المحافظة على المصالح المشتركة تقتضي التحرك في إطار منسجم ومتكامل دعا رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، دول اتحاد المغرب العربي إلى الإسراع بإيجاد سبل مواجهة التحديات الكبرى، وفي مقدمتها الأمن، الإرهاب، الهجرة ومشاكل الشباب، منتقدا سير بعض دول المنطقة بطرق متفرقة في اتجاه التعاون مع الاتحاد الأوروبي، كما ندد بإرهاب الدولة الذي مارسته إسرائيل بالمياه الإقليمية الدولية، أمام مرأى وعلى مسمع المجتمع الدولي، في اعتدائها على نشطاء السلام. ولدى تقييمه لإنجازات المغرب العربي الكبير، منذ 22 سنة عن إعلانه في قمة زرالدة التاريخية، أشاد عبد القادر بن صالح بالحركية التي تعرفها مؤسساته، لا سيما على مستوى فعاليات المجتمع المدني من أحزاب، جمعيات ونقابات، موضحا أنه رغم ذلك إلا أنها تبقى متواضعة ولا ترقى إلى المستوى الذي يمكن المنطقة من مواجهة التحديات الكبرى، التي تراها الجزائر أولوية، منها ملف الأمن والإرهاب، إلى جانب مشاكل الشباب، الهجرة، الأمن الغذائي ومشكل المياه. وانتقد رئيس مجلس الأمة سير بعض الدول المغاربية بخطى متفرقة نحو فضاءات التبادل الحر الأورومتوسطية، والاتحاد الأوربي وعدد من التجمعات الجهوية، وقال إن المصلحة تقتضي العمل معا والتحرك بتصميم وفي إطار منسجم ومتكامل، لأن في ذلك ”محافظة على مصالحنا وتثمينا لأوراقنا التفاوضية أمام شركائنا”، مضيفا أن السير بصفوف متفرقة في إطار مناطق التبادل الحر على المستوى الأورومتوسطي وفي العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والمجموعات الجهوية الأخرى، من شأنه ”أن يضعف موقفنا التفاوضي ويحرمنا من استعمال الأوراق الرابحة المتوفرة لدينا في هذه المفاوضات”، داعيا البرلمانيين إلى ضرورة العمل الجاد من أجل دعم كافة الجهود الرامية إلى تقوية العمل المغاربي المشترك الرامي إلى ”تطوير بلداننا والدفاع عن مصالحها العليا”، وأوضح أنه ”يتوجب علينا كبرلمانيين العمل على ترجمة هذه التوجهات إلى واقع خاصة عندما يتعلق الأمر بالمشاريع التنموية القاعدية التي تسمح بتعزيز وتقوية شبكات المواصلات والطاقة والاتصال”. وكان رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، قد استهل أمس كلمته أمام الوفود المغاربية المشاركة في الدورة السابعة لاجتماع مجلس الشورى بالجزائر، بالتنديد بالخروقات الإسرائيلية للقوانين والأعراف الدولية تجاه قافلة الحرية، التي حملت مساعدات إنسانية لسكان غزة المحاصرة، واعتبرها إرهاب دولة، يمارسها الكيان الصهيوني أمام مرأى ومسمع المجموعة الدولية، وأوضح أن أحداث قافلة الحرية أكدت أن السلم والأمن لا يتحققان بالمنطقة، ما لم تعط لفلسطين حقوقها الشرعية، الممثلة في تجسيد دولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.