قلّل رئيس عمادة الأطباء بقاط بركاني من التخوفات التي يمكن أن تنجرّ بعد التراجع الفعلي للضحايا جرّاء فيروس أنفلونزا الخنازير والاستقرار حتى في عدد الإصابات، مضيفا »استقرار مستوى انتشار الفيروس عادي وكان محتملا بعد تجاوز الفترة الخريفية«، ويمكننا القول أن الجزائر تجاوزت مرحلة الخطر ليس بفضل مجهودات وزارة الصحة ولكن تبعا لتحسن الظروف المناخية واستقرارها في درجة البرودة فقط أثناء الفترة الشتوية بخلاف الفترات الأخرى التي تعرف تذبذبا. أكد بركاني أن الأرقام التي أعطتها وزارة الصحة حول انتشار واستقرار فيروس أش1أن1، صحيحة ولا يمكن أن تتلاعب بأرقام ليس في صالحها إخفائها، قبل أن يضيف »لا يمكن أن نشكّ بتاتا في أرقام الوزارة الوصية، ولكن يبقى أنها تغافلت في نشرها بالصورة التي ينبغي، أما التستّر عن حقيقة انتشار وباء أنفلونزا الخنازير فيضرّها أكثر مما ينفعها«، وقال المتحدث أن التراجع الفعلي لمستوى انتشار الفيروس والذي لمسته العمادة عبر أعضائها ميدانيا مردّه الأول إلى الاستقرار في المناخ خاصة فيما تعلق بالفترة الشتوية التي تعرف برودة ممتدة، بخلاف الفترة الخريفية التي نعيش فيها تذبذب في حالت الطقس بين برودة وحرارة متطورة وبالتالي دفع مستوى انتشار الفيروس. واستنادا لرئيس العمادة في الحديث الذي خص به »صوت الأحرار«، فإن مستوى التراجع المشهود للفيروس كان محتملا، لاسيما أننا دخلنا شهر فيفري وهو ما سيعرف استقرار أكثر في الأحوال المناخية الذي يرتكز على البرودة، وبمجرد أن ندخل شهر مارس المقبل يمكن القول أننا دخلنا مرحلة انعدامية الانتشار، مشيرا »يمكن القول أن الحض هو الذي سيّر انتشار الفيروس وليس مجهودات وزارة الصحة، ولكن رغم ذلك يبقى أن الجزائر تجاوزت مرحلة الخطر فعلا، ويجب تطبيق مخطط التقييم لتفادي النتيجة العكسية في فترة وجيزة في مستوى الانتشار لفيروس أش1أن1«. وبخصوص عدم بداية تلقيح تلاميذ الوسط التربوي لغاية اليوم بذريعة عدم تلقي حصيلة نجاح العملية التحسيسية، قال بركاني »النقاش مفتوح حول ذلك بالرغم من عزوف ممارسي القطاع الصحي، وأولياء التلاميذ رفضوا اللقاح بعد أن تحكمت الإشاعة في فعاليته أصلا وبروز مضاعفات محتملة، لذا نقول أن الإعلام يبقى الموجود الغائب وغير مستغل في التحكم في الأوبئة والأمراض، والوزارة الوصية خارج الهامش في أداء مهمتها«. للإشارة تم تسجيل أعلى رقم للضحايا خلال الأسبوع الرابع من شهر ديسمبر 2009 مع تسجيل حالات خطيرة، في حين أنه تم تسجيل 166 حالة منذ الأسبوع الأول من شهر جانفي 2010، وقد مسّ انتشار الفيروس 46 ولاية باستثناء أدرار والنعامة في حين تعد الجزائر العاصمة الولاية الأكثر تضررا بأنفلونزا أش1أن1 ب 26 بالمائة، وقد استقر مستوى الانتشار عند 916 حالة مؤكدة منها 57 وفاة تم تسجيلها إلي غاية 17 جانفي 2010. يذكر أن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، ولجنة الخبراء قرّرتا إعادة تكييف إستراتيجية التطعيم باللقاح ضد فيروس أتش1 أن1، نظرا لتراجع تفشي الوضع الوبائي للفيروس المتميز، حتى على المستوى الدولي، وكذا لعدم إقبال وعزوف فئة الحوامل على أخذ التلقيح، فضلا عن ممارسي القطاع الصحي، وغالبية المواطنين، واعتبرت الوزارة أن المعطيات العالمية الحالية تؤكد أن الوباء يظل قائما ومن غير الممكن التنبؤ بتطوره حسب رأي الخبراء الوطنيين والعالميين بحيث لا يجب استبعاد موجة جديدة من باب الاحتياط، وبخصوص هذا تم استلام طلبية اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير ب 1538000 جرعة من أصل 20000000 تم طلبها وينتظر أن تسلّم 862000 جرعة في الأيام القليلة القادمة بالرغم من تراجع مستوى انتشار الفيروس وهو ما يطرح عدة تساؤلات حول خلفيات ذلك.