداية الشوط الثاني التي كانت مثيرة، وكاد كريم مطمور أن يفتتح التسجيل ل »محاربي الصحراء« بعد كرة عرضية من عامر بوعزة في الدقيقة 47، قبل أن تبتعد عنه كرة طويلة من نذير بلحاج كانت أقرب للحارس الأنغولي بعد دقيقتين من ذلك. وكاد رفيق حليش أن يرتكب خطأ يدفع المنتخب الوطني ثمنه في رمشة عين، لكن لحسن الحظ أن الأنغوليين لم يستفيدوا من هذه الكرة، وكاد زي كالانغا أن يسجل الهدف الأول للمنتخب الأنغولي في الدقيقة 55 إلا أن كرته ابتعدت قليلا عن مرمى شاوشي الذي كان في يومه، وعاد الهدوء ليبسط نفوذه على ملعب المباراة، إلا أن عامر بوعزة عاد وأبدع بعد أربع دقائق وكان على وشك أن يمزق صمت المباراة بعد أن استغل تمريرة غزال البينية إلا أن تسديدته الرائعة انحرفت عن المرمى قليلا. ولم تشهد دقائق اللقاء بعد ذلك أي إثارة تذكر، وكان اعتماد المنتخب الجزائري على الكرات العرضية دون دعم داخل الصندوق سببا في ضياع عدد كبير من المحاولات التي نفذها لاعبو الأطراف، وظهر جليا أن »الخضر« لم يريدوا إجهاد أنفسهم كثيرا واكتفوا بالتعادل بعد علمهم بنتيجة المباراة الثانية، ولم تشهد بقية الدقائق تهديدا يذكر باستثناء مخالفة مباشرة في الدقيقة 89 كادت تمرّ من تحت رجلي شاوشي الذي استمات في صدّها.