حرص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منذ توليه مقاليد الحكم سنة 1999 على تطوير الرياضة الجزائرية وإعادة اسم الجزائر في المحافل الدولية والإقليمية وهو ما تحقق فعلا بفعل الإمكانيات الكبيرة التي رصدتها الدولة، حيث أتت سياسة الرئيس أكلها من خلال الانجاز الباهر الذي حققه الفريق الوطني لكرة القدم سنة 2009 وتمكنه من التأهل إلى نهائيات كأس العالم التي ستقام بعد شهرين في جنوب إفريقيا. نزل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عند رغبة أنصار الخضر الذين عبروا عنها بالآلاف من أجل الذهاب إلى الخرطوم يوم 18 نوفمبر الماضي لتشجيع أشبال سعدان في مقابلتهم ضد الفريق المصري في إطار نهائيات كأس العالم، حيث أمر بتسهيل نقل نحو 10 آلاف مشجع ، وأعاد بوتفليقة الكرة مرة أخرى يوم 28 جانفي الفارط حين تأهل رفاق زياني إلى الدور النصف النهائي في كأس إفريقيا للأمم بأنغولا. وعلى غرار الملايين من الجزائريين، كان رئيس الجمهورية في استقبال الخضر بقصر الشعب في حفل مميز لتحيتهم على تأهل الجزائر إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا بحضور وجوه رياضية وفنية معروفة وشخصيات سياسية. وحيا عبد العزيز بوتفليقة أبطال الجزائر آنذاك على التأهل التاريخي الذي عادوا به من العاصمة السودانية في حفل تكسرت معه كل الإجراءات البروتوكولية. وخلال مصافحة اللاعبين لرئيس الجمهورية، فضل بوتفليقة التحدث مطولا إلى كل لاعب، وهو يصافحه، حيث أراد، مثلما بدا، الاطمئنان عليهم على غرار اللاعب رفيق حليش أين وضع الرئيس يده على مكان إصابته اثر اعتداء مشجعين مصريين على الحافلة التي كانت تقلهم نحو الفندق بالقاهرة يوم 14 نوفمبر، ناهيك عن رفع يديه في إشارة منه إلى اللقطة التي كان رفيق صايفي يقوم بها من الحين إلى آخر تجاه الأنصار، مطالبا إياهم بتشجيع رفاقه، وهو ما يدل على أن رئيس الجمهورية كان يتابع مباريات الفريق الوطني. وكان رئيس الجمهورية فور انتهاء المقابلة الفاصلة بين الفريق الوطني ونظيره المصري قد بعث ببرقية تهنئة إلى أعضاء الفريق الوطني و طاقمه الفني بعد تأهله للمرة الثالثة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم أكد لهم فيها أن هذا الإنجاز »كان مدعاة لما لا يمكن وصفه من السعادة العارمة الغامرة لنفوس أبناء الجزائر كلهم« بإنجازكم العظيم هذا الذي به حققتم بكل جدارة و اقتدار حلما ظل سنوات طوال من قبيل المستحيل، لقد بهرتم عالم كرة القدم بمستوى أدائكم الرفيع و تنظيمكم المحكم السديد وروحكم الرياضية وانسجامكم الرائع فيما بينكم إذ غالبتم الصعاب و حققتم نصرا مؤزرا أمام فريق شقيق عتيد و قوي طمح إلى ما طمحتم إليه من فوز بتمثيل الأمة العربية في نهائيات كاس العالم و كأس إفريقيا و أثبتم بذلك جدارتكم بالتفوق فعلوتم منزلة و ازددتم رفعة بمعنويات جمهوركم الوطني الذي ما أنفك ينتشي أيما انتشاء بما حققتموه بتصميمكم و جدكم و عرقكم، بعد انتصاركم الباهر هذا إنكم قد أصبحتم منوطين بشرف التجسيد حضور كرة القدم الجزائرية في نهائيات كأس العالم وكأس إفريقيا بكل جد وقوة لا من باب المشاركة من أجل المشاركة وإنما من أجل البذل و العطاء بكل ما أوتيتم من تصميم و إصرار في سبيل إحلال الكرة الجزائرية المكانة العالمية التي هي أهل لها«، وأضاف رئيس الجمهورية» إنني لأحسبكم إلا قادرين على الاستمرار في تشريف الجزائر والأمة العربية جمعاء بنجاحاتكم المقبلة وعلى تجديد عهدنا بنشوة الافتخار بكم و أنتم مرة بعد أخرى ترفعون عاليا الراية الجزائرية المجيدة سامقة خفاقة و قيم الرياضة الشريفة النظيفة في ساحة التنافس العالمي التي تأهلتم لخوض غماره موفقين بإذن الله تعالى، قائلا» وإذ أعرب لكم من صميم الفؤاد عن اعتزازي بكم و فرحتي بحسن بلائكم أهنئكم بكل إكبار للنتائج الباهرة التي حققتموها اليوم وقبل اليوم راجيا من الله أن يمن عليكم بموصول التوفيق ويكلل جهودكم بالنصر تلو النصر في الاستحقاقات الآتية،سنظل معكم بمهجنا وقلوبنا فمزيدا من النجاح والسموق والتألق«.