كانت الجزائر صبيحة الإثنين مسرحا لإشاعات كاذبة حول اعتداءات إرهابية تناقلتها حتى وكالات أنباء أجنبية وبعدها قنوات فضائية تسمي نفسها كبيرة ، وكانت هذه الأخبار وراء انتشار حالة قلق وهلع في أوساط المواطنين وذلك غداء تفجيرات إرهابية راح ضحيتها أبرياء لم تسلم حتى هي من التضخيم في حصيلة ضحاياها . * نقلت وكالة رويترز للأنباء معلومات كاذبة حول تفجيرات إرهابية بكل من العاصمة والبويرة سرعان ما تبين أنها مجرد إشاعات وأذاعت هذه الوكالة " خبرا عاجلا "صباح الإثنين نسبته إلى مصادر أمنية مفاده انفجار قنبلة بوسط العاصمة " ساحة الشهداء " مخلفة عدد كبير من الضحايا لتعيد مرة أخرى نشر خبر مماثل تحت نفس الصفة " عاجل " حول قنبلة بمحطة المسافرين بمدينة البويرة خلف عشرين قتيلا دون التحقق من المعلومة وانتظرت قرابة الساعتين لتقوم بتكذيبها على لسان الإذاعة الجزائرية، لكنها كانت متأخرة لأن المعلومة قد انتشرت بسرعة البرق. * وقد سارعت وسائل إعلام محلية إلى التحقق منها لتكتشف أنها مجرد إشاعات لكن هذه المعلومات التي وصلت العديد من القنوات والوكالات الإخبارية العالمية اتنتشرت بصفة سريعة في أوساط المواطنين مخلفة حالة هلع كبيرة، ما جعل البعض يتساءل عن الجهة التي تقف وراء تسريب هذه المعلومات الكاذبة والخطيرة في نفس الوقت ولصالح من يتم ذلك ؟. * وكان نشر حصيلة متباينة حول العملية الإرهابية التي استهدفت مساء الأحد محطة السكة الحديدية ببني عمران شرق ولاية بومرداس صورة تعكس حجم خطورة المعلومات الأمنية المتداولة خلال الآونة الأخيرة بالجزائر ففي الوقت الذي نقلت وكالة الأنباء الجزائرية وبعض وسائل الإعلام حصيلة تفيد بوفاة شخصين من بينهما مهندس فرنسي وعدد آخر من الجرحى نشرت وسائط إعلامية أخرى وعلى رأسها وكالة الأنباء الفرنسية حصيلة تقول بسقوط 13 ضحية في هذا الاعتداء وعدد كبير من الجرحى وهو ما يعكس وجود تضارب كبير في المعلومات الأمنية افقدها مصداقيتها، والخطير في الأمر أن هذا الرقم المبالغ فيه تناقلته أغلب المصادر الإعلامية العالمية نقلا عن الوكالة الفرنسية التي اختصت في نشر الأخبار الأمنية في الجزائر. * وتبعا لذلك فقد عاش الجزائريون صبيحة اليوم على وقع إشاعات خطيرة يجهل مصدرها خلفت هلعا كبيرا في الشارع خصوصا وأنها انتشرت كالبرق بسبب تلقفها من قبل قنوات فضائية عالمية لم تتحقق هي الأخرى من هذه المعلومات الكاذبة، وهو ما يعني وجود جهات معينة وراء تسريب هذه الإشاعات التي أصبحت تتزامن مع أي اعتداءات إرهابية ووجدت هذه الجهات للأسف وسائط إعلامية أساءت تحت غطاء الجري وراء السبق الصحفي إلى المهنة وارتكبت أخطاء أخلاقية في حق الجزائريين.