تظاهر حشد من اللاجئين الفلسطينيين أمس, في مخيمي برج البراجنة وعين الحلوة استنكاراً للأحداث في محيط مخيم النهر البارد شمالي لبنان, حيث خرج اللاجئون الفلسطينيون في مخيم برج البراجنة ليعبروا عن رأيهم حيال التعاطي الرسمي في معالجة ظاهرة "فتح الإسلام". وعلى أبواب ممثلية "الانروا" في المخيم تجمع ممثلو الفصائل الفلسطينية كافة واللجان الشعبية والأهالي ليعلنوا من جهة تبرؤهم من "فتح الإسلام" ومن جهة أخرى ليطالبوا بمراعاة الشروط الإنسانية في مخيم نهر البارد والسماح بإجلاء القتلى والجرحى ودخول المساعدات. إلى ذلك أفادت تقارير إعلامية أن الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة أشعلوا الإطارات احتجاجا على ما يجري في مخيم نهر البارد، واطقلوا الهتافات المؤيدة "لفتح الإسلام", إلى اعتصام أمام مسجد النور في المخيم بدعوة من لجنة المتابعة الفلسطينية التي كانت قررت خلال اجتماع صباحي لها، الإضراب المفتوح في عين الحلوة استنكاراً لعدم تجنب المدنيين في مخيم نهر البارد, ونشر "الكفاح المسلح" الفلسطيني عددا كبيرا من عناصره في مختلف شوارع المخيم ولاسيما لجهة المداخل الرئيسية منعا لأي احتكاك مع الجيش اللبناني. جاءت هذه التظاهرة بعيد تحذير أمين سر حركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين من أن المخيمات الفلسطينية في لبنان ستنتفض إذا لم يتوقف "القصف العشوائي" للجيش اللبناني على مخيم نهر البارد للاجئين في شمال لبنان, أين قال لوكالة الأنباء الفرنسية "أن موافقة الفصائل الفلسطينية على ضرورة التخلص من مجموعة فتح الإسلام لا يعني موافقتها على قصف المدنيين,.. إذا لم يتوقف القصف العشوائي على مخيم نهر البارد ستنتفض كل المخيمات في لبنان.. لن يقبل أي فلسطيني أو أي تنظيم فلسطيني أن يذبح الشعب الفلسطيني ويعاقب عقابا جماعيا كما يحصل في مخيم نهر البارد". من جهة أخرى، طالب أبو العينين بإعطاء الفصائل الفلسطينية فرصة لتحاول حل قضية فتح الإسلام, وقال "المطلوب وقف فوري لإطلاق النار وإعطاؤنا الفرصة لوضع آلية لإلغاء الحالة الشاذة"، مؤكدا "لا نقبل التفاوض تحت النيران التي لا يتصورها العقل", وتابع يقول "أعطينا غطاء لإزالة الحالة الشاذة في المخيم ولم نعط غطاء لقصفه", وجدد دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار لتحاول الفصائل الفلسطينية بنفسها حل قضية فتح الإسلام التي سبق لهم أن أعلنوا براءتهم منها وبأنها لا تمثل أيا منهم. وعلى الصعيد الميداني أكد مصدر رفيع المستوى من قوى الأمن الداخلي أن انتحاريا من عناصر "فتح الإسلام" فجر نفسه أمس داخل شقة في مدينة طرابلس، حتى لا يستسلم بدون أن يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات بين عناصر القوى الأمنية. ومن جهتها نفت المجموعة علاقتها بالبيان الذي صدر باسمها متبنيا المسؤولية عن عمليتي التفجير اللتين وقعتا في بيروت يومي الأحد والاثنين, وقال أبو سليم طه المتحدث باسم المجموعة في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية "لسنا من اصدر هذا البيان". وفي حصيلة جديدة لضحايا الاشتباكات الدائرة منذ يوم الأحد بين الجيش و"فتح الإسلام" فقد ارتفع عدد القتلى إلى 66 قتيلا, إلى جانب إعلان مسؤول فلسطيني أن عدد المدنيين الفلسطينيين الذي قتلوا في مخيم نهر البارد بلغ 17 قتيلا, كما لقي 30 عسكريا لبنانيا مصرعهم إضافة إلى 18 مقاتلا من فتح الإسلام ومدني لبناني. للتذكير يعيش حوالي 400 ألف فلسطيني في ظروف معيشية سيئة في 12 مخيما أقيمت في الأراضي اللبنانية حسب إحصاء اونروا. قنديل: الخطة الأمريكية التي كشفها سيمور هيرش قبل أشهر تنفذ شمالا تساءل النائب السابق ناصر قنديل في تصريح ل "وكالة أخبار لبنان" ما إذا كان الرئيس بوش قد قرأ مقالة الصحافي الأمريكي الكبير سيمور هيرش قبل خمسة أشهر، وقد نشرت بالإنكليزية في صحيفة النيويوركر؟ أم أنه يعتقد أن اللبنانيين لا يقرأون؟ أضاف قنديل، لقد كانت معلومات هيرش موثقة حول تسليح وتمويل ورعاية مجموعات متطرفة من قبل الإدارة الأمريكية، والمجموعة الحاكمة في لبنان وبعض حكومات عرب الاعتدال، تحت عنوان إقامة توازن رعب بوجه حزب الله، وقدم هيرش أسماء هذه المجموعات وهي كما وردت في مقالته، فتح الإسلام وعصبة الأنصار وجند الشام. ورأى قنديل أن ما تسميه المخابرات الأمريكية بسياسة تسمين العجول، يقوم على رعاية مجموعات غير صديقة لمواجهة مجموعات عدوة، هو ما يفسر المشهد اللبناني الراهن والذي يراد له أن يتحول إلى مصيدة لاستنزاف الجيش اللبناني، وصولا إلى التصريح بعجز الأمن الشرعي اللبناني بعدما نجحت مشاريع الانطلاق من عجز القضاء اللبناني كتمهيد ضروري للتدويل الذي نشهده في قضية المحكمة، وسنشهده في ما يتعدى تدويل الأمن في الجنوب. وقال قنديل أن تحويل المواجهة مع "فتح الإسلام" إلى مواجهة مع المخيمات الفلسطينية، هو ما يجري تحضيره وتكون النتيجة الحديث على أن الحل هو تطبيق القرار 1559 وخصوصا البدء بنزع سلاح المخيمات الفلسطينية مقابل ضمان الأمن للمدنيين الفلسطينيين، ونشر قوات دولية في المخيمات، وتطبيق معايير الأممالمتحدة على واقع المدنييين الفلسطينيين، أي حسم مبدأ الحصول على الجنسية في البلد المضيف، كما تنص مواثيق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين كمقدمة للتوطين. "فتح الإسلام".. من فتح الانتفاضة إلى تنظيم القاعدة كشفت مصادر أمنية لبنانية رفيعة إلى أن من أبرز قتلى "فتح الإسلام", السوري محيي الدين عبد الحي عبود، الملقب بأبو يزن الذي كان يتزعم المجموعة التي نفذت جريمة عين علق في المتن الشمالي في فبراير الماضي والملاحق من قبل أجهزة الأمن السورية, ومن بين القتلى أيضاً اللبناني صدام الحاج ديب من عكار المطلوب إلى القضاء الألماني بتهمة الاشتراك في محاولة تفجير القطارين والتي تبين لاحقاً أن تنظيم القاعدة وراءها، في حين يتم التحقق حالياً من هوية أحد القتلى المشتبه بأنه السعودي عبد الرحمن اليحيى الملقب بطلحة. وقال موقع حزب الله على الانترنت أمس وبذلك بدأت حقيقة "فتح الإسلام" تتأكد وتنكشف، إذ تبين أن لا فلسطينيين بين القتلى والموقوفين من تنظيم فتح الإسلام, بل أن جنسيات القتلى موزعة بين لبنانيين وسورييين وسعوديين وجزائريين وتونسيين ومغاربة وجنسيات أخرى, وإذا كانت هذه جنسيات القتلى، فإن الموقوفين الثمانية عشر حتى اللحظة من جنسيات عربية مختلفة، جزائرية، تونسية، سعودية، إضافة إلى لبنانيين، أبرزهم اللبناني أبو خالد حسين الذي كان يتزعم المجموعة التي اعتدت على جيب للجيش اللبناني كان في داخله 4 عسكريين استشهدوا على الفور في منطقة القلمون جنوبطرابلس. وفي هذا الإطار قال الدكتور أحمد موصللي المتخصص في شؤون الجماعات المتشددة" فتح الإسلام هي في بداية الأمر انشقاق عن فتح الانتفاضة، التي كانت جزء من النسيج الفلسطيني، لكن انشقاقها عن فتح الانتفاضة أدى بها إلى تبني ايدولوجيه مختلفة جدا، وخروجها عن السياق الفلسطيني وتبنيها مفهوم الجهادية التكفيرية الإسلامية على نمط أسامة بن لادن والقاعدة، وبالتالي هي لا تمثل النسيج الفلسطيني لا فتح ولا حماس ولا الجهاد الإسلامي". وأضاف موصللي" في حقيقة الأمر هذا التنظيم صغير لكن بسبب الأحداث التي وقعت في لبنان، ومحاولة "تجييش" الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، احد أقطاب السنة هو من قام بدعم هذه المجموعات من اجل الوقوف ضد حزب الله في مواجهة مفترضة مابين السنة والشيعة لكن في حقيقة الأمر ما حدث أن اتفاق الملك عبد الله السعودي مع الرئيس احمدي نجاد الإيراني على وأد الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، اخرج هذه المجموعات من تحت عباءة السلطة الموجودة، اليوم تحولوا إلى مجموعة ليست فقط ضد الشيعة في لبنان بل أيضا ضد من دفع بها في الأساس إلى التسلح بهذا الشكل الكبير، واعطاءها التمويل اللازم، ويضيف, أريد أن أشير إلى معلومة مهمة انه عندما كان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية دايفيد ولش تحدث في موضوعين الأول هو رئاسة الجمهورية، لكن الموضوع الثاني الذي لم يتحدث احد عنه هو طلب دايفيد ولش تحديدا، ضبط الجماعات الإسلامية المتطرفة في شمال لبنان، وثلاثة أيام بعد مغادرته يحدث ما يحدث، وهذا ليس على سبيل الصدفة". وفي هذا الساق لفت مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال في حديث لصحيفة الحياة إلى أنه وبحكم تواصله مع هذا التنظيم فإن معظم أعضائه هم من الخليجيين واليمنيين والمغاربة والجزائريين، إضافة إلى اللبنانيين والسوريين. الجامعة العربية.. فتح الإسلام منظمة "إرهابية" دعت الجامعة العربية أمس الثلاثاء الدول الأعضاء فيها التي قدمت مساعدات وتجهيزات عسكرية إلى الجيش والقوى الأمنية في لبنان إلى مواصلة هذا الدعم ودانت "الأعمال الإجرامية" التي ارتكبتها مجموعة فتح الإسلام التي وصفتها ب"الإرهابية". ووجه بيان صادر عن اجتماع عاجل لمجلس الجامعة عقد على مستوى المندوبين الدائمين "الشكر إلى الدول العربية التي قدمت مساعدات وتجهيزات عسكرية لدعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية مع التأكيد على ضرورة مواصلة هذا الدعم من قبل الدول العربية لاسيما في ظل الظروف الأمنية المستجدة التي يمر بها لبنان واستجابة لطلب الحكومة اللبنانية في هذا الشأن". ودعا مجلس الجامعة إلى استمرار جهود الحكومة اللبنانية "والتنسيق مع ممثل منظمة التحرير الفلسطينية وممثلي الفصائل الفلسطينية لاحتواء الموقف والحفاظ على أرواح الأبرياء من لبنانيين وفلسطينيين داخل المخيمات". حسين زبيري