أثارت تصريحات فاروق حسني وزير الثقافة المصري بخصوص إسرائيل، غضب العشرات من السياسيين والمثقفين المصريين الذين طالبوا الوزير بالكف عن طلب الصفح والعفو من إسرائيل أملاً في تبديد الغضب الذي خلفته تصريحاته والتي هدد فيها بحرق أي كتب إسرائيلية في حالة وجودها في مصر بأي مكتبة تابعة لوزارة الثقافة فقد وجه الكاتب أسامة أنور عكاشة نداء لفاروق حسني يحثه فيه على التوقف عن البرقيات شبه اليومية التي تحمل صيغ الاعتذار لإسرائيل وسياسييها والتي يطلقها عبر وسائل الإعلام المختلفة وكتب عكاشة بجريدة "النهار" الكويتية مخاطبا الوزير "يا سيادة الوزير إن مصر وشعبها أكبر مليون مرة من الكيان الصهيوني الذي تسوق له كل صباح الاعتذارات"، وأضاف: فليذهب منصب رئيس اليونسكو الذي يهدد الإسرائيليون بحرمان وزير الثقافة المصري منه للجحيم طالما أن الوصول إليه يتطلب الحصول على رضا السياسيين الإسرائيليين وهاجم الشاعر أحمد فؤاد نجم موقف الوزير مشدداً على أنه يمثل إهانة للمثقف المصري والعربي بما يقوم به كل يوم من خطب ود حاخامات إسرائيل، مشيرا إلى أن من حق وزير الثقافة أن يتوق شوقاً لتبوأ منصب رئيس هيئة اليونسكو لكن ليس من حقه بأي حال من الأحوال أن يقدم الاعتذارات باسم مصر والمصريين جميعا. وأعرب عبد الوهاب المسيري المفكر المتخصص في الدراسات العبرية والصهيونية عن صدمته مشيراً إلى أن وزير الثقافة بات بين يوم وليلة مرتبكاً ويسعى للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه حينما تحدث عن حرق الكتب الإسرائيلية ويرى المسيري أن اللوبي اليهودي يسعى للاستفادة من زلة لسان الوزير المصري من أجل إجباره على أن يقدم تنازلات في ملف التطبيع ، ودعاه لأن يتشبث بالرفض المطلق وعدم تقديم أي تنازلات للإسرائيليين حتى ولو كان المقابل لهذا الرفض هو عدم الحصول على منصب رئيس اليونسكووهاجم الفقيه الدستوري الدكتور يحيي الجمل الوزير فاروق حسني ، وفق للمصدر نفسه ، قائلا إنه ما كان عليه أن يشعر بالذعر بسبب السهام التى أطلقتها عليه تل أبيب، مضيفا أن المنصب الذي يأتي مشفوعاً بمباركة إسرائيلية لا يشرف أي عربي ويرى حمدين صباحي النائب بالبرلمان أن وزير الثقافة وضع المصريين جميعهم في مأزق كبير بسبب مناشداته اليومية لإسرائيل، وقال إنه بدا طيلة الأيام الماضية شديد الارتباك بعد أن استشعر أن هناك من يتوعده بفقدان منصب رئاسة اليونسكو، ودعا صباحي الحكومة المصرية إلى إجبار وزير الثقافة على الكف عن إرسال المزيد من رسائل طلب الصفح وتأنيب الضمير وجلد الذات للكيان الصهيونيجدير بالذكر أن فاروق حسني يواجه تهديداً بفقد المنصب الموعود بسبب منافسة قوية من الكاتبة المغربية عزيزة بناجي والتي رفضت بلادها التنازل عن الترشيح لصالح المرشح المصري،وقد خلف ذلك الاعتذار أزمة مكتومة بين القاهرة والرباط، نجم عنها محاولة كلا العاصمتين الحصول على دعم باقي البلدان العربية والأفريقية لصالح ممثلها في عملية الترشيح.