جاء في تعليق التلفزيون على الإشاعات التي هزت الجزائر الإثنين، بعد الانتشار المذهل للإشاعة القائلة بانفجار قنبلة بمحطة نقل المسافرين بالبويرة... "أن الجزائر بخير والبويرة بخير وبعض الأقلام الإعلامية ليست بخير". * في نفس اليوم، وفي مكالمة هاتفية بين الشروق اليومي وقناة "الجزيرة" القطرية، استغرب المشرفون على هذه الفضائية تأكيدات "الشروق" من أن ما نقلته وكالة رويترز البريطانية عن انفجار البويرة غير صحيح وأن عدد قتلى قنبلتي بني عمران قتيلان فقط وليس ثلاثة عشر قتيلا. * وقال المسؤول الإعلامي، الذي كان يكلمنا من "الجزيرة" بأنه يتابع لحظة بلحظة التلفزيون الرسمي الجزائري، الذي لم يكذب خبر تفجير محطة البويرة لنقل المسافرين، وهو أمر غريب، باعتبار أن التلفزيون الجزائري هو تلفزيون الدولة الجزائرية الرسمي، وبالتالي فمن غير المنطقي ولا المعقول ولا حتى المهني، أن لا يكذب إشاعة من هذا النوع وبهذا الحجم من الخطورة... بعد هذه المكالمة نزع الخبر المتعلق بتفجير محطة البويرة من الشريط الإخباري الذي كان يبث على شاشة الجزيرة. * وهنا لا يسعنا إلا أن نؤكد بأن المؤسسة الإعلامية التي تسمى "الشروق" بخير، لأنها وببساطة كانت وراء إقناع مسؤولي الفضائية القطرية بنزع إشاعة تفجير البويرة من الشريط، بعد أن أكدت لهم بأن لها مراسلا من عين المكان وهو متواجد اللحظة بالمحطة التي شاع أن استهدفت، وهو ما لم يقم به التلفزيون. وعليه، فكل ما نتمناه، أن يكون كاتب تعليق التلفزيون واعيا ومدركا لمحتوى ما كتبه وأمر بقراءته على الرأي العام الجزائري، فهل له أن يوضح لنا الإعلام الذي ليس بخير؟ * للتنبيه حدثت كل هذه التطورات خلال ساعات النهار، وتعليق التلفزيون جاء ليلا، فهل كان تلفزيوننا نائما، أم أنه لا يعي دوره الإعلامي، أم أنه لا يتحرك إلا بإيعاز، وممن؟... من غير إعلاميين بطبيعة الحال؟، فأي تلفزيون هذا الذي لا يصنع نشاطه الإعلاميون ولا يتحرك إلا بإيعاز من السياسيين، وأي سياسيين هؤلاء الذين يسيرون أمور الجزائر؟ * إن ما ينبغي التأكيد عليه هو أنه من الطبيعي أن تبث قناة "الجزيرة" أو أي قناة تلفزيونية أخرى، خبرا يصلها عن تفجير سجّل هنا أو هناك، لكن من غير الطبيعي أن لا يكذب التلفزيون الرسمي الجزائري خبرا غير صحيح عن عملية إرهابية تناقلتها وكالة أنباء عالمية. * نسجل كذلك أن سكان العاصمة الجزائرية عاشوا كذلك في نفس اليوم، على وقع إشاعة تفجير إرهابي هز محطة آغا للسكك الحديدية، والحمد لله أن وكالة رويترز لم تنقله. * لا شك أن عدم قيام التلفزيون بدوره في ظرف دقيق وحساس أمر خطير، لكن الأخطر منه هو أن لا يظهر أي أثر لأي مسؤول آخر لامتصاص حرب الإشاعات التي ظلت تنهش الشارع الجزائري طيلة يوم كامل.