أكد الدكتور محمد لعقاب المختص في علوم الإعلام والاتصال أن الأحزاب السياسية مطالبة بتقديم بدائل ولا يجب أن تقتصر مهامها على الانتقاد وفقط، كما أن لها دور أساسي في تكوين النخبة بما يسمح بالتأهيل أو إعادة التأهيل السياسي، فهي مؤسسة لتوليد الأفكار وإطار للتعبير عنها خارج دائرة العنف. تطرق الدكتور لعقاب خلال الندوة التي أدارها عضو اللجنة المركزية بحزب جبهة التحرير الوطني نذير بولقرون حول دور الأحزاب في المجتمع على هامش الندوة الوطنية حول التكوين السياسي للشباب المناضل إلى الحديث عن الأحزاب السياسية التي تبحث عن وظيفة ولا تخرج من جحورها إلا في المواعيد الانتخابية. وقد عمد الدكتور في مداخلته إلى تعريف الأحزاب السياسية التي قال إنها مجموعة من الناس تؤمن بنفس الأهداف وتنطلق من نفس المبادئ وتسعى إلى الوصول أو البقاء في السلطة، الأحزاب تحكمها مجموعة من القواعد ويبقى أن الأحزاب الأكثر نضجا هي تلك التي تملك نظاما تمثيليا وبذلك يصبح النظام الحزبي مستقرا خاصة عندما نضمن التداول على السلطة. لعقاب تحدث عن عوامل نمو الأحزاب، حيث أكد أنه كلما كان النظام عاجز على تلبية حاجيات الناس كلما زادت حاجته إلى إنشاء أحزاب سياسية، ويضاف إلى هذا العامل أزمة المشاركة في الحكم وأزمة التكامل السياسي، هذه العوامل الثلاثة تولد معارضة سياسية. واستطرد الدكتور قائلا »الحقيقة أن لكل رأي من الآراء السابقة محاسن، فلا يمكن بحال إنكار وجود الأحزاب في القدم، لكنها لم تكن بالشكل الذي هي عليه الآن، إنما ظلت تتطور مع الزمن، وعرفت عصرها الذهبي مع ظهور الفكر الديمقراطي وتطوره خصوصا في القرنين التاسع عشر والعشرين، كما أن مصطلح الحزب ليس غريبا عن الثقافة العربية الإسلامية، ففي القرآن الكريم نجده مستخدما ليس بالمعنى السلبي المكروه فقط، بل أيضا بالمعنى الإيجابي الممدوح، مما يعني أن أسس التمييز بين الأحزاب يكمن في المضمون الثقافي، أو في برنامج الحزب السياسي، علما أن هناك أحادية حزبية، ثنائية حزبية وتعددية حزبية. وعن دور هذه الأحزاب قال لعقاب إنه وسيلة للوصول إلى السلطة وعليه فهي بحاجة إلى جماهير عريضة لتحقيق ذلك بما يستوجب خلق اهتمام سياسي وخاصة بالشباب وقد نحرم المجتمع من جيل مهتم بالسياسة في حال تراجع الاهتمام السياسي لأن الاهتمام هو الذي يكرس المراقبة على الجهاز التنفيذي، كما أن الحزب له دور في تكوين النخبة وهو عبارة عن مؤسسة لتوليد الأفكار، بالإضافة إلى توفيره لمجال تنافسي للأفكار بدل العنف، ويبقى الحزب بذلك وسيلة مهمة من وسائل تأطير المجتمع بما يسمح بتسييره.