كشفت مصادر مقربة من عبد الله جاب الله مؤسس حركتي النهضة والإصلاح، أن الإعلان عن الحزب الجديد الذي ينوي هذا الأخير تأسيسه رفقة ما تبقى من وعاء حركة الإصلاح قد بات قريبا، مؤكدة أن اللجنة المكلفة بإعداد المشروع التأسيسي لهذا الحزب الجديد قد أنهت مقترحاتها فيما يخص الجانب التنظيمي والقانوني. أكد مصدر مقرب من جاب الله في حديث مع ''الحوار'' أن هذا الأخير سيعلن قريبا عن حزبه الجديد الذي يعد الثالث في ظرف 20 سنة، والذي قال إنه سيكون مفتوحا لكل عناصر التيار الإسلامي وحتى الوطني، مؤكدا أن تأخر الإعلان عنه لحد الآن، جاء عن رغبة في ربح أكبر قدر ممكن من الوقت وفي توسيع الاستشارة إلى كل أنصار الشيخ على مستوى القواعد على حد تعبيره. وأضاف بأن مسألة الإعلان عن الحزب الجديد الذي أعلن عن النية في تأسيسه منذ مدة قد باتت مسألة وقت ليس إلا، بعدما استوفت اللجان التي شكلها جاب الله عملها على حد تعبير ذات المتحدث دائما، خصوصا تلك التي تشتغل على المستوى القانوني والتي تحضر مشروع القانون الأساسي والملف القانوني الذي سيوضع من أجل طلب الاعتماد من مصالح وزارة الداخلية. وبشأن هذه النقطة التي تبقى حلقة الوصل عند تأسيس أي حزب ومدى توفر ضمانات من أجل الحصول على الاعتماد، قال ذات المتحدث إنهم يتطلعون لأن تتعامل وزارة الداخلية بشكل عادي مع الموضوع وذلك بمنح الاعتماد وفق النصوص القانونية المحددة في الدستور وفي قانون الأحزاب، وفي حالة العكس فإنهم سيراهنون على حد قوله على ''اعتراف الأمة'' لأنهم متواجدون بشكل فعلي في الميدان ولا يحتاجون سوى لغطاء حزبي وقانوني لتأطير هذا الوعاء الذي وصفه ب''الكبير''. وتابع محدثنا قائلا ''نتمنى أن نتمكن من الحصول على الاعتماد بصفة عادية وأن لا نحرم من هذا الحق الذي يكفله الدستور والقانون، وفي حالة العكس فإننا سنواصل نضالنا بصفة سلمية وفي إطار القانون، لأننا متواجدون في الميدان قبل هذا التأسيس وهذه أفضلية لنا''. للإشارة فإن حصول جاب خلال الصائفة الماضية على رخصة من أجل تنظيم نشاط في إطار الجامعة الصيفية، قد تم قراءته من طرف بعض المتتبعين على أنه مؤشر إيجابي من قبل السلطات لجاب الله، وأنه قد تكون لهذا الأخير مساحة ما في الساحة السياسية خلال المرحلة المقبلة بعد تجربة الخروج من حركتي النهضة والإصلاح، في حين يرفض جاب الله نفسه وحتى محيطه المقرب الخوض في تفاصيل هذا الموضوع ويصرون على أن لهم الحق في تأسيس حزب سياسي وفق الدستور، رغم أنهم يعلمون أن العديد من المبادرات التي تقدم شخصيات معروفة في الساحة قد فشلت في افتتاك الاعتماد.