نجح المنتخب الوطني الجزائري في تحقيق التأهل إلى الدور ربع النهائي من المنافسة الإفريقية التي تجري في أنغولا، وتأكد هذا بالنسبة لأشبال المدرب الوطني رابح سعدان بعد التعادل المحقق، أول أمس، أمام منتخب البلد المنظم انغولا، حيث تأهلت الجزائر رغم التعادل السلبي الذي انتهت عليه المباراة، لكن فوز منتخب مالي الذي كان يواجه أول أمس منتخب مالاوي في نفس التوقيت، منح الأفضلية للخضر الذين تأهلوا بفضل تغلبهم على مالي رغم تساوي النقاط بينهما.هذا وقد حاول البعض أن يشكك أو بعبارة أصح ينتقص من التأهل الذي حققه رفقاء القائد يزيد منصوري، بحجة أن الجزائر لم تقنع ولم تفز على انغولا وانتظرت فوز مالي، حيث قرأنا هذه المواقف في العديد من وسائل الإعلام العربية وعلى وجه الخصوص المصرية التي تحاول الانتقاص من إنجاز أشبال سعدان. مالي لعبت من أجل نفسها ولم تسْدِ أي خدمة للخضر وللذين يحاولون الانتقاص من إنجاز المنتخب الوطني الجزائري الذي تأهل بهدف وحيد جاء عن طريق حليش في مواجهة مالي، فإنه يجب الإشارة إلى أن منتخب مالي لعب وفاز على مالاوي من اجل نفسه وليس من اجل الجزائر وبالتالي فإنه لم يقدم أية خدمة بشكل مباشر للفريق الوطني، حيث كان يأمل رفقاء كانوتي في أن تنهزم الجزائر وهو الأمر الذي رفضه رفقاء بوفرة ولعبوا ببسالة أمام منتخب انغولا الذي أكد أنه أحد أقوى المنتخبات في هذه الدورة بفضل لاعبيه، بالإضافة إلى أرضه وجمهوره، ما يعني أن الجزائر لم تكن تنتظر الصدقة من أحد. نتيجة مالي دفعت أشبال سعدان لاقتصاد الجهد وكان من الواضح للجميع أن المنتخب الجزائري ظهر بوجهين خلال مباراة أول أمس أمام انغولا، حيث اختلف وجه الشوط الأول عن الثاني، الشوط الأول تميز بقوة الخضر وجدية كبيرة وإصرار على تحقيق الفوز بينما الشوط الثاني خفض رفقاء مغني ريتم المباراة ونفس الشيء للفريق المنافس، حيث كانوا على اطلاع بنتيجة المباراة الأخرى وبالتالي فضل الطرفان إنهاء اللقاء بالتعادل بما أن ذلك في مصلحة التشكيلتين اللتين فضلتا عدم المغامرة والمجازفة، وإن كان البعض يرى أن تلك الطريقة التي تعامل بها المنتخب الجزائري خصوصا في 20 دقيقة الأخيرة من عمر المباراة فيها الكثير من المجازفة بالنظر إلى تقليص الفارق من جانب منتخب مالاوي، إلا أن المدرب الوطني رابح سعدان وأشباله فضلوا المغامرة وعدم الاندفاع لأن الاندفاع كان قد يكلف الخضر تلقي هدف ما يعني الإقصاء المباشر ، ولذلك اختار الخضر التصرف بحكمة وذكاء وسيروا المباراة من منطلق المثل القائل ''عصفور في اليد خير من عشرة فوق الشجرة '' والمهم هو تحقيق المرور إلى الدور ربع النهائي. صافرة النهاية أثلجت صدر مانويل جوزيه والجدير بالذكر أيضا هو السعادة الكبيرة التي غمرت مدرب منتخب انغولا مانويل جوزيه الذي كان على معرفة تامة بقوة المنتخب الجزائري ، وظهر المدرب الانغولي في قمة السعادة بعد انتهاء المباراة بالتعادل الذي يضمن التأهل لفريقه كما فرح اللاعبون الانغوليون كثيرا بعدم تلقيهم أي هدف لان ذلك كان كفيلا بإزاحتهم ومنح التأهل بنسبة كبيرة لمنتخب مالي. وعرفت نهاية المباراة روحا رياضية عالية وتبادل القمصان والتصافح بين لاعبي المنتخبين وبدا في النهاية الكل سعيدا بتحقيق الشيء الأهم وهو التأهل إلى الدور الثاني. الجزائر أحسن دفاع في المجموعة الأولى وقد يرى البعض أن الجزائر هي المنتخب الأضعف من بين المتأهلين إلى الدور الربع النهائي من كأس الأمم الإفريقية، بما أنها تأهلت بفضل هدف واحد سجل في مباراة أمام مالي، لكن الشيء الذي يجب أن نلفت إليه الانتباه هو أن الجزائر تأهلت إلى ربع النهائي وهي تملك أحسن دفاع في المجموعة الأولى، حيث لم تتلق شباكها سوى# ثلاثة أهداف كانت كلها في المباراة الأولى أمام مالاوي في حين أن انغولا متصدرة الترتيب تلقت 4 أهداف ، ومالي صاحبة المرتبة الثالثة تلقت 6 أهداف ومالاوي تلقت 5 أهداف. إيطاليا فازت بكأس العالم 1982دون تحقيق أي فوز في الدور الأول يبدو أن الناخب الوطني لكرة القدم سير مجريات ومعطيات المباريات الثلاث التي لعبها بنوع من الحسابات والبحث عن التأهل وفقط على حساب اللعب الهجومي، وقد كشفت الأرقام التاريخية أن أفضل المنتخبات العالمية توجت حتى بكأس العالم حتى دون تسجيل العديد من الأهداف أو حتى الفوز بمباراة واحدة، على شاكلة ما وقع للمنتخب الايطالي الذي أنهى الدور الأول في سنة 1982في كأس العالم بإسبانيا دون أي انتصار، لكنه تحرر بعد ذلك ليحرز اللقب الثالث له في تاريخه. كما أن اللاعبين الذين يملكهم المنتخب الوطني الحالي يحسنون الانتظار في الخلف ثم الانطلاق في الهجمات المرتدة. سعدان يدخل في مرحلة تحضير أخرى للدور الثاني من الأكيد أنه بعد ضمان المرور إلى الدور القادم، فإن المدرب الوطني رابح سعدان سيشرع رفقة الطاقم الفني في الإعداد لمرحلة جديدة في غاية الصعوبة والأهمية، خاصة أن الكثيرين لم يتوقعوا وصول الخضر إلى الدور الثاني بعد الهزيمة الأولى أمام مالاوي. هذا وسيستفيد المنتخب الوطني من 6 أيام كاملة قبل مباراة الدور ربع النهائي التي ستجمع رفقاء زياني بمنتخب ساحل العاج وهي فترة زمنية جيدة من اجل الاسترجاع والإعداد للمباراة الكبيرة، وأيضا سيسترجع الفريق الوطني بعض المصابين.