طالب الكتاب والباحث أحمد عظيمي في المحاضرة التي ألقاها أمس بمركز الشعب للدراسات الإستراتيجية بضرورة فتح المجال السمعي البصري إلى جانب تشجيع إنشاء مراكز الدراسات لمعالجة ظاهرة الإرهاب وأسبابها في المجتمع الجزائري، وأعلن من جهته الأستاذ برقوق أنه في إطار دراسة دولية نشرت مؤخرا شملت 5 آلاف مركز للدراسات عبر العالم، لا يوجد من بينها أي مركز جزائري. خلص المحاضر أحمد عظيمي إلى الدعوة لفتح المجال السمعي البصري الذي من شأنه أن يساهم من جهته في فهم أبعاد الظاهرة الإرهابية في الجزائر والقضاء عليها، وفي المحاضرة التي دار النقاش حولها في هذا اللقاء وجاءت بعنوان »الاتصال والإعلام في مواجهة الإرهاب« قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، أإه يخشى أن يأتي اليوم الذي تضطر فيه الجزائر لشراء مساحات إشهارية في القنوات الأجنبية من أجل مخاطبة الشعب الجزائري، ومن هذا المنطلق قال إن فتح المجال السمعي البصري أمام الخواص من شأنه أن يساهم في إعادة النظر في مظاهر العنف الممارس في المجتمع، وفي نفس الإطار أكد ضرورة إنشاء مراكز دراسات خاصة وعامة تهتم بهذه الظاهرة وبذلك تكون وسيلة في يد السلطة من أجل وضع يدها على أسباب وأبعاد المخاطر التي قد تنتج بعد سنوات. ودعا المحاضر من جانب آخر إلى إنشاء هيئة مختصة في كتابة الخطاب المسجدي باعتبار أن المساجد والتي قدر عددها في الجزائر بحوالي 12 ألف، يؤمها ما يزيد عن 14 مليون مصلي من شأنها المساهمة في نبذ كل مظاهر العنف. وفي سياق التحليل الذي قال إنه يستند إلى ملاحظات خاصة وليس على أساس دراسة أكاديمية فإنه توصل إلى أنه لا يوجد في الجزائر أي مركز بحث اهتم بموضوع الإرهاب، وفي ذات السياق قال إن الظاهرة مرت عندنا بأربع مراحل تجاوزت منها لحد الآن ثلاث وبقيت المرحلة الأخطر على حد تأكيده لأنها تتطلب معالجة أسباب الأزمة التي مرت بها وهو ما يتطلب إنشاء مراكز للدراسات والبحث من أجل اجتثاث الفكر الإرهابي والعنف الكامن في المجتمع. ولم ينكر الأستاذ عظيمي أن الإرهاب في الجزائر استطاع أن ينتشر من خلال استعمال الإتصال سواء من خلال الخطاب المسجدي أو الصحافة، أما بخصوص النخب فقال إنها مغيبة ولم تلعب الدور المنوط بها في تغيير ومعالجة الظاهرة في المجتمع. وأشار في سياق متصل بالقول »إننا ما زلنا نعاني من مشكلة الغاشي إذ أنه من السهل تجنيد مجموعة من الأطفال من أجل القتل«، معتبرا أن المنظومة التربوية لم تعط للطفل الجزائري أدوات التفكير والمنطق والمناقشة. وفي نفس اللقاء أعلن الأستاذ برقوق رئيس مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية أن الدراسة الدولية التي نشرت مؤخرا وشملت 5 آلاف مركز دراسات عبر العالم تهتم بظاهرة الإرهاب، لم تضم أي مركز دراسات جزائري ما يعني كما قال، أنه لا يوجد أي مركز بها يعنى بهذا الموضوع.