وكالات الأنباء العاليمة والمحطات التلفزيونية "تكالبت" لتلقف الخبر الوهمي.. كذبت أمس، وزارة الدفاع الوطني ما تداولته بعض الصحف الوطنية، بخصوص وفاة 13 شخصا في الاعتداء الإرهابي ببني عمران (بومرداس)، مساء أول أمس، وأكد بيان وزارة الدفاع، أن الاعتداء الذي تم بقنبلتين، خلف مقتل شخصين فقط، أحدهما رعية فرنسية وسائقه الجزائري، وهما عاملان بمؤسسة فرنسية مختصة في الأشغال العمومية. * * إشاعات بتفجيرات وهمية وضحايا بالعشرات في العاصمة والبويرة * * وأفاد بيان توضيحي وقعه أمس، مدير الإتصال والإعلام والتوجيه، تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منه، أن "وزارة الدفاع الوطني تكذب ما تناولته بعض الصحف الوطنية حول مقتل 13 شخصا في انفجار قنبلتين على مستوى محطة السكة الحديدية ببني عمران بولاية بومرداس"، وكانت قد استندت إلى وكالة الأنباء الفرنسية التي أوردت الخبر، وتناقلته مختلف وسائل الإعلام، فيما أشارت وكالة الأنباء الجزائرية، الوكالة الرسمية، إلى وفاة شخصين في الانفجار. * وكانت "الشروق " قد نشرت في عدد أمس، نبأ وفاة المهندس الفرنسي وسائقه فقط، في الانفجارين استنادا إلى مصادر أمنية وشهادات محلية متطابقة. * وتشاء الصدف، أن يتزامن تكذيب وزارة الدفاع، مع تناقل وكالات أنباء، أمس، أخبارا كاذبة هي الأخرى، نقلا عن وكالة "رويترز" التي ادعت "مقتل 20 شخصا في محطة الحافلات بالعاصمة"(..) قبل أن تصحّح "خبرها العاجل" وتزعم أن الاعتداء حدث بولاية البويرة !؟ وفي ذلك إصرار على الخطأ والافتراء، حيث تم تصحيح الكذبة بكذبة أخرى تختلف في الجريمة وتختلف في المكان، وقد فرّخت هذه الأنباء الكاذبة إشاعات أثارت الهلع وسط المواطنين، قبل التأكد من أن الخبر مجرد أكذوبة جديدة من تلفيق واجتهاد وكالات ومصادر إعلامية خارجية! * نشر ونقل مثل هذه الأخبار المزيفة، تحمّل ناقليها وصانعيها مسؤولية وتبعات ترويع السكان وإثارة الهلع وترهيب الجزائريين وترويج أنباء لا أساس لها من الصحة، وقد فضح التعامل الانتقائي لعدد من الوكالات والقنوات الفضائية، قذارة "الأيادي الأجنبية" المستثمرة في الدماء الجزائرية والسلم والأمن الوطنيين؟ * وبالعودة إلى اعتداء بني عمران، ركبت بكثير من التهويل والتضخيم، بعض القنوات ووكالات الأنباء الغربية، الاعتداء الإرهابي بالمنطقة، من أجل صناعة أجواء الرعب والتشكيك والبلبلة في الجزائر بترويج أرقام مغلوطة، وأنباء وهمية لا يمكنها، إلا أن تقدّم خدمة مجانية للتنظيم الإرهابي الذي نفذ وينفذ الاعتداءات الإجرامية في حق الأبرياء والعزل. * وبالرغم من أن وكالة الأنباء الجزائرية، كمصدر رسمي، أعلنت عن حصيلة التفجيرين ببني عمران، إلا أن وكالات أنباء عالمية، بينها وكالة الأنباء الفرنسية، "تجاهلت" هذه الحصيلة وراحت تفبرك أرقاما أخرى مجهولة المصدر، علما أن هذه الوكالات، لا تملك مراسلين بمكان وقوع الجريمة، فمن أين تحصلت على معلوماتها الكاذبة؟، ولماذا اعتمدت سرعة البرق في نقل مثل هذه الأخبار والأرقام "غير المؤكدة"، رغم توفر حصيلة رسمية، والغريب هو اقتباس الأخبار من هذه الوكالات لا أساس لها من الصحة، فيما كان يُفترض الاعتماد على المصادر الجزائرية بدل تصديق أنباء مشبوهة وباطلة!؟ * وفي قراءة متأنية لشكل ومضمون ما تداولته بعض القنوات والوكالات الدولية (أمس وأول أمس)، يتضح، برأي أوساط مراقبة، هدف هذه "المصادر" التي تنقل الأخبار المتعلقة عن الوضع الأمني في الجزائر والنشاط الإرهابي بها، بعيدا عن الاحترافية والأمانة والصدق، شعارها أولا وأخيرا التهافت على "سبق" وهمي حتى تقتات من أشلاء "ضحايا مزيفين" لا وجود لهم، إلا في شريط أخبار أجنبي غالبا ما ينبش في الملفات الميتة ويجري وراء الإثارة وضرب رصيد الجزائر في بورصة السلم والاستقرار. * وفيما يبحث التنظيم الإرهابي عن صدى إعلامي يضمن له تواجده، فإن بعض الدوائر الإعلامية الغربية وحتى العربية وفرت له هذا الهدف عن قصد أو غير قصد، حيث أصبحت تقاريرها تتقاطع مع بيانات التبني و"التشفي" التي ينشرها التنظيم عبر شبكة الأنترنيت.. * والواضح، حسب ما يسجله مراقبون، أن مهمة تأليب الرأي العام وترهيب ضيوف الجزائر العاملين والمتواجدين بالتراب الجزائري و"تحريضهم على الفرار"، مازالت متواصلة من طرف أجهزة معادية للسلم والأمن في الجزائر، بواسطة التغليط والتضليل وأحيانا بتوظيف "الفاسق" الذي يأتي للناس بالأخبار الكاذبة!