أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أهمية إيصال الرسالة في الخطاب السياسي وأن تكون ذات مضمون ودلالة، مشددا على ضرورة تكوين الشباب في فنيات الخطابة والتبليغ السياسي، حيث أشار إلى أن الأفلان يحضر للقيادة المقبلة من الشباب الذين يتمتعون بمواهب والتي سيكون لها شأن كبير في المستقبل. تواصلت أمس أشغال الدورة التكوينية التي نظمتها أمانة التكوين السياسي والشباب والطلبة حول فنيات الخطابة والتبليغ السياسي لفائدة مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني لمحافظات ولايات الوسط، حيث افتتح أشغال الورشة عبد القادر زحالي عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة الشباب والطلبة، والذي أشار إلى أنه تم إنشاء أفواج عمل مصغرة بين شباب الحزب من أجل التكوين في فن الخطابة والتبليغ السياسي، كما تم التحضير لخطب في مختلف المناسبات السياسية، وأضاف زحالي بأنه سيتم على مستوى المحافظات تنصيب ورشات عمل لمواصلة تكوين الشباب. ومن جهته، أوضح عبد الرحمن بلعياط عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة التكوين السياسي أن حزب جبهة التحرير الوطني كان يهتم بالتدريب والتكوين السياسي إبان الثورة التحريرية، مضيفا بأن الأفلان كانت لديه مدرسة للتكوين في بودواو وواصل على هذا النحو إلى غاية ما يعد الاستقلال. أما عبد العزيز بلخادم الأمين العام للحزب، فقد أكد حرصه الكامل على تكوين الشباب في فنيات الخطابة والتبليغ السياسي وتأهيلهم لتحمل المسؤوليات في المستقبل، مبديا اهتمامه الكبير بتحضير الفئة الشابة أو القيادة المقبلة نتيجة لما لديها من مواهب والتي ستكون لها شأن في المستقبل، حيث أشار بلخادم إلى أن الحديث أمام الجمهور ومقابلته أمر صعب بالنسبة للشباب الذين لم يتعودوا على إلقاء خطب سياسية وأمام الجماهير. وقدم الأمين العام خلال الدورة التكوينية توجيهات قيمة لأكثر من 300 شاب وشابة من حملة شهادات جامعية يمثلون 16 محافظة من محافظات الوسط جاؤوا لتلقي التكوين، مؤكدا أن ما يهم في الخطاب السياسي هو الموضوع والرسالة التي يجب أن تصل إلى مسامع الجمهور من أجل إقناعهم بالأفكار أو البرامج، كما شدد على أن الرسالة الواجب تبليغها ذات مضامين. كما تطرق بلخادم إلى الحديث عن مختلف فنيات وآليات الحديث في حضور الجمهور، مركزا على بعض التقنيات التي تجعل من الخطيب متمكنا وملما بالموضوع حتى يكون قادرا على إيصال الرسالة إلى المستمعين، محذرا من الارتجال في الخطابات دون التحضير الجيد للموضوع الذي سيتحدث فيه صاحب الخطاب. وأشار الأمين العام لجبهة التحرير الوطني إلى أهمية الخطابة في العمل السياسي لما لها من قدرة على تبليغ الرسائل، حيث أعرب عن حرص الأفلان في تكوين الشباب في فن الخطاب السياسي أو كما أسماه بلخادم »فن الإلقاء«، مركزا في هذا الجانب على المهارات التي يجب على الخطيب أن يتمتع بها حتى يكون قادرا على توجيه رسالته دون فقدان تركيز وانتباه المستمعين، إضافة إلى القدرة على كسب عقول أو أذهان المستمعين وذلك عن طريق الاهتمام الذي يبديه المستمع، حيث يكون الخطيب ممنهجا وألا يخرج عن صلب حديثه حتى لا يفقد المستمعين تركيزهم. وشدد بلخادم على ضرورة إدراك مفهوم الخطابة مع الثقة في النفس التي يجب أن يتحلى بها الخطيب، مشيرا إلى أن الخطاب مهما كان نوعه يجب أن يتماشى مع نوعية المستمعين سواء تعلق الأمر بالفئة العمرية أو المستويات أو الجنس، حيث يستوجب من الخطيب التخطيط الجيد للمنصة وما الهدف من خطبته، كما أكد الأمين العام للأفلان على ضرورة مراعاة التسلسل في الإلقاء وتجنب تشريد أذهان المستمعين مع العمل على تحقيق التميز في إلقاء الخطبة، واستطرد بلخادم قائلا »إن الخطابة من وسائل السيادة«. وفي ذات السياق، استمع الأمين العام لخطب مجموعة من الشباب من أجل تقييم طريقة الإلقاء ومضامين الخطب من طرف أساتذة وخبراء، حيث أكد مخلوف بوكروح أن الخطيب الشاب يلازمه الارتباك وهو أمر عادي بالنسبة للحديثين، مركزا على ضرورة الاهتمام باللباس والهندام والحركة على المنصة وتوزيع النظرات على أرجاء القاعة واحترام علامات الوقف وخفض الصوت. وتعتبر هذه الدورة التكوينية الأولى من نوعها في هذا المجال على مستوى الحزب، حيث تعكس الأهمية التي توليها قيادة الأفلان لتنمية قدرات المناضلين الشباب ومهاراتهم في الاتصال والخطابة والتبليغ السياسي، قصد تعزيز مكانة الحزب في الساحة السياسية وتطوير قدرات مناضليه والتماشي مع المكانة التي يحظى بها كأول قوة سياسية في الساحة الوطنية، كما يأتي تحضيرا للاستحقاقات الهامة المنتظرة مستقبلا.