نقلت الصحف المصرية تصريح وزير الخارجية الجزائري القاضية بإعداد برنامج لنقل مناصري منتخبنا الوطني إلي أنجولا بهدف مآزرتهم، تخوفا كبيرا فيما أسموه تجدد التدفق المهول الذي كان بأم درمان للمناصرين الجزائريين، وهو ما كان حافزا قويا لزملاء زياني لتحقيق انتصار قوي وتاريخي أهلهم إلى كأس العالم للمرّة الثالثة، فيما ظهر أن الإعلام المصري لم يتفق هذه المرة بين مدعم للمصالحة بين الأشقاء وآخر متعصب لأفكاره. الإعلام المصري منقسم بين المصالحة والتعصّب.. بالرغم من تغيّر نبرة الإعلام المصري المتعصّب للجزائر فيما تعلق بكرة القدم، إلا أنهم أثنوا كثيرا على الأداء المتميز الذي أبداه أبناء الشيخ سعدان بعد تغلبهم على ساحل العاج بالأداء والنتيجة، أين اتفقوا على أن المنتخب الجزائري أظهر وجهه الحقيقي وأبرز كل تكتيكاته وأحسن تطبيقها في الميدان، كما دعا بعض الصحف المصرية على غرار يومية »اليوم السابع« على أن المباراة التي تجمع الفراعنة بمحاربي الصحراء ستكون مباراة المصالحة بامتياز، وتجاوز الخلافات وتلطيف الأجواء بين البلدين عبر الكرة التي كما فرقت، ستجمع وتوّحد الأشقاء وتقبل الهزيمة بكل روح رياضية. فيما واصلت بعض الصحف المصرية مثل »بلا كورة« تعصبها، أين أكدت أن المقابلة المقبلة ثأرية ورد لاعتبار الشعب المصري، حيث طالبوا زملاء أحمد حسن بالثأر ثم الثأر، وتجاوزا ذلك على مطالبة السلطات المصرية بوضع قوات مصرية يتم إرسالها على انغولا بالزي المدني للثأر من المناصرين الجزائريين الذين ادعوا أنهم ضربوا بالسكاكين مناصريهم. وما يثبت التعصب لبعض الإعلاميين المصريين التي تم نشرها في صحيفة الأخبار وبعنوان بالبنط العريض »مصر تقصي «الأسود» وتستعد لمواجهة «ثأريّة» مع الجزائر«، وأكدوا أن الموقعة الكروية الجزائرية المصرية ستتجدد، الخميس المقبل في الموعد الثأري ضد الجزائر، أين اعتبروا الصراع العربي مجدداً سيتأجج في لقاء الجارين اللدودين على الملعب. الجسر الجوي هاجس المصريين.. تناقلت وسائل الصحف المصرية تصريح وزير الخارجية الجزائري بأن الحكومة تعمل على إعداد برنامج لتمكين المئات من مناصري المنتخب الجزائري من التوجه إلى أنجولا لدعم النخبة الوطنية في مباراة الدور نصف النهائي لكأس الأمم الأفريقية أمام المنتخب المصري يوم الخميس، بكثير من الخوف من أن تتكرر تجربة أم درمان التي غزى فيها المناصرين الجزائريون السودان وأصبحت مدينة جزائرية، كما كانوا الحافز الأكبر لتحقيق الانتصار والتأهل للمونديال، حيث طالبوا السلطات المصرية بوضع تسهيلات لسفر المشجعين المصريين إلي انجولا من أجل مساندة فريقهم عمل بالتجربة الجزائرية، وما يظهر أن الجسر الجوي العملاق بين الجزائر والسودان بات هاجس المصريين ولن ينمحي أبدا من ذاكرتهم. اقتراح عطلة لإعلام البلدين لتفادي التأجيج.. وفي خرجة غير متوقعة وتعبّر عن مساعي الإعلام المصري في تحقيق المصالحة، اقترحت بعض الصحف أن يأخذ إعلام البلدين عطلة وحتى توقيف التعليقات في المنتديات تدوم يومين فقط أي بعد إجراء المباراة، وذهبوا أبعد من ذلك حين دعوا إلى تغليب منطق التشجيع عبر الدعاء لفريق كل بلد، والإصلاح بين شعبين عظيمين مصيرهما واحد ودينهما واحد وأمة واحدة، وقال كاتب مقال أمين حسام أن من يدعو للفتنة هم قلة فتانة، وأكيد هم أعداء الأمة العربية، ومتعصبين يجهلون كرة القدم التي تمارس للاستمتاع وليس لتأجيج الخلافات، وختم كلامه »الدعاء مخ العبادة«، فتقيدوا بالروح الرياضية وتغلب العقل. غرفة عمليات بالخارجية المصرية لمتابعة المباراة مع الجزائر قررت وزارة الخارجية المصرية وضع غرفة عمليات لمتابعة وتقييم المقابلة الكروية بين الجزائر ومصر، حيث عقدت عدة اجتماعات فور فوز منتخبهم أمام الكاميرون وبالتالي مقابلة المنتخب الجزائري الخميس المقبل في النصف النهائي، وتضم هذه الغرفة العملياتية العديد من أجهزة الدولة المعنية منهم ممثلو الأجهزة الأمنية، والمجلس القومي للشباب والرياضة ووزارتي الإعلام والصحة وشركة مصر للطيران، بالإضافة إلى السفير محمد فريد منيب مساعد وزير الخارجية للشئون المالية والإدارية وممثل الخارجية في هذه الاجتماعات التنسيقية. وتوصلت هذه الاجتماعات إلى وضع خطة عمل محددة لكل جهاز من أجهزة الدولة، وتم الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات مركزية بوزارة الخارجية ستعمل على مدار 24 ساعة ستقوم هذه الغرفة بعمل مركزي للتنسيق بين جميع الجهات.