أكد عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة، أن المحافظة على مصالح بلدان المغرب العربي يُحتم عليها التحرك معا في إطار منسجم ومتكامل في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والمجموعات الجهوية الأخرى، ويرى في مسألة الاندماج أولوية كبيرة إذا ما أرادت بلدان المنطقة فعلا تقوية موقفها من خلال تعاملها مع مختلف التكتلات الاقتصادية. أوضح رئيس مجلس الأمة الذي كان يتحدث أمس بمناسبة افتتاح الدورة السابعة العادية لمجلس شورى الاتحاد المغاربي، أن المصلحة المغاربية تقتضي »العمل معا والتحرك بتصميم وفي إطار منسجم ومتكامل لأن في ذلك محافظة على مصالحنا وتثمين لأوراقنا التفاوضية أمام شركائنا«، وسجل أن »سيرنا بصفوف متفرقة في إطار مناطق التبادل الحر على المستوى الأورو متوسطي وفي علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي والمجموعات الجهوية الأخرى من شأنه أن يضعف موقفنا التفاوضي ويحرمنا من استعمال الأوراق الرابحة المتوفرة لدينا في هذه المفاوضات«. كما دعا بن صالح البرلمانيين إلى »ضرورة العمل الجاد من أجل دعم كافة الجهود الرامية إلى تقوية العمل المغاربي المشترك الرامي إلى تطوير بلداننا والدفاع عن مصالحها العليا«، وتابع مؤكدا أنه »يتوجب علينا كبرلماننين العمل على ترجمة هذه التوجهات إلى واقع خاصة عندما يتعلق الأمر بالمشاريع التنموية القاعدية التي تسمح بتعزيز وتقوية شبكات المواصلات والطاقة والاتصال«، ليضيف في سياق تقييمه لمسيرة البناء المغاربي أنه على الرغم من كل ما يقال فإن »الاتحاد المغاربي هو اليوم واقع ملموس وهو يعمل عاديا وآلياته تتحرك وتتخذ القرارات«. وحسب ما جاء على لسان رئيس الغرفة العليا للبرلمان فإنه »وبالتوازي مع ذلك، ما فتئ التكامل الاقتصادي المغاربي يتدعم«، مشيرا إلى أن البنك المغاربي للاستثمار والتجارة سيعقد اجتماعه التأسيسي في تونس قبل نهاية العام، كما أن الدراسة الخاصة بإنشاء المجموعة الاقتصادية المغاربية توشك على الانتهاء، ثم أبرز ما أسماه »الجهد الكبير« الرامي إلى تقوية نشاط قطاعات المجتمع المدني وتعزيز دوره في مسار البناء المغاربي«، حيث ذكر دور النقابات ومنظمات أرباب العمل والشباب والنساء وكذا الباحثين. واستنادا إلى القراءة التي قدّمها بن صالح في الدورة السابعة لمجلس الشورى المغاربي فإن مشروع اتحاد المغرب العربي »يعرف حقا حركية واضحة« حتى وإن بدت وتيرتها، على حدّ قوله، متواضعة بعض الشيء، مضيفا »وهي لا ترقى إلى المستوى الذي يُمكّننا فعلا من مواجهة التحديات الكبرى التي تعترض مسيرتنا كتلك المتعلقة بمشاكل الشباب والأمن والإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة والتغيرات المناخية والتصحر ومشكل المياه والأمن الغذائي«. أما على الصعيد العربي فإن رئيس مجلس الأمة جدد تضامن الجزائر مع سكان غزة الذين يعيشون ظروفا قاسية تحت الحصار، ودعا بالمناسبة برلمانيي العالم وكافة الأحرار فيه »لأن يقفوا بقوة إلى جانب سكان القطاع المحاصر«، مشدّدا على أن »ما جرى لقافلة الحرية يدفعنا إلى التأكيد بأن السلم والأمن في المنطقة لا يمكنهما أن يتحققا ما لم تعطى الإمكانية لشعب فلسطين من ان يحصل على حقوقه الشرعية وفي مقدمتها إقامة الدولة المستقلة السيدة وعاصمتها القدس الشريف«.