شدد الرئيس المدير العام الأسبق لوكالة الأنباء الفرنسية كلود مواسي، في مقابلة أجرتها معه ''الحوار'' على أن الصحافيين في الجزائر وفي كل العالم مفروض عليهم التقيد بالموضوعية لأنها واقع في مهنة الصحافة، مشيرا إلى أن مساره المهني الذي يتجاوز ال 50 سنة يجعله يؤمن بهذا المفهوم الذي يعد الركيزة الأساسية لأي عمل إعلامي، كما أكد ذات المتحدث أن الصحافة الجزائرية سواء كانت معربة أو مفرنسة قد قطعت أشواطا على المستوى العربي، الإفريقي، وحتى العالمي، سيما وأن الجزائر عبر صحفييها قد دفعت -حسبه- فاتورة غالية طيلة سنوات التسعينات، مبرزا أن الصحافيين الجزائريين لهم قدرة إبداعية لكنهم محتاجون كغيرهم إلى دورات تدريبية لتطوير الأداء. وقال الرئيس المدير العام لوكالة الأنباء الفرنسية كلود مواسي ل ''الحوار'' التي التقت به في المركز الثقافي الفرنسي آخر أيام رمضان الأسبوع الماضي، حيث ألقى مداخلة حضرتها الأسرة الوطنية للإعلام، وكذا ممثلي العديد من القنوات والصحف العالمية، قال '' إنه لا يساند المواقف التي لطالما تشكك في وجود الموضوعية، معتبرا أن مسار الخمسين سنة، وهي عمره المهني وأكثر جعلته يعي جيدا ما يعنيه هذا المفهوم الذي ينبني على الفصل بين كل ما هو ذاتي وملفق ومشكوك فيه عن المعلومة الأصلية التي تصلنا من الرجل السياسي ومن أي كان يكون قد صرح بها لنا في مكان وقت محدد. وحتى وإن لم يجب كلود مواسي الذي ساير معظم محطات الحرب الباردة، واشتغل كمراسل لواحدة من أقدم وكالات الأنباء في العالم، من الولاياتالمتحدةالأمريكية التي وصفها رفقة بريطانيا بجنة الصحافة في ذلك الوقت نظرا للاكتشافات التي تزامنت مع الصعود للقمر في الخمسينات والستينات وتطور مرافق السفر والحياة بصفة عامة، لم يجب على رأيه في الخلط الذي تقترفه وكالات الأنباء في معالجة المعلومة الأمنية في مثل واقعة الخطأ المهني الذي وقع مع وكالته مؤخرا بالجزائر- حول وجود تفجيرات أودت بمقتل أشخاص وهو الخبر الذي فندته الجزائر فيما بعد، فإنه في المقابل قال إنه مهم جدا تحري الدقة في المعلومة قبل نشرها لأن أثارها قد تكون وخيمة على الصحفي والطاقم وكل الوكالة. وعن رأيه في حرية الصحافة في فرنسا على الخصوص وفي كل أقطار العالم، ووضعية الصحافيين، أجاب الرجل الأول الأسبق في '' الأ إف بي '' ل ''الحوار'' أنها تبقى معركة وتحديا مفتوحا يجب مسايرته، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الصحافة الفرنسية قد حققت خطوات تعد بأكثر من 200 سنة من الوجود والتطور، ففي مقابل هذا قال إن هناك بلدانا أخرى تحترم الصحفي والصحافيين وبلدانا أخرى لا تفعل، وقال إنه مارس بجانب العمل في وكالة الأنباء نشاطا آخر في الفيدرالية الدولية للدفاع عن الصحافيين في العالم، ومؤكدا في الأخير أن المعركة قوية وصعبة ويجب الذود فيها عن مصالح رجال مهنة المتاعب. وانتقلت ''الحوار'' مع كلود مواسي، لسؤال حول تأثير الصحافة في عالم اليوم على الجمهور والفرق في نظره بين الأمس واليوم، حيث رد المتحدث، '' إن القنوات العالمية للإعلام على غرار '' السي آن آن '' والبي بي سي ورلد '' و '' الجزيرة '' والأخريات، لم يصبح لهم التأثير الكبير والبريق الذي كان من قبل، معللا ذلك بتوجه جمهور وسائل الإعلام، إلى الأخبار القريبة إقليميا وتنازليا لكل ما هو قريب من كل جمهور، موضحا بأن الرأي العام قد أصبح منشغلا بالأحداث المحلية التي أصبحت توليها الصحافة المكتوبة الاهتمام مقابل الأخبار الدولية أو السياسية على وجه التحديد. وكانت '' الحوار '' قد سألت الرئيس المدير العام لوكالة الأنباء الفرنسية أيضا عن رأيه في بعض القضايا الدولية، لاسيما الوضع في فلسطين والمعالجة المختلفة للموضوع بين من يصف إسرائيل بالاحتلال وبين من يصفها بالدولة التي تقاوم الإرهاب، حيث أوضح المتحدث أن الوكالة الفرنسية العالمية للأنباء تتعامل مع الحقيقة التي يلتقطها المندوب الصحفي في الأرض، مشيرا أنها نقلت الكثير من معاناة الفلسطينيين للعالم إلى كل وسائل العالم الأخرى، مبرزا أن دور وكالة الأنباء الفرنسية هو نقل الخبر مثل ما هو في قالب قصير. وفي هذا السياق أعاب المتحدث تزييف المعلومات التي لطالما كانت الوكالة الفرنسية ضحية لها. جدير ذكره أن ضيف الجزائر كلود مواسي هو كاتب صحفي أيضا وكتب العديد من المؤلفات حول التاريخ السياسي للولايات المتحدةالأمريكية، سيما ما تعلق بشخصية الرئيس الأمريكي المغتال جون كينيدي، وريتشارد نيكسون '' نيكسون وفضيحة ووتر غيت '' سقوط الرئيس في 1994 وكتب أخرى، وتعدى الرجل حاليا سن ال 80 سنة وهو يحاضر في العديد من الكليات العالمية والمؤسسات الدولية في مجال الصحافة والإعلام.