أبدت السلطات العمومية في الجزائر عزمها على الذهاب بعيدا في مشروعها لتطوير الكرة الجزائرية واستثمار نتائج المنتخب الوطني لكرة القدم المتأهل إلى المونديال بعد غياب 24 سنة، وهو ما ترسم خلال استقبال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للمنتخب الوطني، حيث أعرب عن عزمه في مواكبة تطوير الكرة الجزائرية والانتقال بها إلى الاحتراف، وهو ما تجسد خلال الاجتماع الوزاري في 29 ديسمبر من السنة الماضية والذي ناقش السياسة الرياضية في الجزائر. وجسد رئيس الجمهورية مسعاه في إصلاح بيت الكرة الجزائرية من خلال ثلاثة إجراءات جديدة للنهوض بالمنتخب الوطني والإبقاء على ديناميكية نتائجه في السنوات المقبلة، إضافة إلى تحويل الأندية المحلية إلى الاحترافية، موازاة مع تعليمات الفيفا الأخيرة التي تنص على وجوب تحويل الأندية إلى الاحترافية قبل 2012 وجعلتها شرطا لمشاركة الأندية في مختلف المنافسات القارية التي ترعاها، وهو ما دفع بأعلى هرم في الدولة إلى التأكيد على أن الدولة الجزائرية ستساعد جميع الأندية في الانتقال إلى الاحتراف من خلال إجراءات جديدة، تأتي على رأسها منح إعانات سنوية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم من أجل مساعدة الأخيرة في عملية تكوين الأجيال القادمة، رسكلة الحكام وحتى المدربين، إلى جانب تطوير مختلف أصناف المنتخبات الوطنية. كما ستواكب الدولة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في عملية إنشاء مراكز التكوين الخاصة بالمنتخبات الوطنية وتحضيرها على شاكلة مركز سيدي موسى الذي سيكون تحت تصرف الفاف، كما ينص الإجراء الأول على منح قطع أرضية من أجل تدريب مختلف المنتخبات الوطنية وستكون تلك القطع على مقربة من العاصمة. في سياق متصل، يراعي رئيس الجمهورية في إجراءاته التي يعتزم تطبيقها ملف الاحتراف، من خلال استصدار إجراء تحفيزي يساعد جميع الأندية الجزائري على التدرج والتنفيس عن نفسها من الضائقة المالية من خلال منح قرض ب10 مليار سنتيم من أجل إنشاء شركات ذات أسهم مع فوائد رمزية تسدد على عشر سنوات مع الاستحواذ على قطع أرضية لذات النوادي من أجل إنشاء مراكز تكوين خاصة بها. كما يوصي هذا الإجراء بمساعدة الأندية في تنقلاتها المحلية داخل البلاد بتوفير حافلة خاصة بكل فريق إلى جانب تعويض 50 % من تنقلات مختلف أنديتنا في المحافل القارية، ولم يغفل هذا الإجراء التكوين في الفئات الشبانية من خلال وضع مدربين تحت تصرف مختلف الأندية تكون مهمتهم مواكبة جميع النوادي في عملية النهوض بالفئات الشبانية. ولم تستثن قرارات رئيس الجمهورية الأندية الهاوية في الجزائر التي أخذت هي الأخرى حيزا من اهتماماته، من خلال رفع مداخيل الصندوق الوطني لتطوير مساهمات الشباب والنشاطات الرياضية الذي سيستفيد من مبالغ مالية من ميزاينة الدولة. وعلى ما يبدو فإن رئيس الجمهورية لم يغفل أي نقطة في مسعاه لتطوير الكرة الجزائرية والإبقاء على اسم الجزائر في مصاف أكبر الدول الإفريقية في عالم كرة القدم، خاصة وأن هذه الإجراءات تعد سابقة من أجل مواكبة التطور الكبير الذي تشهده الكرة المستديرة في الجزائر منذ تأهل الخضر إلى المونديال.