لم أستغرب أبدا من دخول وكالات الأنباء وخاصة وكالة الأنباء الفرنسية وروتيرز البريطانية وكذلك بعض الفضائيات العربية في حرب على الجزائر من خلال اعتماد الإشاعة كمصدر للخبر، ذلك أن الوكالات التي تحترم نفسها تتأكد من مصادرها، وأيضا تكون أكثر حذرا ونقل العمليات الإرهابية لأنها تهدف إلى إعطاء صدى إعلاميا للإرهاب وهوالمفروض أن يكون محاربا باتفاق الجميع، ونقل صورة مشوهة عن الوضع الأمني للبلاد مما يكون له تأثير على الكثير من الجوانب خاصة الإقتصادية باعتبار أن الوضع الأمني غير مستقر ويدعو إلى الحيطة والحذر، وهو أيضا ترويج يؤدي إلى الإضرار بمصالح البلد الإستراتيجية هي حرب إشاعة تؤكد فتح هذه الوكالات لقنوات موازية لاستقاء المعلومات وأيضا اتصالات غير مرئية مع المجموعات الإرهابية التي تمكنت من استغلال هذه الوكالات لتساعدها على ترويج ما أرادت ترويجه ولو كذبا• الجزائر تحارب هذه المرة بالإشاعات التي تمس مصداقيتها في جهود استتباب الأمن والإستقرار، وتضرب مسار المصالحة الوطنية الذي أخذ بعدا وطنيا من خلال الإستفتاء الذي زكاه الشعب، وبالتالي ضرب مسار النتيجة الوطنية التي انطلقت بوتيرة متسارعة فتحت أبواب الإستثمارات على مصراعيها وخاصة الإستخبارات العربية وهو الأمر الذي لم يعجب الكثيرين• الجزائر تحارب هذه المرة بالإشاعات وهي حلقة في سلسلة سيناريوهات سوق تكشفها الأيام لأنها تقف إلى جانب الشعب الصحراوي من أجل استقلاله وتقرير مصيره دون التفاف على القرارات الأممية التي أكدت حقوقه المشروعة، وقد رأينا المواقف الفرنسية والأمريكية التي تحاول إجهاض القرارات الأممية، وإهدار حقوق الشعب الصحراوي• الجزائر تقف مع الشعب الفلسطيني وترفض أية مساومة على حقه في إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين وممارسة سيادتها كدولة قابلة للحياة، ولم تقف الجزائر مكتوفة الأيدي أمام المناورات والمؤامرات التي تحاك هنا وهناك لإجهاض الثورة الفلسطينية والزج بها في دوامة الصراعات الدموية فنادت بوحدة الصف والتمسك بقرارات الشرعية الدولية وبالمبادرة العربية التي أقرت في قمة بيروت، كما أنها لم تتراخ أو تختلق الأعذار في دفع المستحقات المالية المتوجبة عليها للسلطة الفلسطينية• الجزائر لا ترى ما يجري في العراق هو تحرير للشعب العراقي وتحقيق أهدافه الديمقراطية، بل الذي جاء به احتلال دولة في حجم العراق سياسيا واقتصاديا، عربيا وإسلاميا، وهو بالدرجة الأولى إهانة لكل العرب والمسلمين، وثانيا خلق نموذج للصراع الطائفي والمذهبي وتمزيق بلد إلى طوائف وشيع حتى لا يبقى هناك استقرار في المنطقة وحتى يبقى هناك استقرار في المنطقة وحتى تبقى ثروة البترول تحت السيطرة الأمريكية، وذلك هو الهدف الأول والأخير، فلا أسلحة للدمار الشامل ولا الدفاع عن حرية العراقيين ولا تحقيق للديمقراطية وراء الإحتلال، لقد تحطم العراق، ولا يزال يدفع الثمن بشر وتراث وقدرات وطاقات•• كل ذلك رفضته الجزائر• الجزائر لا ترى في مشروع فرنسا المتوسطي عملية تقوم بالإمضاء عليها دون دراسة لكل أبعادها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وانعكاساتها الآنية والمؤجلة على دول المنطقة حتى لا تبقى مجرد آلية تحاول من خلالها الدول تحقيق مآرب لحسابها أو لحساب أصدقاء تعمل على إدماجهم في المجموعة ومن ثم فتح باب التطبيع على مصراعيه مع إسرائيل• الجزائر تنوعت علاقاتها الإقتصادية مع العديد من دول العالم وفتحت آفاق للتعاون مع قوى لها تأثيرها اليوم في مجالات الصناعة والتكنولوجيا ولم تعد حكرا على مجموعة من الدول تفرض شروطا وتحدد ما تريده هي لا ما يخدم مصلحة الجزائر لكل ذلك لا بد من أن توجه لها مختلف الأسلحة لتشوش عاى مسيرتها ولتقدم الجزائر إعلاميا على أنها بلد الإرهاب واللأمن وأن الأوضاع فيها تدعو للتريث والحيطة، وعلى العاملين الأجانب الإجلاء عنها وقيام بعض الشركات الأجنبية بعملية استعراضية لترحيل العاملين بها لتعطي لها صدى إعلاميا يقدم الجزائر على أنها بلد الرعب• لقد تجاوزنا هذه المرحلة ولم نعد نعاني العجز أبدا، قدرات قواتنا المسلحة في أعلى مستوياتها، وأوضاعنا الأمنية لا تختلف عن وضع أي بلد في العالم عربيا أو غير عربي، بل إن هناك من هم أكثر خطرا، مسيرتنا التنموية متواصلة كما تم التخطيط لها، أوضاعنا الإقتصادية والإجتماعية والثقافية في طريق الإنتعاش والمعالجة ومن هنا لاخوف على الجزائر وشعبها من هذه الحرب لأنها حرب لزعزعة الجزائر المتمسكة دائما بمواقفها رغم كل المحاولات•