أكد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بقاط بركاني أن تردّد النساء الحوامل في أخذ اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير في يومه الأول، مَرده التخوف الواضح والهلع المتزايد من فعالية اللقاح، ناهيك عن الفشل في تحكم وزارة الصحة في الإشاعات حول المضاعفات السلبية للقاح، لاسيما بعد وفاة رئيسة قسم الإنعاش بسطيف وهو ما خلق حالت الذعر عموما في الوسط الطبي وبالتالي رهن عملية التلقيح التي باشرتها المصالح المختصة. حصَرَ بقاط بركاني في الحديث الذي خص به »صوت الأحرار«، نجاح علمية التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير باستعادة الثقة المفقودة لدى المواطنين عامة والسلك الطبي خاصة، بعد أن تباينت التصريحات حول فعالية اللقاح وكذا احتمال وجود مضاعفات له، فضلا عن التضارب في تواريخ بداية التلقيح والتي أرجئت أكثر من مرة، وهو ما خلق حالت ذعر وتخوف متزايد لدى كل فئات المجتمع، مشيرا »المواطنون بين نارين إما الموت بالإصابة المؤكدة بفيروس أنفلونزا الخنازير، وإما بالإشاعات المتجددة حول فعاليات اللقاح، لاسيما بعد وفاة طبية بسطيف«. وقال المتحدث أن المشكل الوحيد هو مسألة الثقة، فانعدام التنسيق بين كل الأطراف المخولة بمتابعة عملية التلقيح والأخذ والرد فيما يتعلق شهادة مطابقته من مخبر باستور، فتح مزيدا من الشكوك وانعدام الثقة، كما أن نقص التنظيم والإعلام حول ماهية تواجد المراكز المرجعية المتكفلة بإعطاء اللقاح، خلق تشويش في أذهان المواطنين، لذا يضيف بركاني أن الحل الوحيد الكفيل بوضح حد للإشاعات والتصريحات المتضاربة، هو وضع مخطط وطني واضح لحصر انتشار الفيروس يكون فيه الإعلام العالم المحوري لإقناع المواطنين بفاعلية اللقاح. وفي رده عن سؤال حول تزامن بداية لقاح النساء الحوامل مع إضراب ممارسي الصحة العمومية، أكد بركاني أن ذلك لن يؤثر مادام أن ممارسي الصحة قد التزموا بتقديم الحد الأدنى من الخدمات والتكفل بعملية التلقيح، ولكن المشكل يتعلق بامتناع المواطنين في أخذ اللقاح، قبل أن يضيف »عدد حالات الإصابات المؤكدة تجاوزت 700، والضحايا ارتفع إلى 47، والمواطن يمتنع عن أخذ اللقاح يعني لا ثقة له في وزارة الصحة، وهو ما على المصالح المختصة تداركه والعمل على توجيههم إعلاميا وإقناعهم بالحقائق وليس بتضارب التصريحات«. وأكد رئيس عمادة الأطباء أن ما خلفته الأنفلونزا الموسمية بين 1000 و2000 ضحية سنويا أكثر مما خلفه فيروس أش1أن1، ولكن الاختلاط في فهم الفيروس وانتهاج طريقة وقائية فعالة هو الذي شوش أذهان المواطنين، كما أن أقصى درجة لانتشار الوباء مرتبطة بالأحوال الجوية وارتفاع درجة البرودة، والعمل الوقائي له وزنه في كبح انتشار الفيروس، مما يتطلب إطلاق حملة وقائية تمس كل الفئات بدأ من القطاع التربوي بمعنى التركيز على التربية الصحية، مضيفا أن الأطفال الصغار قادرين على تربية الكبار إذا تلقوا تربية سليمة في الوسط المدرسي. واعتبر بركاني أن حصر مسؤولية منع انتشار الأنفلونزا الخنازير على وزارة الصحة هو بمثابة خطأ كبير، ويجب تدارك ذلك بالتنسيق بين كل الوزارة الحكومية على غرار ما تم القيام به مع ارتفاع ظاهرة حوادث المرور، وبالتالي غرس ثقافة وقائية تضمن النتيجة. يجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة أكدت أن الكميات المتوفرة في الوقت الحالي من اللقاح المضاد لفيروس أش1أن1 تكفي لتلقيح مستخدمي الصحة وأكثر من 650 ألف امرأة حامل تم إحصاءها من طرف المصالح الصحية عبر القطر من مجموع 850 ألف حامل.