دعا المحلل السياسي والعسكري الدكتور أحمد عظيمي أمس إلى ضرورة إعادة النظر في الخطاب المسجدي، مشيرا إلى أن ما يقدم للمواطن الجزائري لا يمكنه التأثير في مسعى الإرادة السياسية التي ما تزال تعمل على اجتثاث ثقافة الإرهاب والعنف من الكثير ممن غرر بهم أو من سيكونون عرضة لمشاريع المخابر الإرهابية في الداخل والخارج، في نفس الصدد دعا المتحدث إلى ضرورة العناية بالاتصال لما له من دور كبير في هذه المهمة، ومؤكدا أن فتح المجال الإعلامي لاسيما السمعي البصري أصبح حتمية وليس خيارا كما يعتقده الكثير من الساسة . وجاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية والتي نشطها كالعادة الخبير في العلاقات السياسية الدولية البروفيسور امحند برقوق حول ''دور وسائل الاتصال الجماهيرية في محاربة الإرهاب''، حيث شدد الأستاذ عظيمي الذي يدرس بكلية العلوم السياسية والإعلام، على دور الاتصال الذي أكد ''أن دوره كبير في محاربة الإرهاب، في الوقت الذي خرجت فيه الجزائر وتجاوزت مرحلة الإرهاب ولم تبقى سوى مجموعات في المناطق النائية''، مضيفا بالقول ''والحقيقة انه إذا لم يكن ثمة تجديد فان هذه العمليات ستستمر مجددا، لذلك وجب علينا اليوم الانتقال إلى اجتثاث العنف من عقلية الجزائري عن طريق المسجد، وهذا بمشاركة النخبة الجزائرية وبتحويل الفكر الجزائري الذي يستبدل العنف ليحل مشاكله بالعقلس. وحتى وإن اعترف العقيد السابق والمكلف بالإعلام والاتصال في وزارة الدفاع الوطني بالعمل الكبير الذي تقوم به الصحافة المكتوبة والإذاعة في هذا المجال، لكنه شدد على ضرورة فتح المجال السمعي البصري لكي تكون ثمة قنوات جزائرية تتوجه إلى الجزائريين بلغة جزائرية من أجل فتح النقاش في كل القضايا. وعلل الدكتور أحمد عظيمي اهتمامه بقضية المسجد وضرورة تغيير الخطاب، باعتباره- المسجد- أكبر مجال اتصالي، وأن ما يوجه اليوم للناس يعتمد على لغة راقية ''جدا'' قال إن الغالبية لا تفهمها بحكم أن '' 50 بالمائة '' من الجزائريين لم يتجاوز مستواهم السنة ال 9 أساسي . وزاد الدكتور المحاضر بالقول ''إن هذا الخطاب لم يعد صالح لأمتنا فالمواضيع المطروحة غالبا ما تكون بعيدة على المواضيع المفروض أن تطرح لمناقشتها والتي تهم مصير الأمة، موضحا أن الضرورة تفرض أن يتحول ذلك الخطاب نحو الأفضل ونحو التسامح .