أفادت مصادر مُقربة من الشيخ عبد الله جاب الله، أن اللجنة المُكلفة بإعداد القانون الأساسي أنهت عملها منذ مدة واقترحت عددا من التسميات الخاصة بالحزب الجديد الذي ينوي تأسيسه، وقالت إن الحسم النهائي سيعود للجنة الوطنية التي يُنتظر أن تجتمع خلال ثلاثة أسابيع على الأكثر بعد استكمال اللجان الأربعة الأخرى تقاريرها، كما أوردت أنها حضّرت »ملفا قويا« لن يترك أية ثغرة أمام وزارة الداخلية لرفض منح الاعتماد. أوضحت مصادر على صلة بالحزب الجديد الذي ينوي الشيخ جاب الله تأسيسه، أن التجارب والعقبات التي واجهاه الرئيس السابق لحركتي النهضة والإصلاح دفعت به هذه المرة إلى تحضير ملف يأخذ بعين الاعتبار كافة الجوانب المتعلقة بتجنب العراقيل التي تحول دون الحصول على الاعتماد، وقالت »نحن الآن بصدد ملف دون فراغات قانونية حتى لا نمنح وزارة الداخلية فرصة عدم منحنا الاعتماد«، وأكثر من ذلك فإن ذات الجهات أكدت في تصريح ل »صوت الأحرار« أنه »أمام التجارب التي عشناها سابقا فإننا نعمل على عدم ترك أية فجوات للتعسُف الإداري..«. وفي ردّها على سؤال حول احتمال عدم اعتماد الحزب مثلما حدث مع الكثير من الأحزاب الأخرى بما فيها تلك التي أعلنت ولاءها للسلطة، أشارت المصادر ذاتها إلى أنه لا ينبغي التسرّع في التعامل مع الموقف المُحتمل لوزارة الداخلية، قبل أن تضيف »تركيزنا في الوقت الحالي ينصبُّ أكثر على استكمال أعمال اللجان ومن ثُم إعداد الملف الخاص بطلب الاعتماد في إطاره القانوني، والأكيد أنه ملف سيستوفي كافة الشروط القانونية على أساس التجارب التي عشناها«، وفي حال كان الردّ سلبيا أعقبت بالقول: »إذا لم يتم الاعتراف بحزبنا يكفينا الاعتراف الشعبي الذي نحظى به، وسنبقى نناضل بجميع الوسائل«. وتفيد الجهات التي تحدّثت إلينا أنه بغضّ النظر عن المتاعب التي واجهها الشيخ عبد الله جاب في وقت سابق مع حركتي النهضة والإصلاح، فإن الأخير متفائل بالحصول على الاعتماد »بالنظر إلى أننا ملتزمون بخطنا السياسي الذي بدأناه قبل سنوات، والدليل على ذلك أن شعبيتنا ما زالت حقيقة، وبالتالي فإنه ليس لدينا مشكل في هذا الإطار، وإذا حدث وأن أُعتمد حزبنا وشاركنا في الانتخابات المقبلة فإن النتائج التي كنّا حصدناها فيما سبق ستتضاعف«، وأسّست هذا الانطباع بحُكم »أننا لم نخطُ نفس خطوات الأحزاب الإسلامية الأخرى التي فقدت مصداقيتها بعد أن وصلت مرحلة متقدّمة من الانشطار..«. وبناء على المعطيات التي قدّمتها مصادرنا بخصوص حصيلة عمل اللجان الخمسة، فإن جاب الله سيرفع ملف طلب الاعتماد إلى مصالح وزارة الداخلية في غضون ثلاثة أسابيع على الأكثر، حيث أكدت في هذا الشأن بأن لجنة القانون الأساسي أنهت صياغة تقريرها النهائي واستقرت على العديد من التسميات التي يُمكن اعتمادها لهذا الحزب الجديد، لكنها على الرغم من ذلك رفضت الكشف عنها واكتفت بالإشارة إلى أن القائمة تضمّ حوالي عشرة تسميات تحظى كلها بالإجماع على أن يعود الفصل فيها للجنة الوطنية التي ستجتمع خلال أسبوعين لوضع آخر اللمسات. ويجري العمل حاليا على أربعة جبهات منها إنهاء إعداد البرنامج السياسي وكذا »الرؤية السياسية« الذين تتكفّل بهما لجنتان، إضافة إلى لجنة أخرى أسندت لها مهام الشؤون الإدارية من خلال استقبال ملفات المناضلين الراغبين في الانخراط، ورجّحت ذات المصادر أن ينعقد المؤتمر التأسيسي خلال السداسي الأول من العام المقبل، دون أن تستبعد انضمام مناضلي حركتي النهضة والإصلاح، مثلما أفادت أيضا بأن البرنامج الجديد لحزب جاب يأخذ بعين الاعتبار كافة المعطيات الجديدة التي تعرفها الساحة السياسية الوطنية.