دعا الدكتور، أحمد عظيمي، القائمين على قطاع الإعلام إلى التعجيل بفتح قطاع السمعي البصري لمواجهة الحملات والأفكار الأجنبية، ومن ضروريات فتح المجال معالجة المرحلة الرابعة من مكافحة الإرهاب بتشريح مسبباته إعلاميا، كما أبرز نفس المتحدث أن الصحافة الفرنسية خدمت التيار الإسلامي المتطرف خلال الأزمة الأمنية التي عاشتها الجزائر سنوات التسعينيات بلد بحجم الجزائر بحاجة إلى مراكز دراسات استراتجية وتبسيط الخطاب الديني كشف الخبير في المسائل الإعلامية والأمنية الدكتور، احمد عظيمي، في ندوة نقاش بمركز “الشعب” للدراسات الإستراتجية تناولت موضوع “استراتجية الاتصال في مواجهة الإرهاب”، حضرها كاتب الدولة المكلف بالإعلام، عز الدين ميهوبي، وشخصيات إعلامية محلية ودولية، أن الصحافة الفرنسية، خاصة المكتوبة منها، كانت أحد الركائز الأساسية لتدعيم للتيار الإسلامي المتطرف بالجزائر، لاسيما سنوات الأزمة الأمنية، في وقت كانت تناشد الدول والشعوب تبني الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتأتي هذه الشهادة لتؤكد مرة أخرى أن فرنسا لها ضلع في المأساة الوطنية خاصة في ظل وجود معلومات تؤكد إيواءها لخلايا إرهابية سابقا. من جهة أخرى، دعا الدكتور عظيمي القائمين على المنظومة الإعلامية بالجزائر إلى الإسراع في تحرير قطاع السمعي البصري أمام الخواص، وذلك لضرورة سياسية وأمنية قصوى، سماها حسب بحثه الأكاديمي ومؤلفه “المرحلة الرابعة للحرب على الإرهاب”، وهي المرحلة التي تقوم على تشريح أسباب بروز الظاهرة الإرهابية بالجزائر، خاصة في ظل انعدام مؤشرات تؤكد عدة إشكاليات، مثل “هل الإرهاب يعود يوما إلى الجزائر؟”، و”هل الظروف ممهدة لاستغلال وإقناع الشباب والأطفال في أعمال العنف والتطرف غائبة ؟”، لاسيما وأن بقايا الجماعات المسلحة لاتزال تنشط - حسب تعبير المتحدث - وفي نفس الفكرة وأمام استمرار غلق القطاع، أشار عظيمي إلى أنه سيأتي اليوم الذي تبحث الجزائر عن مساحة إعلامية أجنبية لمخاطبة مواطنيها بوسائل إعلامية سمعية بصرية أجنبية. وعاب عظيمي على وسائل الإعلام الوطنية، عدم انتباهها بعد الى تشريح هذا الواقع بكل أبعاده، بالإضافة إلى خطورة ممارسة التعتيم الإعلامي من طرف الصحف المستقلة على وجوه النخبة، إلى جانب غياب صحافة الرأي، وهو إحداث فراغ رهيب في أوساط الرأي العام الوطني الذي يستحوذ عليها الإعلام الأجنبي، ما يسهل عليه مهمة تمرير رسائل تخدم مصالح خارج المصالح الوطنية، كما أثار نفس المحاضر ضرورة تبسيط الخطاب الديني واستعمال لغة يفهمها الجميع مع التقييد بخصائص بيئة إقليم اختصاص المسجد، لما له من دور فعال في التنشئة الاجتماعية. كما عاب عظيمي، وانضم إليه الدكتور برقوق، على غياب مراكز دراسات استراتجية في بلد بحجم الجزائر، خاصة في ظل وجود هذه المراكز في بلدان أقل إمكانيات مادية وفكرية من الجزائر، كمصر التي تملك 28 مركزا على المستوى العالمي، إلى جانب ماليزيا، والجماهيرية الليبية.