أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن التحضيرات الخاصة بالمؤتمر التاسع المزمع عقده في شهر مارس المقبل تجري في ظروف جد عادية، حيث أشار إلى أن عملية اختيار المندوبين الذين سيشاركون في هذا المؤتمر ستكون وفق شرعية التمثيل وشموليته بما يضمن إشراك جميع المناضلين الذين يستوفون الشروط القانونية، وفي هذا السياق ردد قائلا «لا محاباة ولا محسوبية في اختيار مندوبي المؤتمر التاسع«. لم يتردد الأمين العام للأفلان خلال الخطاب الذي ألقاه على هامش الاجتماعات التي جمعته أمس بأمناء المحافظات في التأكيد على أهمية هذه المرحلة المتعلقة بالتحضيرات الجارية من أجل إنجاح المؤتمر التاسع، حيث أوضح في هذا الصدد هذا اللقاء يعد فرصة لتقييم مسيرة الحزب والتطلع للآفاق التي يصبو إلى تحقيقها وتدارك النقائص وتحديد مواطن الضعف وتقوية النقاط الايجابية والتحسس بانشغالات المواطنين ومعاينة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. واستطرد موضحا أن الهدف من اللقاء هو تقييم الوضع النظامي لهياكل الحزب قبيل انعقاد المؤتمر التاسع المزمع عقده الشهر المقبل، كما يعد تقييما للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية من خلال ملاحظات المناضلين ويعد أيضا فرصة لتقييم كل ذلك قبل أن تعرض التقارير التمهيدية على المجلس الوطني والهيئة التنفيذية في الدورة التي ستعقد أيام 10، 11، 12 من الشهر الجاري لتنزل من جديد إلى المؤتمرات الجهوية. بلخادم أشار في خطابه إلى الفترة الفاصلة بين المؤتمر الثامن والمؤتمر التاسع، مؤكدا أن حزب جبهة التحرير الوطني قد جنا حصادا وفير خلال السنوات الخمس الأخيرة، وأنه يصبو إلى تحقيق ما لم يتم تحقيقه، في هذا اللقاء سيتم عرض الوضع النظامي لكل محافظة وما هي مراكز اهتمام المناضلين، بالإضافة إلى الحديث عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والحياة السياسية وأداء الحزب بالنظر إلى الأحزاب الأخرى. وعن اختيار المندوبين الذين سيشاركون في المؤتمر التاسع قال »بلخادم إن عملية اختيار المندوبين ستكون وفق عاملين أساسين، أولهما شرعية التمثيل فمن يأتي للمؤتمر لا بد أن يأتي بإرادة المناضلين، لا محاباة ولا كوطة ولا محسوبية ، وثانيا شمولية التمثيل فلا إقصاء ولا تهميش، ليس لنا أي حسابات مع أي كان ولا نرغب في إقصاء أي شخص، كما أننا لا نخاف من رأي الآخرين ، نحن حزب لا يخجل من تعدد الآراء ولا نخاف من الرأي الآخر«. وفي معرض حديثه عن النضال أكد بلخادم أن قوة الرأي لا تقاس بقدرة الإنسان على إصدار بيان صحفي أو الاتصال بوسائل الإعلام، بل إن قوة الرأي تقاس بقدرة تجذرها في القاعدة النضالية، ويجب أن نعلم -يقول المتحدث- في الأفلان الرأي الآخر موجود منذ مؤتمر طرابلس إلى أخر مؤتمر عقد في هذا الحزب. وأشار المتحدث إلى وجود اقتراحات فيما يخص التمثيل في المؤتمر قال إنها قاعدة جوهرية أساسية، لا سيما أنه ما لا يقل عن الثلثين من المندوبين سيتم انتخابهم من القواعد والباقي يتم انتقاؤهم بحكم الصفة، كما أكد بلخادم أنه يجب الوصول إلى نفس النسب الموجودة في الشعب بالنسبة للمنخرطين، فإذا كان 70 بالمائة من الشعب الجزائري شباب، فإن عدد المناضلين في الأفلان يجب أن يكون كذلك. واستنادا لما صرح به الأمين العام فإن إدراج عنصري الشباب والمرأة في الحياة السياسية يبقى من أولويات القيادة الحزبية، حيث أكد التعديل الأخير للدستور يهدف إلى ضمان ترقية المكانة السياسية للمرأة في المجالس المنتخبة، ومن هذا المنطلق دعا المرأة للانخراط في الأحزاب السياسية من أجل التمكن من تحقيق مطالبها. وفي هذا النقطة بالذات قال بلخادم أحيانا نضطر إلى عنق القانون الأساسي للحزب، لكن يجب أن نترك نافذة تسمح لنا من أن نستفيد من خبرات النساء، وفي هذا الإطار سنضطر إلى اتخاذ تدابير جديدة، يجب أن نعلم أن نظام الكوطة منقصة للمرأة، لكنها مرحلة ضرورية لتجاوز بعض العادات، وفيما بعد يجب العمل بالمؤهلات، افتحوا أبوابكم للشباب ولا تخافوا من الشباب فإنهم لم يأتوا لأخذ مكانكم، لا بد من إيصال من نرى فيه الاقتدار لمواقع المسؤولية، المستقبل للشباب، لأن الشباب له القدرة والجرأة وليس له أي حسابات ولا يزن بميزان »نحي وحط« على حد تعبيره. وبالنظر إلى هذه المعطيات أكد الأمين العام أن الحزب سيذهب إلى المؤتمر التاسع بتتبع المراحل التي تقتضي استشارة كل الهيئات، مشيرا إلى الثراء والتنوع الفكري الذي يستند إلى الشرعية وقوة الاقتراح النابعة من الهيئات الشرعية للحزب والذي يدعو إلى المفخرة، فالمؤتمر التاسع يعد مرحلة أخرى تختلف عن المراحل السابقة. ومن جهة أخرى تحدث بلخادم عن وجود بعض الظواهر السلبية في الحياة السياسية، مشيرا إلى المال الوسخ الذي قال إنه إذا تدخل في السياسة عفن ولوث الحياة السياسية وقد يجر البلاد إلى خيارات خاطئة تضر بالسياسة الاجتماعية، وبالتالي فإننا ننبه نحن أصحاب رسالة ومسؤولية أنه ينبغي أن نكون مؤمنين على الحفاظ وصون الرسالة والمشروع. ويشار إلى أن بلخادم استمع إلى مختلف التقارير التي قدمت من طرف أمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية والمتعلقة بالمقترحات الخاصة بالمشاريع الصادرة عن اللجان الفرعية المكلفة بتحضير المؤتمر التاسع، حيث سيتم صياغة كل هذه الوثائق في شكل لوائح مركزة لتعرض على الهيئة التنفيذية ودورة المجلس الوطني خلال الشهر الجاري تحضيرا لانعقاد المؤتمر.