تعيش الإقامة الجامعية بالقبة القديمة على فوهة بركان ، حيث تشهد هذه الأخيرة أوضاعا مزرية منذ ما يفوق الثلاث سنوات، أثرت سلبا على مردود الطلبة و تحصيلهم الدراسي الأمر الذي دفع بالفرع النقابي للإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية إلى التنديد بهذه الأوضاع ،مطالبين بإيفاد لجنة لمقر الإقامة للتحقيق في مظاهرالتسيّب والإهمال الواضحين الأمر الذي أسفر عن تدني الخدمات الموجهة لهؤلاء الطلبة،مهددين في نفس السياق بتصعيد الاحتجاج و الخروج إلى الشارع . وحسب ممثل عن الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية فإن الأوضاع داخل الإقامة مزرية للغاية، فعلى سبيل المثال مخزن المطعم الذي تفاجأ أعضاء الاتحاد بعد زيارة تفقدية له بالحالة الكارثية بسبب التعفن وتعطل غرف التبريد منذ أكثر من شهرين، بالإضافة إلى السلع التي وجدت مخزنة في المراحيض، ليطلع الاتحاد بعدها لجنة النظافة والصحة لبلدية القبة على الأمر حيث قامت هذه الأخيرة بحجزها ورميها بعد ذلك، حيث كلفت خزينة الدولة مبالغ طائلة، وفي هذا الإطار طالب الاتحاد بالإسراع في عزل مدير الإقامة الذي يعتبر حسبهم المسؤول الأول عن ما يجري . وكانت هذه الإقامة قد عرفت نهاية الموسم الدراسي الماضي مجموعة من الأشغال التي كان يأمل من خلالها الطلبة في تحسين أوضاعهم المزرية ليتفاجأ هؤلاء عند الدخول الجامعي ببقاء الأوضاع على حالها ولم تلحظ مرافق الإقامة أي تحسن يذكر بل ازداد حالها سوء،و بالرغم من محاولات هذا التنظيم للفت انتباه الجهات المعنية إلا أن" دار لقمان بقيت على حالها " على حد تعبير ممثلين عن الطلبة، حيث تعرف الإقامة تدهورا كبيرا بسبب المشاكل العديدة التي تتخبط فيها بداية من الإطعام الذي أكد هؤلاء أنه يشهد فوضى نتيجة انعدام جدول خاص بهذه العملية، أما الوجبات – يقول الطلبة -فهي رديئة وبكميات قليلة لا تكفي جميع الطلبة ، كما يسجل أيضا ثقلا كبيرا في سير الطابور والنقص الفادح في الأطباق والملاعق، ويرجع ذلك حسب من تحدثنا إليهم إلى أن الطاقم المشرف على توزيع الوجبات غير مؤهل للقيام بهذه المهمة لأنه متكون من أعوان الأمن وعاملات النظافة ناهيك عن انعدام المراقبة الصحية الأمر الذي أدى إلى عدم احترام أدنى شروط النظافة من طرف القائمين على المطبخ. و يشكو الطلبة بالإضافة إلى ذلك من مشكل الإيواء الذي اعتبروه من أصعب المشاكل التي يعانون منها باعتبار الغرفة من الأماكن التي من المفروض أن يجد الطالب راحته فيها إلا أن ذلك أصبح صعب المنال –يقول أحد الطلبة – لأنها هي الأخرى في وضعية مزرية من اهتراء لجدران الغرف نتيجة انعدام الصيانة وغياب التدفئة المركزية التي نغصت على الطالب تواجده بهذه الغرف، فيما بات النقص الفادح في تجهيزات هذه الأخيرة من طاولات وكراسي وأسرة وإنارة وتكسر الأبواب والنوافذ يشكل هاجسا لطالب العلم الذي أصبح يفكر في كيفية إصلاحها عوضا عن التركيز في دروسه، وكانت الإدارة قد قامت بتوزيع أغطية بالية وأفرشة رثة ما أدى إلى إصابة البعض منهم بأمراض جلدية وحساسية مفرطة حسب ما أكده بعض الطلبة . أما النظافة فحدث ولا حرج –يقول الطلبة – فهي منعدمة حيت تعج الإقامة وبالقرب من الأجنحة و الأروقة بأكياس القمامة ، كما تنتشر الأوساخ والمياه العكرة عند مخارج النجدة مما أدى إلى امتداد الروائح الكريهة إلى الغرف ،ناهيك عن الإهمال الذي طال المساحات الخضراء بسبب عدم مداومة العمال على الاهتمام بها، وأدى ذلك إلى انتشار الحشرات الناقلة للأوبئة ومقاسمتها الطلبة غرفهم . و لم تقف معاناة الطلبة عند هذا الحد فحسب بل إلى مختلف المرافق التي يحتاجون إليها بما في ذلك العيادة الطبية التي لا يعرفون عنها سوى اللافتة المعلقة على الباب على حد تعبيرهم ، مشيرين إلى انعدام المداومة الطبية نهائيا، وافتقارها أيضا لأبسط الأدوية بما فيها علبة الإسعافات الأولية، إضافة على عدم توفرالإقامة على سيارة للإسعاف الأمر الذي يضع الطالب في موضع الخطر إذا ما تعرض لأية إصابة خاصة في ظل الانتشار الرهيب لوباء أنفلونزا الخنازير، أما دورات المياه والمرشات - يقول الطلبة - هي الأخرى متواجدة في وضعية كارثية و عدد المرشات الصالحة للاستعمال لا يغطي احتياجات الطلبة بالإضافة إلى عدم نظافة تلك الغرف، وفترة عمل المرش غير كافية لجميع الطلبة كما أشارمحدثينا إلى تحصيل لجنة الخدمات الاجتماعية من مبالغ مالية عند استفادة الطلبة من خدمات المرش بالإضافة إلى التسيير العشوائي من قبل هذه المصلحة للنادي الذي يعتبر المتنفس الوحيد لهؤلاء كما أن السلع المعروضة فيه رديئة وأسعارها غير مناسبة للقدرة الشرائية للطلبة . و من مظاهر التسيب الواضح الذي يسود الإقامة –يضيف محدثينا – ذلك الحريق المهول الذي اندلع نهاية السنة الماضية و الذي تسبب في خسائر مادية معتبرة على مستوى المخزن، ولولا تدخل أعوان الحماية المدنية الذين واجهوا صعوبات كبيرة في إخماد الحريق الذي أتى على أفرشة أسرة الطلبة لكانت العواقب وخيمة والخسائر أكبر. و رغم الاحتجاجات التي قام بها الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية والتي كانت بطريقة سلمية وشرعية بهدف الرقي بمستوى تطلعات الطلبة المقيمين إلا أن ذلك لم يعطي النتائج المرجوة، ومازالت الأوضاع تراوح مكانها، وهم يهددون بتصعيد الاحتجاج والخروج إلى الشارع بما أن الطرق السلمية لم تجدي نفعا ويلح هذا التنظيم على لسان جميع طلبة الإقامة على الجهات المعنية التدخل العاجل لوضع حد نهائي لهذه الوضعية المزرية والتسيير العشوائي وإيجاد حلول حقيقية لمختلف المشاكل المطروحة.