أكد الدكتور محمد لعقاب أن مصر فقدت السيطرة وزعامتها على الدول العربية وهو ما جعلها تشعر بالكراهية ضد الجزائر وضد كل العرب، مضيفا بأن بناء علاقات قوية مع مصر أمر صعب في الوقت الراهن نتيجة تعدي الإعلام المصري على جوانب حساسة تتعلق بالتاريخ الجزائري والإساءة إلى شعب بأكمله، مشيرا إلى أن عقدة الكبرياء والتعالي ساهمت في تآكل صورة مصر. الدكتور لعقاب الذي كان أمس ضيفا على ندوة »صوت الأحرار« رفقة إعلاميين وأساتذة، قال بأن مصر وظفت كل ما لديها من ترسانة إعلامية سواء قنوات فضائيات، صحافة مكتوبة وأنترنيت، لتشويه سمعة الجزائر دولة وشعبا في عملية تعد الأكبر من نوعها لغسل مخ المواطن المصري، حيث نجحت في مهمتها داخليا، إلا أن النتائج العامة، يقول لعقاب، فإنها خسرت كل شيء بعد تراجع مصداقيتها على الصعيد العربي نتيجة لسقوط الاحترافية وتدني مستوى الإعلام الذي عكسته الفضائيات »الدنيئة« التي انساقت أو وظفت من طرف جهات معينة. وفي تحليل للإعلامي محمد لعقاب، أشار إلى نقطة مهمة وهو أن الإعلام المصري فقد ريادته وسط القنوات الفضائية العربية الأخرى التي أصبحت تقود الإعلام العربي، وهي كمرحلة أولية أسست لسقوط مصر على مختلف المستويات والأصعدة، وأضاف ذات المتحدث أن النتائج التي كانت تسعى إليها تتعلق بحتمية الفوز على الجزائر في مباراة كرة القدم، لكن الشحن الزائد والذي كان الهدف منه استدراج الجزائريين والمناصرين بصفة خاصة باء بالفشل وكانت نتائجه عكسية على الإعلام المصري وعلى النظام المصري الذي فقد مكانته منذ اتفاقيات كامب ديفيد. وشدد الأستاذ في علوم الإعلام والاتصال على أن المصريين كانوا يراهنون على الفوز على الجزائر لتوريث جمال مبارك وهو الهدف السياسي الأول الذي أعد له، حيث تم حشد الشعب المصري وزرع الحقد والضغينة ضد الجزائريين، إلا أن النتيجة حسمتها المباراة الفاصلة التي أجريت في السودان، حيث امتصت الجزائر غضب الأنصار الجزائريين بالانتصار والفوز على مصر، غير أن المصريين، يضيف الأستاذ، حولوا الهزيمة إلى مباراة سياسية دفعت إلى الطعن في الجزائر تاريخا وشعبا. وأوضح الدكتور أن النظام الأمني والإعلامي المصري فشل تماما في الترويج لأفكاره ومزاعمه واتهاماته الباطلة نتيجة عدم حصوله على أدلة دامغة تورط الجزائر، مضيفا بأن الإعلام السمعي البصري في حاجة إلى صور لإثبات هذه الادعاءات وإلا فإنها تخسر مصداقيتها. وعن نزعة الكراهية التي تولدت في الآونة الأخيرة لدى المصريين الذين أصبحوا يتهمون الجزائر بأنها لا تنتمي للعرب وافتراءات أخرى، قال لعقاب أن مصر خسرت موقعها القومي والريادي، مضيفا بأن مصر تآكلت صورتها وهذه العقدة ما هي إلا نتاج لعقدة الكبرياء والتعالي التي تم غرسها في ذهنياتهم، مشددا على أن هناك رفضا عربيا للأمومة التي تدعيها مصر وأن لكل مواطن عربي أمه وهي وطنه. كما أكد الدكتور أن الجزائر قادرة على كافة المستويات كي تقول لمصر »يكفي«، مشيرا إلى أن هذا التكالب لديه خلفيات من بينها مطالبة الجزائر منصب الأمانة العامة للجامعة العربية على كافة الدول وأن مصر ليست ملزمة بأن تكون وحدها أمينة للجامعة.